قصة اليوم مفاجأة ربما تظنون لوهلة أنكم في عالم من الخيال المُرعب، ويُمكن لبعضكم عدم تصديقها أو إنكارها ولكن كل ما سنحكيه مثبت بالدلائل والوثائق.
تنوية : قبل قراءئتك للقصة يجب عليك أن تكون على درجة عالية من التركيز، وذلك حتى لا تتداخل عليك معلومات القصة مع بعضها وتستفاد بأكبر قدر من المعلومات بعد قرائتك وتحليلك .
مخلوقات من الممكن لم تسمعوا بها من قبل، سكنت الأرض قبلنا وصــفــاتها مُــرعـبـة، ليست من الجن حتى؛ وما هي قصتها وكيف اختفت عن عالمنا هذا أو بالأخص من قضى عليها، من أسرار وألغاز وعجائب هذا الكون سنتكلم اليوم عن كائنات "الــحــن والــبــن".
قبل بدأ البحوث والتأريخ على الأرض كلنا كنا نعتقد أن أول من خطى على الأرض هو سيدنا آدم (عليه السلام)، وأن الجن كانوا يسكنون الأرض قبل بني البشر ولكن هناك مخلوقات عاشت قبلنا، نعم قبل بني آدم والجن وهم مخلوقات "الــحــن والــبــن".
1- من هم الحن والبن
الحن والبن هُم مخلوقات سكنوا الأرض قبل بني آدم والجن أي قبل هذين الجنسين، أغلب المفسرين والباحثين لم يذكروا أشكال الحن والبن أو حتى تفاصيل حياتهم، بــل ذكروا لنا أن تلك المخلوقات عصوا الله عز وجل وسفكوا الدماء لذلك عاقبهم الله وأبيدوا بأمرًا من الله، أبرز المراجع التي تحدثت عن هذا الموضوع هو كتاب "الــبــدايــة والــنــهــايــة" لابن كثير ذكر الحن والبن فقط، بل أن بعض المؤرخين كالمسعودي في كتاب "تاريخ الأمم" وشهاب الدين الأبشيهي في كتابه " المستطرف في كل فن مستظرف" واقتبس فيه من كتاب "تاريخ الأمم" للمسعودي، وقال فيه أن الله خلق قبل آدم 28 أمة والفارق بين هذين الكتابين هو ذكر بعض أشكال هذه الأمم، ولكن لم يتم التأكد من هذا الوصف أو هذه الأشكال وذلك لعد توافر الوسائل التي تُساعد في تأكيد هذا الكلام أو هذا الوصف.
2- سنذكر هُنا بعض مما ذُكر عن أشكال هذه مخلوقات
ولكن تذكروا جيدًا أن ما سيتم ذكره الآن ليس له علاقة بالأفلام الخيالية انما هو من أبرز الكتب لأكبر المؤرخين والمفسرين، فلنبدأ بوصفهم وحاول التخيل بذاكرتك ورسم صورتهم في مخيلتك أثناء قرائتك.
ما ذُكر عن هذه المخلوقات أن لهم أجنحة وكلامهم قرقعة لهم أبدانًأ كالأسود ورؤوسًا كالطير ولهم شعورًا وأذناب (الذيل) وكلامهم دوي (صوتًأ كالرعد والله أعلم)، ومنهم من يملك وچهان واحد من الأمام والآخر من الخلف ولهم أرجل كثيرة، ومنهم ما يشبه نصف انسان بيدًا ورجل وكلامهم مثل صياح الغرانيق (والغرنيق هو طائر مائي جميل طويل الساق جميل المنظر)، ومنهم من وجهه كالآدمي وظهره كالسلحفاة وفي رأسه قرن وكلامه مثل عوي الكلاب، ومنهم ما له شعرًا أبيض وذنبًا كالبقر، ومنهم من له أنياب بارزة وأذان طوال.
أظن أن وصفهم بالنسبة لنا كان مرعبًا، ولكن الغريب هنا أنهم لم يُسموا تلك المخلوقات؛ما ترك باب التفسير والتأويل مفتوحًا، ولكن اذا بحثنا سنجد بعض من المقالات لم تذكر الحن والبن فقط بل ذكرت مخلوقات أخرى تُسمى (الخن والمن والدن والنس أو السن) وسنرتبهم من الأقدم للأحدث ولكن قبل ترتيبهم فإن هذا الجزء من القصة لن يُثبت في أي مصدر أو كتاب ولكن سنعرضه عليكم حتى نَلُم جميع المعلومات عن هذه المخلوقات وحياتها.
