قصة ماذا يحدث بعد الموت - ما بين الطقوس والأساطير والأرواح |
هذا المشهد هذا الرعب الذى نخشى الوصول إليه أو حتى التفكير فيه ، كابوس يخبيء أكبر أسرار الكون ، سؤاله مخيف أعاد نفسه على مر العصور . الكل بحث عن طريقًا لباب الخلود حتى يهرب من هذا الغموض المرعب الذي أرعب أعظم الملوك والحضارات ، ظهرت الأساطير وتعددت الروايات حول هذا السؤال ألا وهو "ماذا بعد الموت"، حقيقة مشغولة ومشغولة بالغموض التام .
الكثير مننا لا يعلم أين تذهب الروح بعد خروجها من الجسد على وجه التحديد ، أما المرعب فهو فكرة أن تكون الروح هائمة بيننا دون أن نراها فمن الممكن الآن وأنت تقرأ أن تكون هناك أرواحًا هائمة من حولك ( ماذا يحدث بعد الموت - ما بين الطقوس والأساطير والأرواح )
كوكتيل قصص
Founder
فنحن نرى أن موضوع الروح بعد الموت يُعد من أكثر المواضيع جدلية على مر العصور ، والديانات السماوية أجابت عن هذا الموضوع فالروح بعد الموت إما الجنة أو النار .
ولكن هنا سوف نتناول سنتناول المعتقدات والأساطير الأخرى التي تناولت هذا الموضوع الشائك ابتداءً من التقمص وصولًا إلى البعث من جديد وذلك انطلاقًأ من الهدف الأحب على قلب كل انسان ألا وهو "الــخــلــود" ، حيث لا مرض ولا شيخوخة ولا موت .
1- اعتقاد الإنسان البدائي عن العالم الآخر .
الظواهر الطبيعية نعم الظواهر الطبيعية التي كان تحيط بالإنسان البدائي جعلته يعقتد أن عالمه الآخر بعد الموت سيكون أسفل الأرض تحت التراب .
فهو يرى النبات من أشجار وورود وغيرها تضرب بجذورها أعماق الأرض ويرى الماء يسقط من السماء أي سقوطًا سفليًا من السماء إلى الأرض وكذلك الإنسان يدفن تحت التراب لذلك رسم الإنسان في مخيلته عالم ما سفليًا سيلوذ به بعد وفاته .
♦ ولكن كيف سيبدو هذا العالم .
بحسب بعض القبائل الأفريقية فأن العالم السفلي لا يختلف تمامًا عن عالم الأحياء ، حيث يجد الميت بعد وفاته قرى ومدن وأنهار وأشجار بحيث يواصلون حياتهم يشكل طبيعي هناك مثل الصيد واقامة الولائم والمشاجرات والزواج كمان كانوا يفعلون في حياتهم السابقة .
بإختصار العالم الآخر في تصور الشعوب البدائية هو مرآة للحياة على الأرض مع اختلاف بسيط وهو أن الليل عند الأحياء هو النهار عند الموتى والربيع عند هؤلاء يقابله الشتاء عند اولئك ، ولكن تلك الأساطير تطورت مع مرور الزمن والحضارات بحيث باتت تضمن مزيدًا من التفاصيل مثل ما نراه في الحضارة الفرعونية .
♦ طقوس الموت عند القدماء المصريين (الــفـــراعـــنــة) .
فبعد الموت عن الفراعنة كانت هُناك حياة طويلة وذلك بحسب معتقادتهم ، حيث عليك أن تبدأ بالتحضير لها وإن لم تتحضر جيدًا فعواقبها ستكون وخيمة ، وهنا سنعرض عليك مراحل الموت عند القدماء المصريين (الفراعنة) .
في البداية عليك تجهيز كتاب الموتى الخاص بك والذي يذكر اسمك واسم والدك ووالدتك ووظيفتك في الحياة الدنيا .
