يرجى تمكين Javascript لعرض محتوى الموقع

شكراً لك

قصة دولاب ماما | الكاتب بكر محمد | قصص رعب

قصة دولاب ماما | قصص رعب
قصة دولاب ماما


قصة دولاب ماما - قصص رعب | بقلم الكاتب : بــكــر مــحــمــد كاتب خبير


"يا مخوفاتي نور حياتي" كانت آخر جملة سمعتها من التليفزيون قبل ما النور ما يقطع وأنا بتفرج على الفيلم مع ابني في نص الليل اللي لاحظت انه تعب مني والنوم غلبه فشيلته عشان أدخله الأوضة اللي بينام فيها وغطيته وطفيت النور بس قبل ما أخرج من الأوضة لقيت الدولاب بتاع أمه مفتوح وكان شيء غريب مبيحصلش أبدا بس محطتيش في دماغي وقفلته وانا ماسك الكشاف في ايدي وخرجت برا وفضلت مستني ساعتين لأجل النور يجي عشان افصل اي كهرباء ملهاش لازمة وأدخل انام بس من كتر التعب نمت على الكنبة في الصالة .


تاني يوم صحيت وروحت عشان اصحي ابني للمدرسة بس لقيته تعبان ومش مركز ودي مش من عوايده بس قولت يمكن أنا السبب عشان خليته يسهر كتير امبارح وخرجت عشان أجيبله مياه ولما رجعت كانت المفاجأة أن الدولاب اتفتح تاني وابني اللي كان همدان بقى فايق وعنده نشاط غريب فسألته لو كان هو اللي فتح الدولاب فقالي إنه بيفتحه عشان عاوز يفتكر أمه ويحلم بيها رغم إن مر على وفاتها سنتين إلا أنها دايما كانت في باله خليته يتشطف ويروح يصلي عشان يجهز للمدرسة عقبال ما احضر الفطار ونمشي سوا لمدرسته ولشغلي .


في نفس اليوم بليل وزي ما كنا متعودين نتفرج على أي فيلم سوا حصلت حاجة غريبة لما ندهلي وقالي :


- بابا ، ينفع نتفرج على مارد وشوشني ؟ .


= بس يحبيبي دي المرة التالتة اللي نتفرج عليه في نفس الأسبوع ويحصل حاجة متخلنياش يكمل إما النور يقطع أو أنت تنام مني  .


- أصل يا بابا المرة اللي فاتت اللي نمت فيها وانا بتفرج حلمت بماما وأنا بصراحة عاوز أحلم بيها تاني .


= مجرد صدفة يبني مش لازم نتفرج على حاجة عشان نحلم بحد بس علشان خاطرك هخليك تتفرج وبكرا هنتفرج على حاجة تانية .


وفعلا خليته يتفرج على الفيلم واكتشفت انه اتفرج على الفيلم كله ودخل نام ودخلت انا من بعده بس دخلت جنبه ، وصحيت تاني يوم الصبح على ايد بتصحيني كانت ملمسها نفس ايد مراتي وحسيت إني بحلم بس اكتشفت إني اللي بيصحيني كان ابني وكان أول مرة يعملها في حياته إنه يصحيني أصلا ناهيك عن إنه صحاني بنفس طريقة مراتي .


- صباح الخير يا بابا .


= صباح الخير يا ياقوت ، اي اللي صحاك بدري كدا .


- ماما صحتني فقولت أصحيك أنت كمان .


= صحتك ازاي يعني ؟! .


- جاتلي في الحلم وبنفس الطريقة اللي صحيتك بيها لقيتها بتصحيني كدا .


حسيت من كلامه في الأول بقلق بس دايما كنت بحط في الحسبان إن ده مجرد طفل وإن ممكن خيالاته تكون صدف على أرض الواقع بس دايما كنت بستغرب من الصدفة اللي بتيجي مع فتح الدولاب فقررت أشارك الكلام ده مع حد من صحابي ويكون ثقة وبيفهم في المواضيع دي عشان يحاول يفهمني ممكن يكون ايه ده فروحتله وحكتله بالتفاصيل كلها .


