هل المقابر الفرعونية ملعونة ومفخخة، وهل اللي بنسمعه من ضحايا اختفاء داخل المقابر حقيقي.
لعنة المقابر الفرعونية وصخور وأحجار ضخمة هتنهار عليك بمجرد متخطوا أولى خطواتك داخل المقبرة، عشر سهام سيوف حادة هتنطلق ناحيتك بقوة من أماكن مجهولة. الجدارين اللي على يمينك وشمالك هيقربوا من بعض ببطء لحد ما ينطبقوا تمامًا وهيهرسوا أي حاجة موجودة وسطهم هيكون مصيرها الهلاك ولو قدرت تنجو وتهرب من كل دا وتروح تقف في مكان آمن.
هتكتشف إن الأرضية اللي انت واقف عليها هاشة تمامًا وبتاخدك وبتقع بيك لاسفل. وتحت بقى هتتعرض لحاجة من اتنين :
- اما رمال متحركة بتحاوطك من كل مكان
- أو مجموعة من الأفاعي والمخلوقات الغريبة اللي بتقرب ناحيتك بكل هدوء.
فهل يا ترى الأفخاخ دي بنفس خطورة الأفخاخ اللي بنشفها في القصص والأفلام ولا ليها شكل تاني.
مدخل لعالم المقابرالفرعونية .
باختصار هنجاوب على سؤال هل
مقابر القدماء المصريين ملعونة ومفخخة فعلًا ؟! المقابر الخاصة بالمصريين القدماء مكانتش مجرد اماكن دفن الموتى. بل كانت ، قور أبدية بينعم فيها المتوفي أو الميت بحياة جديدة في العالم الآخر بعد رحلة قضاها في عالم الأحياء على الأرض. المصري القديم اعتقد ان
الروح بتدب في الجسد مرة تانية داخل المقبرة.
وابتداء منها بينطلق في رحلته للعالم الجديد وعشان كدا اعدوا نفسهم ماديًا وأخلاقيًا للفوز بحياة أبدية أكثر أمنًا واستقرارًا. بالإضافة إلى كنوز وأحجار كريمة والذهب والأدوات. بل وكمان بعض الأطعمة وكأنهم بيجهزوا مقبرة من كل شيء. ولكنه ؛ في المقابل كانوا بيتخذوا كافة التدابير الممكنة عشان يحمي المقبرة من السرقة.
نصوص تاريخية لعدم العبث في مقابر الغير.
في البداية كان بيركبوا للصوص بعض النصوص الأخلاقية والدينية وبيعلقوا لافتات على المقابر بينوهوا فيها على حُرمة اقتحام ونهب المقابر. لأن النهب دا بيمنع صاحب المقبرة من الخلود.
وكان معظم الملوك بينصحوا أولادهم بانهم ميعبثوش في مقابر الغير زي ما كان بعض الملوك قديماً بيعملوا وانهم يتحلوا بالتعليم والقيم.
بعبارة أخرى في أحد النصوص اللي كان بيوجهها الملك "خيتي الرابع" لابنه عبارة بيقول فيها :
لا تضر منشأة الغير اقطع الأحجار من المحاجر، وشيد مقبرتك بما قطعته يدك من حجارة"
"هذه المقبرة بناها من أملاكي دون أن يغتصب شيء من الآخرين وفي مكانًا ظاهر. حيث لم تكن هناك مقبرة أخرى واولئك الذين سيدخلون اليها ويمسها بسوء سيحاكمون أم الاله العظيم"
ونتيجة لذلك العبارات الأخلاقية ماجابتش نتيجة أوي ولذلك بدأ الملوك يستبدلوها بعبارات تانية أكتر حدة.
"سيضرب الموت بجناجيه كل ما يعكر صفو الموت سيضرب الموت بجناحيه كل من يجرؤ على ازعاجنا"
المقبرة الفرعونية الوحيدة اللي متسرقتش.
ويمكن المقبرة الوحيدة اللي قدرت تسلم من السرقة كانت مقبرة الملك الشاب "توت عنخ آمون" نظرًا لموقعها. واللي عن طريقها ظهر للعالم مدى روعة مقابر ملوك الفراعنة وحجم الثراء الفني والابداعي اللي شاهدته عصور الامبراطورية المصرية القديمة.
والحقيقة السرقة دي مكنتش عن طريق ناس من عصرنا وبس، بل كانت منتشرة عند المصريين القدماء نفسهم. ودا خلاهم يبدأوا في فرض عقوبات قاسية على سرقة المقابر.
ومن هنا أصدر الملك سيتي الأول قرار بإن اي شخص يسرق مؤسسة دينية هيتم معاقبته بقطع أنفه وأذنه ويشتغل بعد كدا في فلاحة الأرض التابعة للدولة. ولكن برضوا الموضوع ما توقفش عند كدا وفضلت السرقات شغالة. وعشان كدا القدماء المصريين كانوا محتاجين تدابير وقائية تمنع السرقة.