3- ترتيب مخلوقات الخن والمن والدن والنس من الأقدم إلى الأحدث
1- البن
أول تلك المخلوقات أو أقدمهم هم البن وهم أقرب إلى المسوخ البدائية ويبدأ خلقهم على هيئة دودة عظيمة وسرعانًا ما تنمو حتى تصل إلى شكل كائنًا نصف قائم ثم تتحول بعدها إلى ما يشبه القرد المنتصب لتشيخ وتموت وتذوب بقاياها في الأرض ويقال أن مخلوقات البن بدأت في الإختفاء بعد أن تكونت الطحالب وازدات بقعة الماء على الأرض ليبدأ بعدها تشكل كائنات "الــحــن".
2- الحن
مخلوقات الحن كان كيانها خشبيًا وكانت تتغذى على المعادن من الأرض حتى أصبحت أقوى من البن فتغلبت عليهم وجمعت بين شكلها وشكل البن ليبدأ تشكل كائنًا جديد يُدعى "بــالــخــن"
3- الخن
الخن خُلق من الطين واللحاء وظل يتغذى على المخلوقات البحرية فكون غلافًا حيوانياً لذلك أصبح أقوى من مخلوقات البن والحن ودخلت في صراعًا معهم حتى تغلبت على مخلوقات الحن تمامًا ولكن سنقف أمام ملفتة للذكر حيث يقال أن "الديناصورات هم من قضوا على مخلوقات الخن"
4- المن
هم مخلوقات تكونت من البن الذي اختفى من بطش الخن؛ هذه المخلوقات كانت ضخمة بلا أعين مع مچسات متحركة على وجهها (وهو أداة استشعار تساعد على كشف الحالة المحيطية الفيزيائية) وتلك المچسات ساعدتها على التكيف في الكهوف المظلمة، ومن ثم اختفت مخلوقات المن أو تطورت ليظهر بعدها مخلوقات الدن أو لتصبح مخلوقات الدن.
5- الدن
الدن هم مخلوقات انتقالية جائت من المن وتطورت حتى صارت تسير على أربعة، وقد تطورت لعدة مخلوقات في البر والبحر والجو.
6- النس أو السن
ويقال أن هذه المخلوقات كانت هي أچداد الإنسان الأولى وخلال خلق السن خلق الله الجن، ونعود ونأكد أن ليس هناك مصادر موثقة أو مؤكدة عن هذا الجزء من القصة ولكن طرحناها حتى نَلُم بجميع المعلومات عن هذه المخلوقات.
4- وهنا سوف نطرح سؤالًا وهو هل المصادر الموثقة والمؤكدة سوف تعارض هذه النظريات السابقة أم ستؤيدها وهذا ما سوف نطرحه في باقي القصة
وكما ذكرنا من قبل أن بعض من المؤرخين والمفسرين ذكروا كائنات الحن والمن وكان أبرزهم المؤرخ والمفسر الكبير ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية" وغيره من الكُتاب،وقد اعتمد أكثر المفسرين على آيه ذكرت في القرآن الكريم وتحديدًا في سورة البقرة.
قال تعالى في كتابه الكريم : بسم الله الرحمن الرحيم " وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة، قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك، قال إني أعلم ما لا تعلمون". صدق الله العظيم
ويقف هنا المفسرون عند جملة "إني جاعل في الأ{ض خليفة"، فكلمة خليفة هنا تعني من يخلف غيره، إذا قبل النبي آدم (عليه السلام) وهو المتعارف عليه في جميع الأديان أنه أول البشر وأول من سكن الأرض، اقوماً سكنت الأرض ولكن من هم فذهب بعض المفسرون إلى أن الجن هم هذه الأقوام ولكن تكمل الآيه بقول "أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء"، ومن المتفق عليه أن الچن لا يملكون دماء فهم مخلوقاتًا من نار، إذا هنا من كان قبل النبي آدم (عليه السلام على الأرض) ومن سفك الدماء ومن نشر في الأرض فسادًا، من هنا برز تفسير وجود مخلوقاتًا ذات دماء قبل الجن وآدم على حد سواء إلى أن عددًا من المفسرين والمؤرخين رفضوا هذه الفكرة لعدم استنادها بنصًا صريحاً في القرآن الكريم أوالسنة النبوية الشريفة للدلالة على مخلوقات الحن والمن.