- بص يا أحمد ، اللي أنت بتحكيه ده ممكن يكون مجرد قلق وضغط زيادة من الحياة والشغل أو ممكن يكون ابنك في صراع مع الجن والسحرة .


= وانا ابني هيكون ماله بالجن والشعوذة والعبط ده ؟! .


- خيالات الأطفال لما بتخرج عن المألوف بتخليهم صيدة سهلة للسحرة وبيستغلوهم في السيطرة على سكان البيت والعواطف وممكن يدوا للطفل سحر خاص بيه وكل الكلام ده موجود في بعض الكتب واجتهاد العلماء .


- طب والعمل دلوقتي أنا قلقان عليه ؟!! .


= إحنا محتاجين نتأكد الأول من صحة الكلام ده او عدمه عشان كدا أنا شايف إننا نركب كاميرا في الأوضة ونراقب فيها كل تصرفاته ولو كانت طبيعية فانسى أي كلام أنا قولته واياك تحسس ابنك ان في شيء او يحس انك بتراقبه خليك طبيعي معاه .


قررت اعمل بنصيحته واروح قبل منه واجيب الكاميرا في الأوضة واركبها بحيث مياخدش باله منها ولما رجع من المدرسة كل الأمور كانت طبيعية وكنت عاوز اشغله نفس الفيلم بس افتكرت إني قولتله هنغير الفيلم النهاردة فقررت اجيب اي حاجة وانا مش مركز غير في تصرفاته .


واتفاجئت لما طلب مني إني أجيب نفس الفيلم اللي عاوزه فاضطريت أجيبهوله عشان أقدر أوصل للمعلومة ويدوبك هو نام شيلته على السرير وروحت نمت انا برا واستنيت لحد ما يصحى يفطر ويمشي اتصلت بصاحبي وبدأت أنا وهو وقتها نتفرج على الفيديو من اوله : 


" من الساعة ١٢ لحد قبل ٣ بليل كانت الدنيا تمام وطبيعية جدا لدرجة إني حسيت أن أنا بأفور لحد ما جات الساعة ٣ ولقيت نور غريب بدأ يخرج من الدولاب وياقوت كان بيروح ناحية الضوء ده وأول ما راح اختفى!! مظهرش تاني إلا بعد ٣ ساعات من اختفائه جوا ويرجع ينام تاني" .


فضلت متنح بطريقة غريبة وبحاول أفهم ايه اللي بيحصل ده لحد ما صاحبي حط ايده على كتفي وقالي : 


- مينفعش تعمل أي حاجة دلوقتي غير أنك تبقى هادي لأن أي تسرع ممكن يودينا كلنا في داهية .


= أنت عاوزني أشوف ابني بيروح مني وأفضل هادي !! .


- ابنك لسا مراحش ابنك لسا فحضنك بس لازم نفكر بشكل أعقل من كدة وأنا شايف إنك تعمل اللي هقولك عليه ، أنت هتعمل بكرا زي اللي حصل النهاردة بالظبط الفرق أنك هتفضل صاحي مستني اللحظة المناسبة اللي يظهر فيها النور ووقتها تلحق ابنك .


= وبعد ما الحقه هكسر الدولاب وأحرقه ونخلص من القصة المقرفة دي .


الوقت بقى بيعدي أبطأ من الأول والساعة اللي مكنتش بحس بيها دلوقتي كل ثانية فيها بتقتلني أكتر وأنا حاسس إني في غلط عايش حواليا بس اللي طمني إن صاحبي قرر إنه يبات معايا عشان لو حصل اي تطورات يقدر يلحقنا بس الغريب إن ابني سلم عليه عادي بكل ابتسامة رغم إنه بيتكسف من التعامل مع أصحابي بس مهتمتش واستنيت بليل زي كل ليلة وفضلت أنا وصاحبي نتابع في الكاميرا كل البي بيحصل لحد الساعة ٣ ومع أول ظهور للنور من الدولاب جريت على الأوضة عشان الحقه وشديته جامد وكان بيقاومني لحد ما النور ما اختفى ووقعت أنا وابني على الأرض ولقيت إنه مغمى عليه ، اتصلت بالدكتور وخليته يكشف عليه وقالي إنه حالته كويسة بس هو مرهق ومجهد شوية رغم أنه كان صاحي من النوم وكنت رايح احكيله بس صاحبي سحبني وقرر أنه يوصل الدكتور ، أما ياقوت فاق سألني باستغراب : 


ياقوت : هو أنا فين يا بابا وكنت فين ؟ .