ولكن المرة دي تجيب من الآخر مش هيكتفوا بعقاب المجرمين ولا كتابة عبارات دينية ولا أخلاقية على المقبرة وهيمشوا بقى معاهم في نظام اللي يدخل المقبرة هو اللي جابه لنفسه عشان بعد كدا الناس تفكر ألف مرة قبل ما تدخل.
هل فعلًا المقابر الفرعونية ملعونة ومفخخة.
فكر القدماء المصريين في بناء الأفخاخ والمكائد داخل المقابر بتاعتهم. طيب هل افهم من كلامك كدا إن مقابر الفراعنة فعلًا كانت مخخة في الحقيقة الإجابة اه ولأ.
اه لو هي المكائد والفخاخ اللي هنتكلم عنها دلوقتي. لكن لأ لو هي الفخاخ اللي بنشوفها في الأفلام والأعمال الدرامية أفلام هوليوود خلت الناس تعتقد ان مقابر الفراعنة عبارة عن مصيدة مش أكتر.
واللي يشوف كم الأفخاخ اللي بتعرضها الأفلام أو الألعاب هيعتقد إن الفراعنة دول كانوا بيبنوا بيت العرب اللي في الملاهي مش بيبنوا مقبرة ونسيوا إن الهدف الرئيسي من المقابر الفرعونية. انها تحتوي على جثة الملك وعدد من متعلقاته مع بعض الإجراءات الوقائية. وبالرغم من ان الأفخاخ كانت موجودة فعلًا إلا انها مكنتش بالشكل المفرط اللي بنشوفه في الأفلام.
أو محاولة ظهرت لحماية حجرة الدفن أول مقبرة كانت في الأسرة الأولى خلال المباني بتاعتهم واللي كان بيطلق عليها اسم المصاطب.
وقتها كانوا بيبنوا غرفة الدفن داخل حفرة عميقة منحوتة في الصخور وعمقها بيتراوح من مترين لتلت أمتار. وكانوا بيقفلوا الغرفة دي بصخرة عملاقة محدش من اللصوص يقدر يزحزحها.
شكل تابوت الفراعنة.
كانوا بيستخدموا مجموعة من التوابيت بدل من تابوت واحد علشان يوفر لها أكبر درجة حماية.
التابوت الخارجي عادة كان بيبقى عبارة عن صندوق ضخم مستطيل الشكل. مصنوع من الحجر الجيري الأبيض وحود فوقة غطاء حجري عملاق. بحيث يكون التابوت نفسه عقبة أمام اللصوص وميقدروش يحركوا الغطا من مكانه. وفي الأسر الفرعونية اللي جاءت بعدها استبدلوا الحجر الجيري. بأحجار أخرى ومعادن تانية اكتر صلابة زي الجرانيت والكوارتز وغيرها علشان تبقى مهمة ازالة الغطاء اصعب واصعب.
تطور حماية المقابر خلال تطور العصور.
في العصور اللي جت بعد كدا بقى تطورت الوسائل والأساليب اللي استخدمها المصري القديم عشان يحمي المقابر بتاعته. الطريقة بيتبعوها وقتها هي انهم يخفوا المقبرة نفسها يعني المقبرة ماتبقاش ظاهرة كدا عيني عينك قودام الناس.
لكن يتم بناؤها في مكان خفي ما يخطرش على بال حد وبعدين يبدأوا يحطوا رموز واشارات وعلامات في مواقع معينة لو تم اتباعها بشكل صحيح تقود تدريجيًا للمقبرة. صخور وهضاب وأشجار تنحت عليها بعض العلامات الإرشادية.
وطبعًا العلامات دي ما يقدرش أي حد يفهمها ولا يعرف بترمز لايه وماحدش يقدر يقراها غير الأشخاص اللي صنعوها بالإضافة لبعض الأشخاص التانيين اللي بيثقوا فيهم. وبكدا تكون العلامات شيء مفهوم بالنسبة لهم وأحجية بالنسبة لباقي الناس.
طيب دلوقتي احنا خفينا المقبرة وحطينا علامات غرفة الدفن في حفرة عميقة واللصوص برضوا وصلولها. في الحالة دي بقى يبقى هم اللي جابوه لنفسهم.
تزويد المقبرة بوسائل حماية مشددة (الأبواب الوهمية).
في بعض التدابير اللي بدأوا يستخدموها في حماية المقابر احد اهم الطرق دي هي الأبواب الوهمية، القائميين على بناء المقبرة عشان يوفروا اكبر درجة من الحماية كانوا بيضيفوا أبواب وممرات بغرض التمويه وتضليل اللصوص حاجة كدا زي المتاهه.
وكان يتم بنائها دائمًا في مقابر كبار الشخصيات والقادة ودا شفناه في هرم الملك "امنمحات الثالث" الموجود بمنطقة هواره بالصعيد. المقبرة كان فيها ممرات وأبواب تضليل كتير بل إن الموضوع ممكن يتخطى الأبواب ويعملوا غرف دفن كاملة وهمية بغرض خداع اللصوص.