ويضُم هذا الكتاب أيضًا اسماء الآلهة لكي لا تنساها ومجموعة من التعاويذ والتعليمات الإرشادية التي ستساعد روحك على تخطي المخاطر التي ستصادفها إلى الحياة الأخرى ، وستبدأ رحلتك إلى العالم السفلي بعد تحنيطك مباشرة .
بعد تحنيطك ستبدأ رحلة عبورك في العالم السفلي ببواباته الاثنى عشر والتي تحرسها الثعابين والوحوش .
بعد أن تجتاز البوابات بالتعاويذ السحرية التي تتضمن اسماء حراس كل بوابة ستجد نفسك أمام المحاكمة الكبرى التي تتشكل من "اوزوريس" الجالس على عرشه في العالم السفلي وخلفه اخته "ايزيز نفتيس" وأمامه ابنائه ابنه "حورس" قم 42 قاضيًا .
عند وصولك لتلك المرحلة عليك الدفاع عن نفسك ولكن لا تقلق لأنه خلال حياتك يحضروا لك الكهنة دُعاء لتتلوه أمامهم وذلك للدفاع عن نفسك .
يقول الدُعاء : "السلام عليك أيها الأله الأعظم إله الحق ، لقد جئتك يا إلهى خاضعًا لأشهد جلالك ، جئتك يا الهي متحليًا بالحق ومتخليًا عن الباطل ، أنا طاهر أنا طاهر وما دُمت بريئًا من الآثام فاجعلني يا الهي من الفائزين" .
إن نجحت تنتقل إلى المرحلة الأخرى وهي اختبار الميزان ، فيتم وضع قلبك في كفة ميزان وفي الكفة الأخرى توضع ريشة "ماعد" وهي رمز العدالة والأخلاق في الحضارة الفرعونية .
وهنا إذا كانت الريشة أثقل من قلبك فمعنى ذلك أنك كنت شخصًا طيبًا في حياتك فتُعطى لباسًا جميلًا وتدخل حديقة لتعيش فيها راضيًا سعيدًا إلى أبد الآبدين .
أما إذا كان قلبك أثقل من الريشة فهذا يعني أنك كنت شخص شريرًا وعندها يُلقى بك إلى حيوان أسطوري يُدعى "عمعموت" رأسه رأس أسد وجسمه جسم فرس النهر وذيله ذيل تمساح ، فيلتهمك هذا الحيوان وتكون النهاية . وهنا مجموعة صور توضيحية لشكل "عمعموت" .
صورة عمعموت |
كلنا الآن عرفنا مدى صعوبة العيش في زمن الفراعنة ولكن للأسف كل هذه المراحل لن يجتازها إلا من كان من طبقة النبلاء أو الموظفين أو خدام الآلهة في المعبد وذلك لأن كتاب الموتى الذي ذكرناه في الأعلى لم ولن يُعطى إلا لتلك الطبقات فقط .
وهنا باقي الطبقات بعد الموت تجد نفسها وحيدة في رحلتها إلى العالم الآخر فلن يكون قبرك كقبر النبلاء أو الفراعنة ، وكلنا نعرف ورأينا الأهرامات وإنها بُنيت لتكون قبور فاخرة للملوك ، وكان هذا بالنسبة للحضارة الفرعونية .
ولكن ماذا لو كنت تعيش في زمن الحضارة السومرية ، فهيا بنا لنخوض تلك الرحلة ونعرف كيف تطورت الطقوس في تلك الحقبة من الزمان .
2- الحضارة السومرية
في الحضارة السومرية وبالتحديد في بلاد ما بين النهرين فإن كنت تعيش في تلك الحقبة فتفائل بالخير ، حيث أن جميع الأرواح تمضي إلى المكان عينه من دون تمييز ومن دون حساب فلا فرق بين الصالح والطالح وبين الغني والفقير فكل إنسان يحتفظ بنفس المكان التي كانت له في الحياة الأولى .
