قصة أشباح حلوان - قصص غموض

 

قصة أشباح حلوان


اشباح حلوان

بقلم : محمد شعبان


أنا اسمي بسمة

من حلوان 

حكايتي بتبدأ سنة 1991 ... تحديداً من وقت ما كان عندي 8 سنين...، يعني بحسبة بسيطة كدا، انا دلوقتي عندي 37 سنة ...

المهم إن أ،ا في الوقت دا، كنت طفلة صغيرة وكنت عايشة مع أبويا وأمي في الشقة الجديدة اللي خدهالنا والدي في منطقة حلوان، ولما بقولك حلوان في أوائل التسعينات، يعني بتكلم عن منطقة نائية وسكانها قليلين مقارنة بالوقت الحالي، ولإن وقتها المنطقة كانت هادية ومفيهاش سكان كتير، فكان من طبيعي إن بعد العشاء المنطقة تكون ساكتة ومافيهاش حد، ومن عند ليلة شتا في حلوان سنة 91 بتبتدي حكايتي ...

وقتها أنا فاكرة إن الساعة كانت 8 بليل، ومكنش في حد في شقتنا غيري أنا وماما... ماما اللي طلبت مني وقتها إن أنا أخد كيس القمامة اللي كان في المطبخ، وأنزل أرميه جوا الصنوق اللي بيبعد عن بيتنا ب 3 بيوت، المهم إن أنا سمعت كلام ماما وقتها، وأخدت شنطة القمامة ونزلت بيها وروحت ناحية الصندوق، ولإن زي ما ذكرت قبل كدا إن المنطقة في الوقت دا، بتكون ساكتة ومعظم شوارعها مضلمة، وفي نفس الوقت كمان أنا كنت بنت صغيرة، فكان العادي يعني إن أنا أبقى خايفة وأنا رايحة أرمي الكيس، وبسبب خوفي اللي كنت حاسة بيه وقتها، فضلت أتلفت حواليا وأنا ماشية في الشارع لحد ما فاجأة ومن تحت عربية من العربيات المركونة عالرصيف اللي كنت ماشية جنبة، طلع كلب كبير لونه اسود.. الكلب لما خرج من تحت العربية قرب مني وهو بينبح بصوت عالي، وكان عنده حالة هياج فظيعة لدرجة إنه بدأ يهاجمني، طبعاً أنا وقتها أول ما شوفته، رميت الكيس اللي كنت ماسكاه من إيدي وطلعت أجري ناحية البيت، بس وأنا بجري وببص ورايا بسبب خوفي من الكلب ليقرب مني، ماخدتش بالي إن كان قودامي حفرة صغيرة في الأرض، وبسبب الحفرة دي وطبعاً من غيري قصدي، اتكعبلت ووقعت على وشي، لكن وقتها خوفي من الكلب ماخلانيش أهتم لا بالجروح اللي اتجرحتها لما وقعت، ولا بهدومي اللي اتبهدلت، ولا كنت مهتمة بأي حاجة غير إن أنا قومت من على الأرض وكملت جري لحد ما وصلت لباب شقتنا اللي أول ما وصلت قصاده، فضلت أخبط عليه بكل قوة وأنا بصرخ وبنادي على ماماـ فضلت أخبط عالباب لثواني، بعدهم فتحتلي أمي، وطبعاً أول ما شافت منظر ي وأنا كدا، اتخضت عليا ودخلتني بسرعة وغيرتلي هدومي ونضفتلي الجروح اللي اتجرحتها بسبب الوقعة السودة اللي وقعتها دي، وبعد ما هديت وحسيت إن أنا بقيت قادرة أتكلم.. حكيت لأمي على اللي حصل وقولتلها إن الكلب كان هيموتني لولا إن أنا طبعت أجري منه، بس لما حكيت لأمي على اللي حصل معايا، طمنتني وقالتلي إنها مش هتنزلني من البيت تاني في الوقت داـ وغير كدا وكدا كمان، قالتلي إنها هتفضل نايمة جنبي لحد ما ابقى هادية خالص وابقى جنبي عالسرير لحد ما بدأت أغمض عيني وأروح في النوم لكني أول ما غمضت عيني ونمت حلمت بإن أنا واقفة في منطقة ضلمة، وقصادي ومن العدم ظهر نفس الكلب اللي كان بيجري ورايا وأنا في الشارع، بس ساعتها أنا أول ما شوفته في الحلم، مابيصتلوش ولا حتى وقفت لحد ما هجم عليا، أنا أول ما شوفته لفيت وشي في ثانية واديته ضهري، وبدأت أجري بسرعة لحد ما اتكعبلت ووقعت في حفرة كبيرة كانت مليانة ماية مش نضيفة وريحتها وحشة أوي، وقبل ما أقوم عشان أخرج من الحفرة وأكمل جري، حسيت إن في إيدين خرجت من الميا ومسكت رجلي بكل قوة وكأنها بتكتفني عشان ماقدرش أقوم ولا أجري، لكن الأفظع والأبشع بقى من الإيدين اللي كانت مسكاني ومن ريحة الميا ومن الكلب، كانت ست اللي لقيتها واقفة قدامي؛ كانت ست عجوزة لابسة جلابية سودة، وشعرها كان مُجعد وطويل ونازل على وشها لدرجة إنه مخليها مش باين منها أي ملامح، المهم إن أنا اول ما شوفتها وأثناء ما كانت الإيدين دي مسكاني، فضلت أصرخ وأصرخ لحد ما فاجأة صحيت من النوم على صوت أمي وهي بتقرأ قرآن جنبي، لكن أنا أول ما قومت من النوم وقبل ما أقول لأمي أي حاجة، كنت حاسة بإحساس غريب في رجلي... تنميل غريب مع ألم خلاني مش قادرة أتحرك أحرك رجلي ولا حتى أتعدل وأنا نايمة عالسرير، ولما فوقت وقولت لماما على اللي أنا حاسة بيه، قالتلي إن أنا أحاول أول من عالسرير أو أحرك رجلي بالراحة، لكني في الحقيقة ماكنتش قادرة، أيوة يا أستاذ محمد، لكني في الحقيقة ماكنتش قادرة، أيوه يا أستاذ محمد (كاتب القصة)... أنا لما صحيت من النوم اكتشفت كارثة، أنا رجليا الاتنين اتشلوا ومابقتش قادرة اتحرك من مكاني، ودا اللي اتأكدت منه لما حاولت اكتر من مرة إن أنا انزل من عالسرير أو حتى أحرك رجلي... أنا ماكنتش حاسة برجليا الاتنين، وفضلت على الحال دا لمدة أيام... أيام استمرت لأسابيع والأسابيع جابت شهور لحد ما فاتت سنة، سنة كاملة وأنا وأبويا وأمي دايخين بيا عند الدكاترة وهم مايعرفوش أنا عندي ايه، وكل ما كانوا يروحوا لدكتور كان بيطلب منهم تحاليل وأشعة وفي الآخر الموضوع بينتهي بإن أنا جسدياً سليمة 100% ومع ذلك برضوا كانوا بيكتبولي  أي أدوية ممكن تساعد في نشاط حركتي أو تسكن لي الألم اللي كنت حاسة بيه ...