أحمد : أنت في البيت يا حبيبي في أوضتك .


ياقوت : أصلي حاسس بأني بقالي كتير مشوفتكش من آخر مرة اتفرجنا سوا على الفيلم .


أحمد : آخر مرة دي تقصد بيها امبارح ؟ الخميس ؟! .


ياقوت : لا الأحد يا بابا أنت نسيت ؟ .


أحمد : ياقوت .. أنت فاكر آخر مرة شوفت ماما كانت امتا ؟  .


يدوبك بسأل السؤال لقيت الواد عمال يترعش جامد وعينه اتملت خوف ورعب زي ما يكون شاف حاجة او افتكر حاجة بس لقيته عمال يبص على الدولاب الواقع فحسيت إن في حاجة جواه ، عدلت الدولاب وفتحته لقيت في ورقة كبيرة مكتوب فيها رموز مش مفهومة فندهت صاحبي عشان يحاول يفكها ورجعت لابني تاني وبحاول اهديه واسأله هو شاف ايه في الدولاب خلاه يخافه كدا ؟ .


ياقوت : وميض يا بابا ، وميض زي اللي بنشوفه في أفلام الكرتون بس كان حقيقي مش مرسوم وماما دايما كانت واقفة هناك مستنياني وأول ما روحتلها وحضنتني محستش بنفسي .

ساعتها الخوف ملى عيني وقررت إني أجيب جاز حالا وأولع في الدولاب ورشيته ودلقت الجاز في كل حتة ولسا كنت هرمي العود زياد صاحبي مسكني من إيدي وقالي: إياك ترمي .. الدولاب ده زي ماكان سبب في اللي حصلكوا هو هو الحل لمشاكلكم بس لازم الكلام يكون بينا لوحدنا .

بدأ زياد يشرحلي : الورقة دي جاية من تحت الأرض مليانة طلاسم موت ومع أول أذى منك للدولاب هيحل على ابنك الموت والسبب في ده كله روح مراتك .


 أحمد : ازاي ده كله ؟ .


زياد : من كتر حب مراتك في ابنها وتعلقها بيه اتعلقت الروح برضه بروح ياقوت بس ده عمرهما يبان طالما الروحين جوا الجسد بس بمجرد ما في روح خرجت من جسد معين فارتباطها الشديد بالروح تانية خلتها ممكن تعمل أي شيء عشان تكون جنبها ولسوء حظ ابنك الليلة اللي دخل فيها الدولاب أول مرة كانت ليلة اقتران الكواكب على نفس الخط المستقيم والكتب بتقول إن في الليلة دي أي تواصل مع الجن أو الأرواح أو حتى السحر بيكافئ صاحبها بالضعف فأصبح لابنك روحين كانوا داخل جسدوا ، الروح الأصلية والروح اللي أمه عاوزاها واللي أنت عملته خلى الروح اللي صنعتها الأم موجودة في عالم السحر وده اللي سبب غضب ملك السحر الأعظم "إلياس" علشان كدا لازم ندمر الروح التانية قبل ما الساحر يصب غضبه عليكوا وساعتها الروحين هيدمروا .


أحمد : أنا لازم أسيب البيت ده .


زياد : مينفعش ، الهروب مش حل المشكلة البيت ده بيتك ومينفعش تسببه .


أحمد : لو آخر بيت في الأرض مش عاوز اعيش فيه .


زياد : وأنت فاكر إن لو في جن مش هيعرف يوصلك مهما كنت أنت فين ؟ .


أحمد : والمطلوب مني إيه دلوقتي ، أروح تربتها وأحرقها !! .


زياد : في حاجة مجنونة ممكن تعملها ، أنا ممكن أحضر طلاسم تدخلك عالم الأرواح وتتواصل مع مراتك وتحاول تقنعها بإنها تنهي الروح اللي اخترعتها ساعتها كل شيء هيرجع لطبيعته .


