قصة طريق الموت - قصص قصيرة (غموض)


زوجة اختفت عن زوجها على الطريق السريع حين تعطلت سيارتهم، ومن هنا استلم التحقيق في تلك القضية الصحفى الشاب خالد وعند تحقيقه وبحثه في مكان اختفاء الزوجة بدأت قصة "طريق الموت" (كــوكــتــيـــل قـــصــــص بــلـــوجــــر)

طريق الموت

بقلم : ياسر محمد

 لم أكن أعلم أن الطريق سيكون ممهدا بكل تلك الجثث وبقايا الضحايا الذين حالفهم الموت في ذلك المكان ، لأنهم فعلوا مثل ما فعلت انا بالضبط، وهو السير علي طريق الموت رغم كل التحذيرات التي نالت من ذاكرتي ولكن يبقي الفضول القاتل هو سر وجودي وأعتقد أنه سيكون سر نهايتي بالتأكيد بعدما سرت علي جثث تلك الضحايا وانا أحاول أ، اتجنبهم ولكن تلك الدماء اللزجة التي احتضنت قدامي جعلت من صعوبة السير أمر واقع والعودة أصبحت مستحيلة، اسير بخطي ثابتة وفمي يلتقط رائحة العفونة والظلام الذي يغلف المكان يزيد من ضربات قلبي والخوف بدأ يلمع في عيوني لمعرفة سر ذلك المكان عن قرب ...


اعتذر لكن أنا لم أعرف نفسي لكم بعد، انا الصحفي الشاب "خالد" اعمل صحفي بجريده شهيرة في صفحة الحوادث، مرت علي الكثر من الأحداث الغامضة والاختفاء والقتل وكنت دائماً ما اقتحم تلك الأحداث واغوص بها بكل عمق لاكتشف المزيد عنها، إلا أن جائني أحد الأصدقاء وهو يلهث من شدة الخوف ويطلب مني البحث معه والاتصال بمعارفي لمعرفة سر اختفاء زوجتة المفاجئ، تنهدت حينها وانا استمع الي حكاياته وطرأ سؤال تقليدي علي ذهني وقتها "لما لم تبلغ الشرطة بالواقعة فأنا مجرد صحفي؟!"

تنهد وهو يزفر دخان سجارته بضيق وقال :

- لقد ابلغت الشرطة بالتأكيد بالواقعة لكنهم مازلوا أمامهم أربعة وعشرون ساعة كاملة حتي يتم التحقيق بالأمر... لذا جئت إليك اعلم جيداً أنك تعرف مخابئ بعض المجرمين من كثرة عملك واقتحامك لعالمهم بكونك صحفي بالحوداث.

ابتسمت بكل ثقة وكأنني الكائن المنقذ وفكرت من أين أبدأ حتي أكون علي قدر الثقة التي وكلها لي صديقي، لقد أخذت الموضوع بشكل تحدي.

مر اليوم وانا أبحث بعيني بين ملفات الارشيف عن اي حوادث اختفاء مشابهة لحادثة اختفاء زوجة صديقي، حينها توقفت عن البحث وأخرجت هاتفي واتصلت بصديقي وسألته " أين اخر مرة شاهدة زوجتك بها أو اين كانت تتوجه حينها"

اجاب بشكل مقتضب وسريع :

" لقد كنا علي الطريق الدولي السريع وترجلنا من السيارة لعطل ما حدث بها وحين انتهيت وعدت للسيارة فوجئت باختفاء زوجتي؟!

توقفت أمام نفسي للحظات وأمامي بعض الملفات التي اتجول بعيني داخلها ثم قلت بكل بلاها :

" طريق الموت " !!

لم تكن الحادثة الأولي التي تحدث هناك فهناك ملفات واحداث حدثت بنفس مكان الواقعة عمليات اختفاء وكأن المكان يبتلعهم حين تهبط اقدامهم عليه، تسعة حالات اختفاء ولا دليل واضع لذا يسمونة طريق الموت من يذهب ويترجل من سيارته سيكون مفقود بكل تأكيد أو بين تعداد الموتي، لذا قررت أن ابدأ من هنا من ذلك الطريق واكتشف ما فشل الكثيرون علي حلة.