وفاكرة أنا كويس إن في دكتور روحتله وكان استشاري كبير، الدكتور دا طلب من أمي إن أنا أتحجز في مستشفى أبو الريش للأطفال، وفعلاً فضلت محجوزة فيها فترة لإنهم كانوا شاكين إن انا عندي مشكلة أو حاجة مش سليمة في العمود الفقري يعني ممكن تكون حصلتلي بسبب الواقعة، كلن الدكتور بعد ما عملي تحاليل وأشعة، اتأكد إن أنا سليمة وخرجني من المستشفى، لكنه قبل ما  يسمحلي بالخروج قال لأمي إنها لازم تعرضني عند دكتور نفسي لإن اللي عندي دا مستحيل يكون سببه سبب عضوي، وكمان الدكتور قال لوالدتي كدا، لإنه شك في إن أنا ممكن يكون حصلتلي صدمة عصبية بسبب الخضة اللي اتخضيتها، وبسبب الصدمة دي أنا رجليا اتشلت ومابقتش قادرة أحركها، المهم إن أمي وأبويا سمعوا كلام الدكتور الإستشاري دا، وخدوني وودوني عند دكتور نفسي وابتديت من وقتها بقى معاه في رحلة علاج جديدة، كان بيقعد يتكلم معايا كتير وكمان كان بيكتبلي على أدوية دا بجانب طبعاً جلسات العلاج الطبيعي اللي كنت بعملها على رجلي عند دكتور تاني، كلني عاوزة أقول لحضرتك إن كل دا ماكنش له أي فايدة لإن حالتي ماتحسنتش وفضلت قعيدة لمدة أكتر من سنة، أكتر من سنة وأنا متبهدلة أنا وأهلي عند الدكاترة على كرسي بعجل وبرضوا حالتي مابتتحسنش، وفي النهاية وبعد مافقدت الأمل في كل حاجة، والدتي خدتني وراحت بيا عند دكتور مخ وأعصاب وحكيتله على كل اللي انا مريت بيه، من أول الواقعة لحد الحلم اللي على فكرة ماكنش بيفارقني كل ليلة، لحد الدكتور النفسي وجلسات العلاج الطبيعي، وقتها لما الدكتور دا سمع من أمي الحكاية وبص على الأشعة والتحاليل  اللي أنا عاملاها، بصلي بصه غريبة بعد كدا بص لأمي وقالها ...