أحمد : وانا موافق وهننفذ دلوقتي .


زياد : أنت متأكد من قرارك في حاجة زي كدا ؟! .


أحمد : أي شيء يتعمل لأجل أحافظ على اللي باقيلي .


لقيت زياد بدأ يجيب شموع وطباشير ويرسم في نجوم ورموز غريبة على الأرض ويحاول يكتب حاجات بعد كدة طلب مني أقف في نص الرسمة وأغمض عيني ومفكرش في أي حاجة غير مراتي وفعلا ده اللي حصل لحد ما فجأة فتحت عيني لقيت نفسي في مكان مفيهوش اي حاجة بالمعنى الحرفي .. لا أرض لا سما حتى محستش إن في هوا بس بصيت ورايا لقيت حد جاي من بعيد ولما قربت اتضح إنها هايدي مراتي .


هايدي : ده اللي أنا دايما فيه ولوحدي عايشة عليه يا أحمد .


أحمد : بس ليه يا هايدي ، ليه تعملي كدا في ابننا الوحيد !! .


هايدي : واحشني يا أحمد ، سنتين مش عارفة اشوفه ولا أحضنه كانت آخر مرة لما شوفت الفيلم اللي بيحبه معاه وكان نايم في حضني وأنا مت وهو في حضني وانت من بعد موتي مجتش تزورني غير مرة واحدة بس مهتمتش بيا لمرة واحدة في حياتي وكمان مش قادر تهتم بيا في موتي !! حتى تخلي ابني يفتكرني دايما .


أحمد : أنا آسف يا هايدي ، بس حقيقي مكانش قصدي أنت عارفة الدنيا مشاغل والوقت مش سامح ابدا .


هايدي : الوقت طول عمره كان بيديك مساحتك ، بس انت اللي مش عاوزني ابان في المساحة .


أحمد : هايدي أنا جايلك دلوقتي وبقولك حقك عليا حقيقي فعلا كان عندك حق في كل كلامك وأنا أوعدك أني هخليكي تشوفي ابنك على طول وهخليه دايما يفتكرك بس لازم تدمري الروح اللي صنعتيها دي وإلا مش هنعرف نشوفه احنا الاتنين .


هايدي : أنت وعدتني يا أحمد وأنا هصدقك كالعادة .


لقيت فجأة زي ما يكون الدنيا اغمقت وفتحت من تاني بس لقيت نفسي في الأوضة من تاني واقع على الأرض وصاحبي بيحاول يقومني وسألني ايه اللي تم وحكتله بالنص اللي حصل وهو طمني وقالي هي نفذت الوعد فعلا لإن كل الطلاسم اللي على الورقة اتمسح فرماها على جنب زياد وقال لأحمد : هتعمل ايه دلوقتي ؟ .


أحمد : لازم أنام أنا وزياد وأول ما نصحى هاخده يزور أمه في الترب عشان وعدتها ولازم اوفي بالوعد ، ألا صحيح هو فين ياقوت ؟ .


زياد : متقلقش ابنك نيمته على الكنبة برا هجيبهولك ينام جنبك على السرير وبكرا لما تصحوا روحوا .. انا هنام جنبك هنا لحد الصبح بس وبعد كدا همشي .


جه الصبح ولقيت زياد صاحي بيعدل في الأوضة اللي اتنكشت وقالي انه صحي مع صاحبي زياد ولقاه مشي ودخلت الحمام عشان أغسل وشي ولسا بخرج لقيت ياقوت بيندهلي : بابا أنت لقيت الورقة دي بس مكتوبة فيها كلام غريب أوي .



أحمد : كلام إيه يا ياقوت ؟ .


ياقوت : "لعنة السحرة لم تنتهي لأن سحر ياقوت قد بدأ بالفعل" مش فاهم اي الكلام ده بس الورقة شكلها مش مش مهمة وهقطعها .


ملحقتش أنبهه إنه ميقطعهاش بس واضح إننا داخلين على حاجة أكبر مننا .


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-