وحين اقتربت من المكان هدأت سرعة السيارة، وتعمدت أن أظهر أن محرك السيارة قد تعطل، وانتظرت طويلا وانا اراقب بعيني جنبات الطريق المظلم انتظر حين ينقض أحدهم لاختفي مثلما يختفي الجميع، ولكن هذا لم يحدث

بدأت اتحرك واراقب الطريق عن قرب ابحث في كل زاوية من المكان إلا أن لمع في عيوني ضوء أحمر شارد في جانب الطريق، لربما يكون ذلك هو الطعم

بدأت اقترب من المكان حتي ارهقتني انفاسي، أشعر أنني لا اقترب ابدا وذلك الضوء يبتعد تدريجيا كلما حاولت الاقتراب منه، لذا قررت أن أنهي مغامرتي للتو، وحين قررت أن أعود بدأت اقدامي تغرس في شيء لزج وكأنك تمر علي بعض الزيوت الحارة، أخرجت هاتفي وبنور كشافة حاولت أن اكتشف أكثر، وحين شاهدت اللون الأحمر يبرز في الأرض وكأنك داخل بئر الدماء كدت أن اسقط من هول المشهد، ولكنني تمسكت قليلاً وبدأت اتتبع خطوات تلك الدماء وكأنها تقودني الي طريق مجهول، بدأت اتحرك خلف اثار الدماء ربما حل اللغز ينتهي وينتهي معه ذلك الكابوس، وحين اقتربت شاهدت الجثث المتعفنة منتشرة هنا وهناك وتفوح منها رائحة العفونة، فكرت جدياً أن اعود لكن قدمي لم تساعدني علي الحركة للخلف وكأن هناك شييء ما يجبرها علي التقدم باستمرار

اقتربت أكثر وأكثر وفجأة شعرت بمطرقة مدببة هبطت علي رأسي افقدتني الوعي في الحال.

وحين رفعت عيوني المثقله لكي احاول أن اعرف أين أنا الآن وجدت شخصاً يرتدي قناع وكأنه قناع الموت يتحرك أمامي يثير بخطي واثقة، حاولت أن اتحرك لكن كانت يدي مكبلة من الخلف بأسوار من حديد، وحين انتهي الرجل من تحركاته المريبة نظر في وجهي من خلف قناعة المخيف وهو يقول لي بكل حماسه :

" أهلا بك في مملكتي الخاصه، احتاج منك بعض المعلومات البسيطة وبعدها ستصبح حر طليق أو تكون أحد تلك الجثث المعلقة!! "

وثم تابع بضحكات متقطعه عالية صمت اذناي

استغربت من حديثة وكأنة كان ينتظرني ويعرف بموعد وصولي ولكن اي معلومات تلك التي يريدها، ففضلت الصمت لدقائق خوفاً من إفساد الأمر...

ثم أعاد حديثة المتعالي بصوته الخشن :

" ملفات قضية مقتل الدكتور هند معاك ومحتاجينها "

صمت طويلاً وانا اتذكر تلك الملفات التي وقعت في يدي وانا ابحث في خفايا تلك القضية التي سجلت في النهاية علي يد مجهول، وحين تفصحت تلك الملفات عن قرب اكتشفت أنها تدين الكثر في التورط في عمليات الاختفاء القسري وسرقة وبيع الاعضاء.. ثم عدت من تفكيري وقلت له بكل هدوء :

" تلك الملفات ليست معي الآن أنها بمنزلي اتركني أرحل لتحصل عليها"!!

