قصة المريض هـ - قصص حقيقية (حدثت بالفعل)

تجربة مر بها مريض في إحدى المستشفيات (قــصــة الــمــريــض هــ)

المريض هـ

بقلم : محمد شعبان

أنا كتبت حكايات كتير من تجاربكم أنتم، أيه رائيكم لما احكيلكوا تجربة حصلت ليا انا شخصياً، أو تحديداً يعني سمعتها من حد وش لوش كده...!

في شهر يناير اللي فات ده وفي الوقت اللي كان فيه معرض القاهرة الدولي للكتاب تحديداً يعني، أنا كنت في المستشفي لأني كنت بعمل عملية بسيطة كده في أيدي والحمدلله يعني نجحت وعدت علي خير بفضل ربنا ثم بدعواتكم ليا، المهم أنا وقتها كان المفروض إن هقعد حوالي شهر واسبوعين في المستشفي لأن العملية كان لها عملية تانية تكميلية والمفروض يعني إنها هتتعمل بعد الأولي بحوالي 45 يوم، وعشان كده فضلت مجحوز في مستشفي القصر العيني طول الفترة دي وماكنتش بقدر اخرج، انا يادوب بس خرجت يومين حضرت فيهم حفلات توقيع في المعرض وبعد كده رجعت تاني لمكاني في المستشفي، بس المرة دي لما رجعت أنا لقيت مريض جديد في نفس القسم اللي انا كنت فيه وطبعاً المرضي القدام كانوا معظمهم لسه موجودين فسألتهم عن المريض الجديد ده وهم حكولي، حكوا لي إن المريض ده شاب وأسمه (هـ) وعرفت منهم كمان إنه قعيد، بصراحة انا شخص عشري وفضولي، وبحكم القعدة في المستشفي ف انا والمريض ده بقينا أصحاب، في الحقيقة هو كان شخص جميل جداً وكلامي معاه ماكنش بيخلص، وفي مرة واحنا بنتكلم قولتله إن انا كاتب وكده ف حكالي علي اللي حصل له في المستشفي دي من وقت ما دخلها من عشر سنين وإليكم كلامه زي ما حكالي بالظبط...

بيحكي هـ وبيقول : أنا أصلا من الشرقية، من حوالي عشر سنين كده كنت شخص عادي، بقدر امشي علي رجلي وبروح وباجي لحد قبل خطوبتي بكام يوم، في اليوم ده كنت راكب الموتوسيكل بتاعي ومسافر من الشرقية للقاهرة عشان ادي دعوات القفرح لاصحابي هناك، بس وانا ماشي في الطريق حصلت حادثة كبيرة وللأسف الموتوسيكل اتقلب بيا وفقدت الوعي، فضلت في غيبوبة لمدة شهور، ولما فوقت  من الغيبوبة لقيت نفسي في المستشفي دي، عرفت لما فوقت أن ربنا نجاني بأعجوبة لأني وصلت هنا وانا حرفياً كده متعجن في بعضي، ولأن ربنا كريم ورحيم أراد إن انا اعيش.. انا أه مابقتش عايش زي الأول لأني بقيت قعيد وكل فترة والتانية باجي هنا عشان اعمل عملية، لكن الحمدلله علي كل شيء والحمدلله علي نعمة الحياة، المهم بقي يا سيدي انا طبعاً لما فوقت من الغيبوبة ماروحتش بيتنا كده علي طول لأ، انا فضلت هنا في المستشفي لمدة شهور، كنت بتنقل من العنبر ده للعنبر ده ومن أوضة العمليات دي لأوضة العمليات دي وهكذا وهكذا لحد ما مرت عليا هنا أيام كتير وانا حالتي ماتسمحش إن انا اخرج ف استسلمت للأمر الواقع وبدأت اتعايش مع الظروف اللي حواليا لحد ما ربنا يفرجها وابقي اخرج لما الدكاترة يقولوا، وعشان كده بقي اتصاحبت علي الممرضين والممرضات والدكاترة وحتي  العمال اتصاحبت عليهم، وعاوز اقولك بقي إن المستشفي وقتها ماكانتش زي دلواقتي كده، أعمال التجديدات اللي اتعملت فيها خلتها أجمل وخلتها ماتبقاش مخيفة بالليل، ولو هتسألني ازاي كانت مخيفة بالليل ف انا هقولك إن انا في الشهور اللي قضيتها هنا بين العنابر شوفت الويل، ده في مرة كنت في عنبر العظام والمفروض إن الممرضة اللي سهرانة نباطشية هتعدي تديني العلاج الساعة 11 .. وقتها العنبر كان فاضي وكنا في عز الشتا ف انا كنت متغطي ونايم لحد ما لقيت الممرضة دخلت العنبر وفضلت تتمشي فيه وتروح وتيجي من غير أي سبب ومن غير حتي ما تولع النور!