وذلك على خلاف تام بما كان يحدث في الحضارة الفرعونية ، الأمر الوحيد المهم هو أن تكون ذريتك كبيرة ، وهنا نوضح لكم مراحل العالم الآخر في الحضارة السومرية
- عند موتك يتم دفنك مع سبع جرار من المشروب و400 رغيف من الخبز وعباءة ووسادة من أجل الراحة وبحسب الأساطير؛ الأرض هي المنفذ الأساسي للعالم السفلي لهذا السبب كانوا يدفنون الموتى في باطنها حيث يقع نهر "هابور" والملاح "هامو طابال" صاحب رؤوس أربعة من الطير .
- وعند وصولك إلى النهر عليك الإنتظار في قاربك إلى أن يأخذك الملاح إلى مدينة الموتى والآخيرة ، وصفت مدينة الموتى بأنها تقع وارء سبع جدران وأبوابًا ضخمة ويجب عليك عند كل بوابة أن تجرد نفسك من أشيائك حتى تصل إلى البوابة الأخيرة عاريًا تمامًا شيئًا مخجل .
- ولكن هذا سيكون أقل ما يقلقك إذ تواجه كبيرة أهل الموتى "اريشيكجال" الذي سيقودك إلى سبع ألهة لتحديد مصيرك واين سيكون موقعك في مدينة الموتى ، وهنا حينها وفي تلك اللحظة ستتمنى لو أن عدد أولادم وذريتك عددًا لا يُعد ولا يُحصى ، وهنا سيأتي في ذهنك لماذا ، اقرأ تلك الأسطورة القادمة .
ارشيكجال كبيرة أهل الموتى والملاح "هامو طابال" |
- نزل أنكيدو إلى العالم السُفلي ليأتي بالباكو والماكو وهما من الآلات الموسيقية التي تخص "جلجامش" واللتان كانتا هدية من الألة "انانا" واللاتين سقطتا منه إلى العالم السفلي وبعدما عاد حكى "لجلجامش" عما يحدث في العالم السفلي . فأبلغه أن كثرة النسل تجلب السرور ورضا الآلهة وأن الميت الذي لا يجد من يعتني به ومن لم يقدم أهله القرابين بشكل دائم يعيش على باقي الأموات . وكان ما حكاه أنكيدو كالتالي :
♦ هل رأيت الذي أنجب ولدًا واحدًأ؟ نعم لقد رأيت أنه ساجدًا عن الجدار يبكي بحرقة
♦ هل رأيت الذي أنجب سبعة أولاد؟ نعم لقد رأيت أنه مقرب من الآلهة .
♦ هل رأيت الذي قُتل في ساحة المعركة؟ نعم لقد رأيت أن اباه وامه يمسكان جسده وزوجة تبكي عند رأسه .
♦ هل رأيت الميت الذي تُركت جثته في العراء ؟ نعم لقد رأيت ، أن روحه لا تجد راحة في العالم السفلي .
♦ هل رأيت الميت الذي لا تجد روحه من يعتني بها؟ (وهنا المقصود بكثرة النسل) لقد رأيت أنه يأكل الأقذار وما يُرمى في الشوارع من فُتات .
وبعد أن عرفنا الحياة الآخرة في الحضارة السومرية ، فلنذهب قليلًا نحو الشرق وتحديدًا إلى الهند ، حيث هناك العديد من المعتقدات والأساطير المتعلقة بالحياة ما بعد الموت ، وأكثر معتقد غريب عند الهند هو "التناسخ أو الكارما" في الهندوسية ومعتقد "السامسارا والنيرفانا" في البوذية .
3- الموت عند الحضارة الهندوسية .
تعتبر الهندوسية الديانة الأكثر انتشارًا في الهند ونيبال وبحسب الهندوسية الإنسان يولد من جديد بعد الموت ويمكن أن يولد على هيئة انسان أو حيوان أو حشرة أو حتى نبات .
و"الكارما" هي من تحدد طبيعة هذا التناسل فهي تشمل على مجموع أعمال الشخص قبل أن يفارق الحياة وتقرر مصير أشكال وجوده المستقبلية بمعنى آخر إذا كانت حياتك جيدة وأعمالك الصالحة أكثر من السيئة تعاد ولادتك في هيئة أكثر حظًا .