وذكر ابن عاشور في كتابه إن قصة هذه المخلوقات قد تكون من خرافات الفرس أو اليونان حيث سماهم الفرس "الطم والرم" أم اليونان أطلقوا عليهم اسم مخلوقات "التيتان"، وكان هذا من ناحية المنظور الديني ولكن ما رأي العلم في هذا الموضوع؟
5- رأي العلم في نظرية الحن والمن
من الناحية العلمية لم يذكر الحن والمن في أي من المراجع العلمية، ونحن نعلم أن العلماء عند اكتشافهم أي اكتشافات علمية يطلقون عليها اسامي بحتة، ولكن المثير للجدل هو ما ذكره تقرير لقناة "BBC NEWS" عن اكتشاف حفرية في أثيوبيا وتحديدًا في أقليم عفار لما يعتقد أنه من أوائل البشر تعود إلى ما قبل 2.8 مليون سنة عام 94، وقبلها اكتشاف حفرية شبيهه بالبشر في نفس المنطقة عام 74 ترجع إلى 3.2 مليون عام ومن المتعارف علميًا أن فترة ظهور البشر فيها تتراوح ما بين 400 إلى 500 الف عام، أما من الناحية الدينية اختلفت التفسيرات بين المفسرين إلى ما هو أقل من هذه المدة معتمدين على حساب أعمار الأنبياء والفارق بينهم ابتداءً من سيدنا آدم (عليه السلام) ووصولاً إلى سيدنا محمد (عليه أفضل الصلاة والسلام) خاتم الأنبياء.
أما القسم الآخر فاعتبر هذا الأمر من علم الغيب، فالبطبع يصعب حساب العمر بدقة وذلك لإختلاف البحوث والدراسات والتفاسير ولكن إن كان العلم حدد عمر الإنسان على بحوالي قبل 500 ألف عام والدين بما يقل عن ذلك، إذًا فماذا عن الحفريات المكتشفة وإلى أي فصيلة تنتمي وهل من المعقول أن تكون هي مخلوقات الحن والبن، ولكن بحسب ما روي كيف انتهت تلك المخلوقات.
لو افترضنا وجود هذه المخلوقات على الأرض فأين اختفوا وهنا نقف عند روايتان واحدة موثقة ذكرها المفسر الإسلامي ابن كثير في كتابه، حيث ذكر أن الله تعالى سلط الجن عليهم بعد عصيانهم وسفكهم للدماء فقامت معركة ضخمة بين الجن من جهة وبين الحن والمن من جهة أخرى، وانتصر الجن عليهم فأبادوهم بشكلًا نهائي.
والرواية الثانية غير موثقة، تقول الرواية أن الحن والمن هم نفسهم قوم يأجوج ومأجوج وأنهم هربوا إلى جبال القوقاز بعد أن هزموا من الجن، ثم عاودوا الظهور بعد ظهور البشر وفتكوا بقبائلهم وبطشوا بهم، حتى جاء ذو القرنين وحجزهم خلف السد وذلك كما ذكرناه سابقاً في قصة يأجوج ومأجوج، معلومات صادمة وغريبة ولكن لنتفكر قليلًا ألم يخبرنا الله في كتابه الكريم أنه سبحانه خلق الأزواج كلها من نبات الأرض ومن أنفسنا نحن البشر ومما لا نعلم.
بعد كل تلك الروايات الصادمة ومنها من كان موثق ومنها من كان غير موثق، سنتسائل هنا هل فعلًا كان هناك مخلوقات قبل بني البشر على الأرض لا نعلم بها أو من الممكن أن يكون هناك مخلوقات أخرى على كواكب أخرى غير كوكب الأرض، وهل تظنون أن مخلوقات الحن والبن هم نفسهم قوم يأجوج ومأجوج والله أعلى وأعلم.
وفي النهاية لا تنسوا مشاركتنا برأيكم في التعليقات، نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه في قصة أخرى والسلام عليكم ورحمة الله تعالى.