شبح الموتوسيكل
بقلم : محمد شعبان
لما جدتي خلصت الحكاية، بصيتلها باستغراب و قولتلها وانا بضرب كف بكف ....
-لا حول ولا قوة الا بالله..انتي قولتيلي هحكيلك علي قصة رقاصة بقي وقولت
هنفرفش ونسمع قصة حلوة، في الاخر برضه طلعت قصة كئيبة وكل ابطالها ماتوا،
انتي ماعندكيش حكايات اصحابها عايشين ابدًا يا ستي ؟!!
لما قولتلها كده ضحكت وقالتلي ....
- لا عندي يا موكوس.. عندي، و الحكاية اللي هحكيهالك دي كل ابطالها واللي
عاشوها وحتي اللي شافوها عايشين لحد النهاردة.
مسكت الورقة و القلم وبصيت لجدتي وقولتلها....
-احكي يا ست الكل.. احكي اما نشوف اخرتها...
ابتدت جدتي تحكي وتقول....
عمر كان شاب طيب وغلبان، لكن ظروفه وظروف اهله المادية كانت وحشة أوي،
ولإنه كان شاب زي بقية الشباب وله متطلباته، ف جه في يوم وقال لابوه انه عاوز
يشتري موتوسيكل... وفي الوقت ده موضة الموتوسيكلات كانت طالعة جديد وكل شاب
من الشباب كان يتمني أن اهله يجيبوله واحد، بس عُمر لما قال لابوه كده، ابوه
رفض وقال له انه مامعهوش فلوس يجيبله موتوسيكل لأنهم زي ما قولتلك كانو ناس
غلابة، المهم ان الواد لما سمع الكلام ده من ابوه ماهموش وقرر انه يشتغل عشان
يجيب الموتوسيكل من فلوسه، كان بيخلص جامعته وبعد كده يروح يشتغل في
المحلات لحد ما قدر يجمع مبلغ قليل او بالتحديد يعني مبلغ اقل من انه يجيبله
متوسيكل، بس الغريب بقي ان الواد بالمبلغ ده.. قدر انه يشتري موتوسيكل مستعمل،
طبعًا ابوه كان فرحان بيه لانه قدر يعتمد علي نفسه ويشتري حاجة من فلوس شغلة،
بس اللي حصل بعد كده خلي حياة الواد و حياة اهله تتقلب بغم ونكد
الواد من يوم ما جاب الموتوسيكل وهو حاله اتقلب، بقي يخرج بيه بالليل ويلف في الشوارع زي العيل الصغير اللي
ما صدق لقي لعبة، وفي مرة من مرات اللي كان عمر بيلف فيها بالموتوسيكل بالليل ،اتأخر اوي لدرجة انه ماوصلش البيت لحد
الساعة ستة الصبح، وقتها ابوه قلق عليه وراح يسأل في الاقسام وفي المستشفيات،
وفعلأ اللي حسبه طلع صح، ابوه لما سأل في المستشفي لقاه فعلأ، وعرف ان الناس
لقوه بالليل مرمي جنب الموتوسيكل الشرطة خدته، المهم ان الواد كان في غيبوبة..
لما فاق منها كان عمال يبص لأهله ويعيط ويقول لهم ان الموتوسيكل هو السبب،ولما
ابوه سأله عن اللي حصل، رد الواد وقال له انه في الليلة دي وهو بيتمشي
بالموتوسيكل بالليل طلعله خيال اسود كبير في نص الشارع، والحاجة الغريبة بقي
واللي مالهاش اي معني ولا ليها تفسير، ان الشارع ده كان فاضي خالص وماحدش
كان ماشي فيها وقتها..!
بيكمل عمر كلامه لابوه وبيقوله انه اول ما شاف الضل الاسود ده وقف، وقف
بالموتوسيكل بتاعه وقبل ما ينزل من عليه فجأة لقي الموتوسيكل بيمشي ويرجع لورا
لواحده، حاول وقتها انه يوقفه او يدوس علي الفرامل او يعمل اي حاجة...لكن
للأسف، الموتوسيكل ماكنش راضي يقف وكان بيرجع بيه لورا بسرعة رهيبة....
سرعة خلت عمر يخاف وينط من عليه وهوا ماشي، واول ما عمر نط بيقول انه
مافتكرش اي حاجة من اللي حصل بعد كده غير انه فقد الوعي، بس قبل ما يفقد
الوعي شاف الموتوسيكل وهوا واقف في مكانه وكأنه ماكنش بيمشي بيه من ثواني....