والموت والعودة للحياة مرارًا وتكرارًا قد يكون مهلكًا ومتعباً لذلك هناك طريقة للإفلات من هذه الدوائر ألا وهي الإغستال في نهر "الغانغ" الذي يقع في مدينة "فاراناسي" المقدسة وحرق الجثة باعتقاد الهندوس إن احراق الجثث سيحرر الروح من دورة التقمص وسيجعلها تنعم بالخلود في الحياة الأخرى .
وهنا نقف عند عملية حرق الجثث وكيف يهيأونها .
- يتم لف الجثة بالثوب .
- ترش بمساحيق وزيوت مختلفة الروائح والألوان .
- يتم حرقها باستخدام الأخشاب .
- ثم يتم رمي رمات الجثة في نهر "الغانغ" كي تنعم الروح بالسلام الآبدي .
وعملية حرق البشر في الهند لا تقتصر على الأموات فقط بل يتم حرق الأحياء معهم أيضًا كدليل على حزنهم مرعب أليس كذلك ! ، وهذه العادة تسمى "ساتي" وهي محرمة بشكل كبير اليوم ولكن يتم ممارسة شعائرها في الخفاء في بعض المناطق .
وتقوم هذه العادة على حرق النساء وهن أحياء في جنازات أزواجهن أو يتم اغراقهن كعلامة على وفائهن لهم وحزنهم عليهم ، والمخيف هنا أنه يتم ممارسة شعائر "ساتي" في كثير من الأحيان ضد رغبة الضحية والآن إذا كنتم تعتقدون أن شعائر "ساتي" مرعبة وغريبة ، فهذا يعني أنكم لم تسمعوا من قبل عن ماذا يفعل اتياع الديانة أو المعتقد الطاوي في الصين وهنا نصل إلى أقصى نقطة من الرعب الحقيقي .
4- معتقد الديانة أو المعتقد الطاوي .
ظهرت الطاوية في الصين منذ نحو 2000 عام ويؤمن اتباعها انه بعد الموت تعبر الروح جسرًا إلى الحياة الأخرة ، وهناك نخضع لعملية محاكمة وحساب فتمثل أمام جمعًا من القضاة في عشرة محاكم حيث يقررون إذا ما كان الشخص المتوفي قد عاش حياة صالحة أم لا؛ وإذا كان الشخص قد عاش حياة صالحة يسمح لروحه بالمرور بسلام من المحاكم ودخول الجنة أما إذا كان فاسدًا في الأرض تخضع روحه إلى العقاب ولكن حتى الآن الأمر يبدو طبيعياً بالنسبة لك أعي ذلك جيدًا أيها القاريء .
ولكن ماذا لو قلت لك أن الأباطيل الصينيين القدماء كانوا يأخذون معهم حتى الخدم والموظفين إلى القبر ، كانوا يأخذون معهم ممتلكاتهم الدنيوية حتى البشرية منها كخدام أو عساكر أو الموظفين وغيرهم إلى القبر أي كل ما كان يعمل لصالحهم اعتقادًا منهم بأنهم سيحظون بحياة سماوية متشابهة مع حياتهم على الأرض أشعر بأنكم لا تصدقوا تلك القصة ، إذا اقرأوا الآتي :
♦ قام الإمبراطور الصيني "تشين شي هوانغ" ببناء جسر "التيراكوانا" ودفنه معاه في مقبرته لحمايته في العالم الآخر وهو جيشًا متكامل من الطين مكون من أعداد من المحاربين والمسؤولين والخيول والعربات كما أمر ابنه بعد وفاته أن يأتي بجميع النساء نعم النساء التي خدمنا والده ولم ينجبن أطفالًا ويتم دفنهن معه ولك أن تتخيل هذا المنظر أيها القاريء .