وقتها انا ندهت عليها وقولتلها هاخد العلاج أمتي لكنها ماردتش عليا وفضلت تتمشي في العنبر لحد ما ندهت عليها بصوت عالي عشان تسمعني كويس ودي كانت أغبي حاجة عملتها لأني لما عملت كده هي التفتت وبصت ناحيتي، لما بصتلي كنت شايف ملامحها بالعافية بسبب النور اللي داخل من بلكونة العنبر، الممرضة كان شكلها متغير... عينيها كانت حمرة وشعرها كان مُجعد ومنكوش كده وكأنها متكهربة، أول ما شوفتها مابقتش قادر انطق ولا اقول أي حاجة غير اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فضلت استعيذ بالله وهي واقفة قدامي وبتبصلي بغضب لحد ما فجأة لقيت أضاءة العنبر نورت ولقيت الممرضة اللي المفروض هتديني العلاج  دخلت من برة، بصيت لها باستغراب وبصيت ناحية الممرضة اللي كانت واقفة وطبعاً مش محتاج اقولك إن أول ما النور اشتغل هي اختفت، ليلتها فضلت خايف حتي بعد ما الممرضة طمنتني لما حكيت لها وجابت لي راديو شغلت منه إذاعة القرأن الكريم عشان اعرف انام، وبالرغم من إن انا ماشوفتش حاجة لما القرأن اشتغل جنبي إلا أن انا معرفتش حتي اغفل عينيا ليلتها من الرعب ومانمتش غير الصبح.

ده كان موقف من المواقف اللي حصلتلي؛ أما الموقف التاني بقي ف حصل لي في عنبر تاني.. العنبر ده كان في ناس وقتها والدنيا كانت صيف يعني معظم الموجودين بيناموا متأخر، العنبر كل المرضي اللي فيه كانوا بيفضلوا صاحيين لحد نص الليل تقريباً ويمكن بعد كده كمان، الغريب بقي في الموقف ده إنه حصل مع واحد كان نايم معانا في العنبر، المريض ده فجأة صحي من النوم وجه ناحيتي ولقيته بيصحيني، لما صحيت وسألته هو بيصحيني ليه سألني سؤال غريب اوي وقالي.. انت بتمشي!

طبعاً رديت عليه بالنفي وسألته هو بيسأل ليه، قال لي إنه شافني وانا قايم من عالسرير وبروح ناحيته وبخنقة، ولما صرخ وزق إيدي لقاني اختفيت من قدامه وشافني وانا نايم زي ما انا علي سريري!

طبعاً انا قولتله إن اللي شافه ده كابوس ونصحته بإنه يشغل قرأن جنبه وهو نايم، وبالفعل سمع كلامي ومن وقتها وهو مابقاش يشوف حاجة، وعاوز اقولك كمان إن انا شوفت كتير في المستشفي هنا بمرور الأيام، أوقات كنت اشوف ناس مش موجودين، وأوقات كنت اسمع أصوات صرخات وأصوات أطفال والعنبر بيبقي فاضي، وأوقات كنت بصحي علي أن حد بيصحيني وبينده عليا بأسمي ولما كنت بقوم من النوم ماكنتش بلاقي حد، وهكذا وهكذا مواقف كتير لحد ما خرجت علي خير، بس عاوز اقولك إن لما بقيت باجي هنا بعد كده مابقتش بشوف حاجة لأن المستشفي اتجددت والعنابر اللي فيها بقت احسن من الأول.. انا حكيتلك اللي انا فاكره، بس صدقني انت لو سألت ناس من اللي شغالين هنا من زمان هتسمع حكايات افظع من حكاياتي بكتير، حكايات تشيب بمعني الكلمة.

خلص (هـ) حكاياته معايا ليلتها وانا طبعا ماعرفتش انام وفضلت صاحي لحد تاني يوم، بس الشهادة لله يعني انا ماشوفتش حاجة غريبة لأني كنت ببقي سهران طول الليل وبنام فترة الصبح من وقت ما حكالي اللي حكهولي ده، واللي علي فكرة آكده ناس كتير من اللي شغالين في المستشفي من سنين، معظم الموظفين أو العمال او حتي الممرضين اللي بيشتغلوا في القصر العيني من زمان بيأكدوا إنه قبل التجديد كان مكان مُرعب أكتر منه مستشفي، لكن مع التطور والتجديدات اللي حصلت فيه بقي مكان آمن أكتر وبقت مستشفي متطورة وأحسن بكتير من معظم المستشفيات الخاصة لأن بيتم فيها عمليات كبيرة، وفي النهاية حابب اشكر دكاترة وممرضات وممرضين المستشفي علي حسن المعاملة وقتها، وحابب اشكرهم كمان لأن العملية نجحت وإيديا بقت كويسة بفضل ربنا ودعاكم ثم بفضل الدكاترة والممرضات والعاملين...



x
تُضرب بلا سبب وتطير بلا جناح وتسبب الفرح والغضب فما هي؟

لو عرفت الإجابة جاوب تحت في الكومنتات 


لو عندك قصة او الغاز كلمنا هنا
مُرسل اللغز : ع.م    تاريخ اللغز 23/01/2021



الروابط


صفحة الكاتب/ة : محمد شعبان
Owner 2
Owner 2
تعليقات