يعني ممكن مقبرة في باطن الأرض يكون مساحتها 200 متر مربع وكفيلة انها تحتوي على عشر غرف. يكتشف في الآخر انها تحتوي على غرفة واحدة أو اتنين وباقي المساحة عبارة عن ممرات وأبواب وهمية ودا كله بغرض ارباك اللصوص.
بالإضافة كمان لانهم كانوا بيعتقدوا ان الأبواب دي بتكون بمثابة مخارج ومداخل للأرواح والروح تقدر تنتقل من خلالهم من عالم الأموات لعالم الأحياء.
عدد من الملوك زي الملك "تحتمس الأول" أول ملك دفن في الدير البحري أو في وادي الملوك تم استخدام تقنية جديدة لحماية مقابرهم من اللصوص ألا وهي تقنية البئر. كان بيتم بناء المقبرة عادي جدًا وبعد ما ينتهي من دفن الملك يقوم بحفر بئر عملاق أمام غرفة الدفن فتحه عملاقة بيوصل ارتفاعها 10 أمتار وبالتالي بئر عملاق زي دا هيمنع أي شخص من انه يتخطاه ويوصل غرفة الدفن.
وفي نفس الوقت البير بيحمي المقبرة من خطر السيول والمياه اللي ممكن تتدفق ليها، لإن أي كمية هتظهر هتتسرب مباشرة من خلال البئر الموجود في المكان.
شكل المقبرة في عصر الأسرة 22 و 26.
أما بقى الأسرة الثانية والعشرين والسادسة والعشرين استحدثوا وسيلة جديدة لحماية المقابر من خلال الآبار برضوا لكن بآليه مختلفة.
كان يتم بناء بئر عميق وبه يتم وضع غرفة الدفن في أسفله، وعلى الجانب الآخر بيتم بناء بئر تاني موازي للبئر الأول وبيتم عمل ممر من الأسفل بين البئرين علشان يتوصلوا مع بعضهم ويسدوا الممر الأول بمجموعة من الأحجار وبعدين يملوا البئر الثاني بكميات مأهولة من الرمال عشان لما اللصوص ينزلوا غرفة الدفن ويحاولوا يفتشوا في الأبواب يتعرضوا فورًا للدفن في الأسفل بسبب انهيار الرمال عليهم.
وأخيرًا في بعض الأساليب التانية اللي ظهرت في بعض المقابر واللي منها مثلًا انه يحصل انهيار للسراديب. السرداب بيكون طريق ضيق بيأدي لغرفة الدفن أو الغرفة الجنائزية. وفي بعض الأحيان بيكون استخدام مبنى على أحجار عشوائية غير مرتبة بحيث يكون الطريق غير ممهد لأي شخص يحاول ينتقل عبر السرداب ويوصل لغرفة الدفن فلما حد يجي يدخل أو يخرج السرداب نفسه ينهار عليه.
وأخيرًا الكهنة بعد ما بينتهوا من التحنيط كانوا بيعتمدوا رش سموم وبعض المواد الكيميائية المشعة في أرجاء المقبرة. وبالتالي أي حد يدخل المقبرة ويلمسها ولو حتى بعد سنوات طويلة يتأذى بسبب تلف الهواء. وبالرغم من ان المكائد والأفخاخ دي ظهرت في بعض المقابر إلا انها كانت نادرة للغاية.
إذًا في النهاية مقابر الفراعنة مافيهاش متفجرات ولا سيوف ولا رماح بتجري وراك ولا الجدار بيقفل عليك. كل ما في الأمر انهم كانوا بيضيفوا بعض الإجراءات الوقائية بغرض ابعاد اللصوص.
وفي الختام يبقى كدا جاوبنا على سؤال هل المقابر الفرعونية ملعونة ومفخخة فعلًا، نلقاكم في قصة أخرى والسلام خير ختام.
وتكتشف انك وقعت في فخ خطير من أفخاخ مقابر الفراعنة والدهب والكنوز اللي كنت بتدور عليهم ملهمش وجود أصلًا.
المشهد دا هو شيء راسخ في أذهان بعض الناس نظرًا لاعتقادهم الشديد إن الفراعنة امنوا المقابر بتاعتهم من اللصوص وصنعوا أفخاخ خطيرة عندها القدرة على الإمساك بأي شخص يحاول الإقتراب من المكان. بعبارة أخرى هل يا ترى الكلام دا حقيقي ولا كانوا فعلًا بيصنعوها.
والحقيقة انه بالرغم من التحذيرات الشديدة إلا إن المقابر اتسرقت برضوا. بجانب ؛ المقابر الخاصة بالملوك والملكات اللي تم اكتشافها حديثًا، اتعرضت للنهب والسرقة خلال سنين عديدة وقبل ما يتم اكتشافها رسميًا من قبل الأثريين.
تابعنا على : Instgram