حيث جلب هذا الاعتقاد نهاية غير طبيعية لحياة العديد من الخدم والموظفين فكان لابد من التضحية بهم في جنازات اسيادهم ، فتخيل معي أنك تنتظر موتك لمجرد موت شخص آخر ! ...
♦ وهنا نذهب لأسطورة اكسيل الخلود الذي بحث عنه الكثيرون على مر التاريخ والتي انطلقت من الديانة الطاوية إذ تعمقت تلك الديانة في علوم الكيمياء منذ آلاف السنين حتى يصلوا إلى الأكسيل حتى يجدوا سر الخلود والحياة الأذلية .
وهنا نصل إلى نقطة النهاية حيث تلك الأساطير كلها يقابلها واقعًا مختلفًا تمامًا في الديانات السماوية الثلاث كما تعرف فنبدأ باليهودية .
5- طقوس مصير الروح عند اليهودية .
عند اليهود المسألة غير واضحة بعض الشيء إلى أن اليهودية تؤكد بشكل قاطع بأن الموت ليس النهاية ولكن يتم تحديد طبيعة الحياة بعد الموت ، يؤمن بعض اليهود بوجود عالم لاحق بعد الموت يبدأ ب يوم القيامة أي مع قدوم المسيح (عليه السلام) يسمى هذا العالم ب "أولام هابا" أي العالم الذي سيأتي .
والنعيم بالنسبة إلى اليهود أقرب لحالة الروحية من الصفاء المطلق في جنة العدم أما مفهوم الجحيم أو العذاب غير واضح مبهم في الديانة اليهودية ، ولكن يُذكر أن غير المؤمنين تفنى أرواحهم ولا يشهدون القيامة أم العصاة من المؤمنين فيهبطون إلى جهنم للتكفير عن ذنوبهم .
وهذه النقطة اختلفت عليها الآراء فالبعض يرى مسألة التكفير عن الذنوب مرحلة يشاهد فيها العصاة عواقب أفعالهم السيئة بينما يرى آخرون أن كل ذنب يقوم به اليهودي يخلق ملاك عذاب يقوم بتعذيبه لاحقًا في جهنم ليكفر عن خطاياه ويستحق الصعود إلى عالم النعيم .
كيف هو الجحيم عند اليهود
♦ الجحيم عند اليهود بحسب التلمود فإن جهنم هي مرحلة مؤقتة محدودة ب 12 شهرًا فقط وطبيعة العذاب فيها هي مشاعر ندمًا واسفًا وليس عذابًا جسديًا ، وبعد مرحلة التكفير عن الذنوب مصير الشخص بعد فترة جهنم غير محددة لدى اليهود .
♦ فالبعض يعتقد أن المذنب تفنى روحه تمامًا بينما يظن البعض الآخر أن روحه تبقى في حالة دائمة من الندم والأسف ، فأما المؤمن الذي يعاقب على خطاياه القليلة فمصيره النهائي هي حالة النعيم بعد تطهير روحه .
6- طقوس مصير الروح عند الديانة المسيحية .
بعد خروج الروح عند الديانة المسيحية تذهب إلى ما يسمى الهاوية حيث تبقى إلى يوم القيامة وهو يوم عودة المسيح (عليه السلام) إلى الأرض ، الناس ليسوا سواسية في هذه المرحلة فالهاوية قسمان (هاوية عليا أي الفردوس وهاوية سفلى أي الجحيم) ، تحمل الملائكة المؤمنين إلى الفردوس حيث الراحة والخيرات ، ولكن من ناحية أخرى "الجحيم" يتعذب الإنسان غير المؤمن في اللهيب منتظرًا عذابًا أعظم إذ يقول النص الديني :
♦ "الأشرار يرجعون إلى الهاوية ومن الهاوية يقومون ليدانوا ويلقون مجددًا في جهنم النار التي لا تطفأ"
وبعد عودة المسيح على الأرض ، ترجع الروح إلى الجسد وتتجمع الأعضاء بعضها إلى بعض ويقف الجميع أمام المسيح في يوم "الدينونة" بانتظار إما الحياة أو العقاب الآبدي ، وقد وصفت بعض النصوص الدينية حالة المؤمنين في الحياة الآبدية والخطأة في الموت الآبدي .