- بقولك ايه يا مدام... أنا شوفت كتير وعالجت حالات كتير، لكن اللي عند بنتك دا مالوش علاج... لا عندي ولا عند أي دكتور نفسي أو عضوي، بنتك يا مدام اتمست، أنا عارف كلامي ممكن يكون غريب لإن انا دكتور والمفروض كلامي يعني يكون علمي أكتر من كدا، لكن الحالة اللي أنا شايفها قصادي دي مالهاش أي تفسير غير اللي أنا قولتهولك، ومن الآخر كدا وعشان متلفيش كتير، أنا أعرف عنوان شيخ كويس بيعالج بالقرآن الكريم، الراجل دا طيب أوي وكل اللي اتعاملوا معاه بيقولوا إنه بيعالج الحالات اللي عندها مس من الجن، وقبل بس ما تسأليني عنه أو عن أي تفاصيل، فإسمحيلي أقولك إن انا معرفش أي حاجة عنه غير إنه راجل محترم ومتدين، وحقيقي أنا معرفش غير عنوانه اللي هكتبهولك، ونصيحتي ليكي إنك تروحليه في أقرب وقت، وفي نفس الوقت كمان، ياريت ماتقطعيش وتفضلي متابعة في جلسات العلاج الطبيعي لإن دا هيساعد في عدم تيبس عضلات رجل البنت .

قال الدكتور كلامه دا ومسك ورقة وقلم وكتب لأمي عنوان الشيخ اللي بعد ما خدته منه، قالت لأبويا على اللي حصل عند الدكتور، وبارغم من إن والدي وقتها كان خايف من الشيخ لا يطلع نصاب ولا حاجة، إلا إنه اقتنع بالموضوع لإن ماكنش قدامه حل تاني... ما أصل إحنا يا أستاذ محمد كنا جربنا كل الطرق، وكمان ماخليناش دكتور كبير في القاهرة إلا لما روحناله، وبرضوا بعد كل مرة وبعد علاجات كتير كنت باخدها، ماكنش بيحصل أي تحسن وبفضل برضوا زي ما أنا قعيدة، أو زي ما زميلاتي كانوا بيقولوا في المدرسة... بقيتي مشلولة !


كنت بتقطع وانا شايفهم بيرحوا وبيجوا وبيجروا قدامي وانا قاعدة زي ما انا ومش قادرة اقوم من مكاني ، وأهلي كمان.ز أهلي كانوا بيقعدوا يعيطوا علي حالي لحد ما ابويا قرر يسمع كلام امي وكلام الدكتور ويدويني عند الشيخ (محمد ابراهيم)
كان راجل عجوز ساكن في بيت بسيط من بيوت حلوان ، وكان فاتح بيته ده للمسوسين والملبوسين والحلات اللي مالهاش علاج عند الدكاترة وفي النهاية بيروحوا له وعلاجهم زي ما الناس بتقول بيبقي عنده ، المهم ان انا لما روحتله وقعدت معاه ووالدي ووالدتي حكوا له علي اللي حصل معايا وعلي حكايتي كلها ، قرب مني بهدوء وهو بيبتسم ابتسامة عمري ما هنساها وقال لي ..