طبعًا ابو عمر اما سمع الكلام ده مصدقش ابنه وقال انه بيخرف، وقال له كمان انه
بعد ما هيخرج من المستشفي هيروح للقسم ويستلم من الحكومة الموتوسيكل وبعد
كده هيبيعه، راح القسم عشان ياخد الموتوسيكل،بس المصيبة بقي ان الراجل لما راح
لقي الحكومة قبضت عليه بتهمة ان المتوسيكل ده مسروق وصاحبه لقوه مقتول في
نفس اليوم اللي اتسرق فيه!
طبعًا الراجل لما سمع الكلام ده اتصدم وماكنش مصدق اللي هوا بيسمعه، لكن الظابط
اللي في القسم حس ان الرجل فعلًا مالهوش اي علاقة بسرقة الموتوسيكل، ف طلب
الظابط من الراجل حكي للظابط وابنه جابه ازاي ومنين، وفعلاً بعد مالراجل حكى للظابط، الظابط بعت جاب عمر وسأله هو اشترى الموتوسيكل ده من مين بالظبط، وبعد استجوابات وتحقيقات، الحكومة اكتشفت إن اللي باعه لعمر، واحد اشتراه بسعر رخيص من عصابة... والعصابة دي متخصصة
في سرقة الموتوسيكلات وهم اللي طلعوا بالليل علي صاحب الموتوسيكل الاساسي..
وقتلوه، قتلوه وبعد كده خطفوا منه الموتوسيكل وراحوا باعوه للراجل اللي عمر ده
اشتراه منه، طبعًا الكلام ده الحكومة عرفته بعد بحث وتدوير لمدة كام يوم، وفي
الاخر العصابة دي اتقبض علي كام واحد منهم واتقبض كمان علي الرجل اللي باع
لعمر الموتوسيكل، اما بقي عمر وابوه ف دول دفعوا غرامة وخرجوا من القضية
وماتحسبوش، واما عن الموتوسيكل.. ف هو رجع لاهل الراجل اللي اتقتل، ولو
هتسألني عن مصير العصابة ف انا هقولك انهم اتقدموا للمحاكمة وحقيقي انا
ماعرفش هم اتحكم عليهم بايه، لكن ولو هتسألني بقي عن عمر، ف انا هقولك انه
من بعد اللي حصل... بقي بيشوف الضل او الخيال اللي شافه ده كل ليلة، وابوه داخ
معاه عند الدكاترة و الشيوخ لحد في مرة واحد صاحب ابوه، قال له ان في ست كويسة
اوي بتعالج الملبوسين من غير فلوس ولوجه الله، الراجل لما سمع الكلام ده خد عمر
وراح بيه للست دي.... الست اللي بعد ما قرأت عليه قرآن واديتله ورقة كدا يقرأ اللي
فيها بالليل قبل ما ينام وهو مابقاش يشوف اي حاجة وخف ورجع زي القرد..
لما جدتي قالت كده رديت عليها وقولتلها..
- لا ما هوا باين انه قرد فعلًا، ماهوا لو بيفكر وعنده مخ، كان عرف ان الموتوسيكل
اللي سعره رخيص اوي كده ومن غير ورق، اكيد وراه مصيبة.
لما قولتلها كده ردت عليا وقالت لي....
- ما هوا يا ابني كان شاب صغير وكان نفسه في حاجة، واول ما قدر انه يجيبها
مافكرش بقي اذا كانت سليمة ولا مش سليمة
لما جدتي قالتلي كده سرحت شوية بعد كلامها وبعدين بصيتلها بتركيز وقولتلها
-طب انتي قولتيلي ان في ست عالجته، هي الست دي مين؟!
لما سألتها السؤال ده جاوبتني وقالت
- الست دي يا سيدي كانت واحدة بتعالج بالقرأن من نفس منطقتنا دي، الست دي
كانت عايشة لحد فترة قريبة، يلا الله يرحمها... كانت ست طيبة وكل اهالي المنطقة
كانو بيحبوها، بس تعرف.. انا فاكرة كويس اول مرة سمعت فيها عن الست دي..انا
عرفتها عن طريق واحدة بنت واحدة جارتنا هي عالجتها.
ركزت مع جدتي ومسكت القلم وقولتلها..
- طب ما تحكيلي حكاية بنت جارتكوا دي وازاي الست دي عالجتها !
هزيتلي راسها بالموافقة وابتدت جتدي تحكي وتقول ...
يُتبع
الروابط
آخر قصة : ضحية سُعار
صفحة الكاتب : محمد شعبان