فالمؤمنين بحسب العهد القديم سيذهبون إلى أرضاً هي أرض تعزية، حيث لا دموع ولا حزن ولا مرض أما الخطأة فسيعيشون بعيدًا عن الله في ظلمة حالكة وفي نارًا معدة لإبليس واتباعه ، حيث العذاب الذي لا ينتهي .
7- وهنا نختتم بالديانة الإسلامية .
الختام مع الديانة الإسلامية ، فالروح تذهب بعد الموت في الديانة الإسلامية إلى حياة البرزخ والبرزخ هنا بحسب معجم المعاني "هو ما بين شيئين بحيث يكون حاجزًا بينهما" ، وهنا يقال للميت في قبره أنه في حياة البرزخ لإنه انتقل إلى مرحلة ما بين الدنيا والآخرة وتنتهي هذه المرحلة ببعث الخلائق ليوم الحساب .
وحياة البرزخ تبدأ مع دفن الميت في القبر لحظة وصولة المدافن وعند دفنه يخضع الميت لاختبارًا هو الأهم في حياته ، حيث هو ما سيحدد طبيعة حياته في هذه المرحلة يتم فيه ملكان من عند الله سبحانه وتعالى (منكر ونكير) ويسألانه في القبر بعض الأسئلة عن دينه فإن كان مؤمنًا سيجيب عن الأسئلة بثبات ويحصل على مكانًا في الجنة ، قال تعالى في كتابه الكريم : بسم الله الرحمن الرحيم "يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء" صدق الله العظيم سورة ابراهيم (آيه 27) .
أما الذي كان في ايمانه خلل أو كان يكفر بأحد تلك الأسئلة أو جميعها فإنه سيجد نفسه عاجزًا عن الرد تمامًا سيكون مصيره النار ، وبعد أن ينصرف الملكان عن الميت ويرى مكانه في الجنة أو النار تبدأ حياة القبر فإن كان العبد مؤمنًا وسع له قبره وراءه من مظاهر النعيم واللذة ما يجعله يتمنى قرب قيام القيامة لينتقل إلى النعيم الأكبر في الجنة أما الكافر فهو يتمنى أن لا تقوم الساعة حتى لا يدخل من النار فيضيق عليه قبره ويشعر بالعذاب الذي يأتيه من كل مكان ومن أشد العذاب أنه يرى مقعدة من النار في الصباح والمساء وقد قال الله عز وجل في سورة "غافر" : بسم الله الرحمن الرحيم "النار يعرضون عليها غدوا وعشيا" صدق الله العظيم .
ولكن الملفت هنا أن هناك العديد من الآراء الإٍسلامية التي عارضت فكرة ماذا يحدث في القبر وماذا يحدث للروح بعد الموت وأصرت على أنه سر علمه عند الله فقط لم نتمكن من معرفة الإجابة مستندين بذلك على قوله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم " ويسألونك عن الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا" صدق الله العظيم .
وفي النهاية بعد أن عرضنا تفاصيل كل ديانة وطقوسها في عالم ما بعد الحياة ، منها ما اختفى ولم يعد له أي اساس من الوجود ومنه ما يزال موجودًا ويطلق حتى الآن ولكن هل نقدر على إجابة أين تذهب الروح بعد الممات .
الكل يحاول الإجابة عن هذا السؤال ربما حتى نطمئن انفسنا لمعرفة ماذا سيكون حالنا بعد خروج الروح أو للهروب من الخوف الذي يسببه الموت لنا أو بالأحرى الهروب من المجهول .
نرجو أن تكون القصة نالت إعجابكم ولا تنسى أن تشاركونا برأيكم في التعليقات في الأسفل تقديرًا لمجهودنا ، نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه في قصة أخرى والسلام عليكم ورحمة الله .