ضحكاته التي خرجت من فمه كادت أن تصيبني بالصمم ثم التفت إلي وقال :

" أنت تحتفظ بنسخ تلك الملفات علي هاتفك الذكي اخرجها الآن "

ولكن كيف عرف كل تلك التفاصيل عني وعلم بأن تلك الملفات موجودة علي هاتفي بالتأكيد، ولكن لم يكن لدي خيار آخر وأخرجت هاتفي وتركته له بكل ما يحملة من ملفات وقضايا وتوقعت بعدها أن يطلع النار علي أو يخترق جسدي بسكين حاد ويمزقة اربا بعدما حصل علي ما يريد، لكن الغريب إنة فك قيودي وامرني أن أرحي دون الالتفات للخلف ثانية، وبالفعل ذهبت وحين انتهيت الطريق تلصصت النظر للخلف ولكن المفاجأت لم يكن هناك أحد ما في المكان ، اختفي تماماً وكأنة هو والعدم شيئاً واحدا.

تحركت بسرعة سيارتي الجنونية لا أعلم كيف لي أن اكون حي بعدمها شهدت الموت أمام بصري، عدت من جديد الي مكتبي وعقلي سيقتلع من رأسي عن ما حدث، بدأت الأسئلة تدور في رأسي هل ابلغ الشرطة بما حدث ولكن هذا من الممكن أن يجعلني تحت طائلة القانون بسبب البحث والتنقيب عن حالة اختفاء دون علم الشرطة بها "

ثم توقفت عن التفكير وذكرت أن صديقي بالفعل كان قد قدم بلاغ عن اختفاء زوجتة وكان ينتظر المهلة المححدة لتبدأ الشرطة بعدها البحث والتنقيب عنها لذا قررت أن أذهب لمركز الشرطة لنعلم الي اي مدي وصلت التحقيقات في قضية اختفائها لربما وصلوا لذلك المكان الذي تواجدت به اليوم، ولكن حين ذهبت واستعلمت من رقم المحضر المقيد بإسم الحادثة لاكتشف إنه مجرد رقم وهمي ليس له أساس من الصحة، اتصلت بصديقي وتظاهرت أنني فشلت بالبحث عن زوجته الغائبة منذ الأمس ليجبني بكل هدوء " زوجتي بخير يا خالد من الذي اخبرك بإختفائها من الأساس!!؟

شعرت أن رأسي تقتلع من مكانها هل جننت هل أبحث عن شيء من وحي خيالي لكني توقفت فجأة عن سؤال نفسي ، الهاتف نعم كيف تحدثت مع صديقي من هاتفي رغم أنه أخذ مني بالقوة من عدة ساعات بالملفات التي يحملها!!

ما الذي يحدث أنا لا اصدق هل كل ما شاهدته كان من وحي خيالي!!

فتحت هاتفي وبدأت اتفحصة لكنة فارغ تماماً لا توجد عليه اي ملفات!!!

ترجلت سريعاً الي مكتبي فأنا متاكد مما حدث وأن صديقي مر علي بالأمس واخبرني عن قصة أختفاء زوجتة، تذكرت أنني اسجل كل شيء عبر مسجل صغير أضعة أمامي باستمرار حين يأتي شخص بقضية ما، نعم لقد سجلت تلك الجلسة..

بدأت اقلب في ادراج مكتبي وأخيرا وجدت ما ابحث عنه ذلك المسجل وداخلة شريط تسجيل الامس، قمت بتشغيله سريعاً لاثبت لنفسي أنني مازلت عاقل ولم أجن بعد!

ولكن الشريط فارغ لا صوت علي الإطلاق لا أثر لصوتي أو لصوت صديقي!؟

ومن شدة ما أشعر به سقطت أرضا مغشياً علي!.

مرت الدقائق ثقيلة أو لربما تكون ساعات وأنا لا ادري، فقدت الاحساس بالوقت والزمن وأشعر أنني علي وشك الجنون، لكن رغم تعبي تذكرت شيء مهم الا وهو تسجيلات كاميرات المراقبة داخل مقر الجريدة هي من ستنهي الجدل الدائر في رأسي، لدي أمل اخير أن اكون علي حق

توجهت إلي غرفة الكاميرات وبدأت اقلب في توقيت المشاهد حتي ليلة أمس، وأخيرا ظهرت بعض من ملامح الحقيقة نعم صديقي كان هنا يجلس أمامي اشاهدة الآن علي كاميرات المراقبة اتابع تحركاته وحديثة المطول معي ولكن لفت نظري حين تحركت للرد علي الهاتف أن صديقي وضع لي شيئاً ما داخل كوب الشاي الخاص بي ولكن لا أعرف سر تلك الاقراص التي وضعها لي وسبب ما يفعله معي...

