قصة شبح البدروم
بقلم : محمد شعبان
من وقت ما سكنت في الشقة الجديدة اللي خدتها وانا مابنزلش بالليل ابداً، يعني لما
بعوز حاجة ببعت عم عطوة البواب يجيبها لي وبحاسبه عليها وبدليه اللي فيه
النصيب، لكن مرة واحد ومن غير مُقدمات.. عرفت من صاحب العمارة ان عم عطوة
سافر البلد عنده حالة وفاة وهيقعد هناك 3 ايام، بصراحة ماهتمتش وقوتل إن
لو احتاجت حاجة بالليل هبقى انزل اشتريها انا.. وده فعلا اللي حصل، في تاني
يوم من ايام غياب عم عطوة بالليل، كنت محتاج سجاير لأن سجايري خلصت، في
الليلة دي لبست هدوم الخروج وخدت معايا مفتاح البيت وركبت الاسانسير ونزلت
للدور الأول.. أو بمعنى اصح الدور اللي فيه باب الخروج واللي تحته الدور (صفر)
اللي فيه البدروم واللي بينام فيه عم عطوة لما بيبقى موجود، المهم انا لما نزلت من
الأسانسير ووصلت للدور الأول، لفت نظري صوت ناس بتتكلم من البدروم !
وقتها بصراحة الفضول خلاني ادخل الاسانسير تاني واطلب الدور (صفر) وانزل
عشان اشوف الأصوات دي جاية منين وهو عم عطوة اصلاً في البلد ..
نزلت البدروم واول ما فتحت باب الأسانسير ما شوفتش أي حاجة لأن الدنيا كانت
ضلمة، بس برغم الضلمة وبرغم من أن انا ماكنتش شايف حاجة.. إلا انا كنت
لسه سامع اصوات اللي بيتكلموا، بس بصراحة الأصوات اللي كنت سامعها جاية من مكان ما في البدروم، خلت فضولي يسوقني وامشي ورا مصدرها، وعشان كده خرجت
من الأسانسير ونورت كشاف موبايلي وفضلت ماشي ورا الصوت لحد ما سمعت اتنين
بيتكلموا، كانت واحدة ست بتتكلم مع رجل وعمالين يتخانقوا مع بعض، فربت اكتر
من مصدر الصوت اللي اكتشفت إنه جاي من جوة اوضة عم عطوة اللي كانت مقفولة !
انا أول ما سمعت اصوات جاية من جوة الأوضة الفاضية ومع وجود الضلمة من
حواليا، قلبي بدأ يدق وبدأت اقول بيني وبين نفسي ان الأوضة دي مسكونة، اللي جه
في بالي وقتها إن انا افضل اقرأ قرآن بصوت عالي وده اللي عملته فعلاً لحد ما فجأة
لقيت باب الأوضة اتفتح بسرعة وظهر من وراه مخلوق او بني أدم لونه اسود ومش
باين منه أي حاجة غير انه قصير اوي، انا اول ما شوفته طلعت اجري ناحية الأسانسير وانا بتخبط في الضلمة لحد ما وصلتله، اول ما وصلت لباب الأسانسير
فتحته بسرعة ودخلت جواه وطلبت الدور اللي شقتي فيه، لكني اول ما ركبت
الأسانسير سمعت صوت خبط على الباب، ومعنى كدا أن العفريت ولا الجن ده كان
عاوز يلبسني وعشان كده جري ورايا !
المهم طلعت على شقتي جري وأول ما فتحت بابها ودخلت جري جواها، فضلت قاعد
وانا مرعوب لحد ما فجأة وبعد كام دقيقة كده لقيت باب الشقة بيخبط !
الخوف جوايا كان واصل لأعلى درجاته لأني عايش لوحدي واكيد اللي بيخبط على
الباب ده هو الجن اللي شوفته في البدروم، بس بالرغم والقلق اللي كنت حاسس بيهم
إلا ان انا كان لازم اتشجع واقوم افتح الباب لأني مش عيل صغير، وفعلاً روحت فتحت
الباب اللي لقيت وراه شخص قصير لون بشرته سمرة زي عم عطوة، كان واقف
بيبص لي بابتسامة وبيقولي ..
انا لما شوفت رقم الدور عرفت انه حضرتك، هو حضرتك نزلت البدروم ليه ..
- انت كنت عايز حاجة يا أستاذ؟!
اول ما قال لي كده بصيت له باستغراب وقولتله ..
- انت مين !؟
رد عليا وبيبتسم وقال
- انا سعدون قريب عطوة وجاي اقعد بداله لحد ما يرجع من البلد .
وقتها ابتسمت واطمنت واعتذرتله عن سوء فهمي للموضوع، وطبعاً جيبت اللوم على
صاحب العمارة اللي ماقاليش إن حد هيجي يقعد مكان عطوة في الأيام اللي هيغيب
فيها، المهم هزرت مع سعدون ده وحاولت اديله فلوس لكن رفض، في خدت بعضي
ونزلت معاه الأسانسير وروحت اشتريت سجاير وبعد كده رجع على شقتي
نمت.. بس تاني يوم وانا راجع من الشغل عرفت ان عم عطوة رجع لأني شوفته قاعد قصاد العمارة، اول ما شوفته سلمت عليه ولومته لأنه ماقاليش إنه هيسافر ولا قال
لي ان له قريب هيجي مكانه، بس المصيبة ان عم عطوة قال لي انه مالوش قرايب،
وقال لي كمان ان اللي شوفته ده هو سعدون البواب اللي كان قبله، والكارثه الكبيرة
بقى ان سعدون ده ميت من حوالي 4 سنين، جت له غيبوبة سكر ومات في البدروم،
بس عم عطوة حاول يطمني لما قال لي ان سعدون ما بيأذيش حد وإنه بس بيطلع
يضحك ويختفي تاني، وشهادة لله .. انا كلام عطوة طمني لدرجة ان انا من تاني يوم
طلعت لميت حاجتي وسيبت الشقة والمنطقة كلها بلا رجعة ...
تمت
الروابط
آخر قصة : شيخ بورسعيد
صفحة الكاتب : من هنا