تحركت بسرعة الي مكتبي مجدداً اطوف بنظري علي الأوراق والملفات الارشيفيه، خبر مقتل الدكتور هند لفت النظر مجدداً وتلك الملفات التي اكتشفتها وتم سرقتها من علي هاتفي لها علاقة وطيدة بصديقي..

توقفت قليلا عن البحث وتذكرت أن تل كالملفات تدين بعض الشخصيات التي لها علاقة بالطب الجراحي وتتهمهم بخطف وسرقة الاعضاء.

ثانية واحدة صديقي دكتور جراحة نعم عرفت سبب كل تلك اللعبة التي لعبت بعناية شديدة علي .

وحيت ذهبت الي صديقي اتهمني بالجنون لكني عرضت عليه مشاهد تواجده في مكتبي ومشهد وضع الأقراص المخدرة لي وأخيرا تبسم لي بكل هدوء وقال : " الاقراص دي يا صديقي بتخليك في عالم تاني تقدر بكل سهولة تفقدك جزء من ذاكرتك في اي مشهد حصل ليك ومتأكد من وقوعة، زي ما تم سرقة ملفاتك بالكامل من هاتفك وفي الأخير انت لا تتذكر أن الشخص الذي سرق الملفات أعاد لك الهاتف مجددا وتركك حي لأنه يعلم انك لن تتذكر المشهد كاملاً بسبب تلك الاقراص التي وضعتها لك في كوب الشاي، وتلك الملفات كانت في الأساس تدين زوجتي الدكتورة التي كانت تعمل مع الدكتور هند قبل قتلها بأيام، وبالتأكيد علمت بالقاتل الحقيقي لها، نعم أنا القاتل وهي قتلت بسبب اكتشافها للحقية وتلك الملفات التي وقعت بين يدك بالصدفة كادت أ، تنهي ما اخطط له منذ سنوات ولحسن الحظ أنك اهملتها ولم تطريق لها فسهلت من مهمة كل شيء يا صديقي، فعلت ذلك لاحمي نفسي واحمي زوجتي سامحني يا صديقي!! "

ابتسمت حين نطق بالحقيقة وانا اصفق له علي مكره ودهائه وانا أخرج من سترة الجاكت ذلك المسجل الصغير والإبتسامة ترتسم علي ملامج وجهي وانا أقول له بكل هدوء :

" لست وحدك من تعرف الخطط والآن أصبحت صيدي الثمين هنيئاً لك

بجدران تلك الزنزانه التي ستحضن جسدك العفن لسنوات عدة"

ولم تمر بعدها دقائق واقتحمت الشرطة المكان وقبضت علي القاتل الحقيقي، فالحقيقة دائماً لها وجهان أحداهما الكذب والمراوغة ونهايتها العقاب.



x
رجل مجهول الهوية في قرية محلية يقوم بخطف الناس ويغصبهم علي اختيار حبة من حبتين مطتابقتان ويدعي القاتل ان واحدة من تلك الحبوب سامة عندما تختار الضحية حبة يأخذ القاتل ما تبقي من حبوب منع الزكام الضحايا دائما يموتون عند ابتلاع الحبوب بالماء كيف تمكن القاتل من الحصول علي حبوب منع الزكام الأمنة كل مرة ؟

لو عرفت الإجابة جاوب تحت في الكومنتات 


لو عندك قصة او الغاز كلمنا هنا
مُرسل اللغز : يوسف عبد الرحمن    تاريخ اللغز 17/01/2021

الروابط

آخر قصة : شبح المظلوم

صفحة الكاتب : ياسر محمد
كوكتيل قصص | العالم الموازي
كوكتيل قصص | العالم الموازي
تعليقات