(ماتخافيش يا بسمة ، انا هساعدك بعون الله.. بس انت كمان لازم تساعديني وماتخافيش مهما حصل ومهما شوفتي هزيتله دماغي بحركة معناها ان انا هسمع كلامه وقولتله حاضر مش هخاف... بس انا هشوف اي)

اول ما قولتله كده حط ايده علي راسي وابتدا يقرأ قرأن وادعيه بصوت عالي، وقتها انا حسيت بصداع رهيب وحسيت بألم قوي جداً في فقرات ضهر الأخيرة ، ومعاها بدأت احس بألم في رجليا الاتنين لدرة ان انا بدأت اصرخ ، لكن بالرغم من أنيني ومن صوتي العالي، إلا أن الشيخ فضل مكمل لحد ما من كتر القراية، الألم ابتدا يروح شوية بشوية، لكني برضة فضلت مش حاسة برجلي، وبعد ما الشيخ خلص وسألتي انا كنت بصرخ ليه ، قولتله أن انا كنت حاسة بألم في راسي وفي أسفل ضهري وفي رجليا الاتنين، وقولتله كمان ان انا ماشفوتش اي حاجة وحشة او اي حاجة تخوف، وقتها هو طمنني وبص لوالدي وقال له..

(بنتك لما وقعت ماتلبستش، بنتك مسها جن والمس ده أثر علي رجليها، الجن ده ممكن يكون الكلب اللي طلعلها وكان عاوز يأذيها أذي اكبر من كده ، بس هي لما جريت منه هو اتسبب لها في اللي هي فيه دلواقتي ده، وجايز برضه يكون الجن اللي ماسسها ده ، مسها بسبب الوقعة اللي وقعتها بالليل وهي بتجري، ما هو أصل المنطقة هنا مقطوعة والله أعلم ايه الشوارع السليمة اللي فيها وايه الشوارع المسكونة، المهم ان انا مش عاوزك تقلق علي بسمة خالص، انت هتجيبهالي مرتين في الاسبوع وانا هستمر معاها في جلسات الرقية الشرعية، وفي نفس الوقت انت لازم تستمتر معاها في جلسات الرقية الشرعية، وفي نفس الوقت انت لازم تستمر معاها علي جلسات العلاج الطبيعي عشان لو رجليها بدأت تحس بيها ، تقدر تحركها بسهولة بعد كده .. والله المستعان)

بعد ما قال الشيخ كده، والدي اقتنع بكلامه جداً ونفذه زي ما قاله بالظبط، ومع استمرار جلسات الرقية عند الشيخ محمد وجلسات العلاج الطبيعي، بدأت تدريجياً احرك رجلي شوية بشوية لحد ما بعد 3 شهور بالظبط، قدرت أخيراً اقف علي رجلي، ومع تكمله الجلسات عند الشيخ وعند دكتور العلاج الطبيعي ، ربنا كرمني في النهاية وقدرت امشي بطبيعية زي الأول، وحتي الحلم او الكابوس اللي كنت بشوفه دايماً مابقتش اشوفه، بحكيلك الحكاية دي بعد ما فات عليها حوالي 29 سنة.. بحكيلك ودلواقتي منطقة حلوات بقت منطقة شعبية واتملت بيوت وناس ومابقتش منطقة نائية زي زمان ، وفي النهاية حابة اقول لحضرتك حاجتين، انا ذكرت اسمي واسم الشيخ محمد ابراهيم اللي بالمناسبة يعني توفي الله يرحمه ويحسن إليه،وكمان ذكرت اسم المنطقة وذكرت تفاصيل كتير عشان اثبت لحضرتك واثبت للناس مصداقية قصتي او معاناتي ، اللي ربنا وحده أعلم ان انا ماكدبتش في ولا حرف وانا بحكيها، دي كانت الحاجة الاولي، إما الحاجة التانية بقي ، هي أننا مش عايشين في الدنيا دي لوحدنا، والعلم والطب، بالرغم من إنهم بينقذوا ناس كتير من الموت ، إلا إنهم أوقات كتير بيعجزوا وبيقفوا عند حالات معينة مابيبقاش ليها أي علاج غير عند الشيخ محمد وأمثاله من الشيوخ المحترمين، واكبر دليل علي الحالات دي هي حالتي انا، إلا لولا الشيخ محمد ماكنتش هقدر امشي علي رجلي تاني .. والله اعلم، ممكن كمان كنت فضلت لحد النهاردة قعيدة ومابقدرش امشي لولاه...

(دي كانت حكاية حكتهالي احدى المتابعات، في الحقيقة أنا محتار والتجربة دي بالذات حيرتني جداً وأنا بقرأها وبعيد صياغتها، تفتكروا العلاج لبعض الحالات مايبقاش عند الدكاترة بس زي ما مدام بسمة قالت، ولا كل دا درب من دروب الخيال وهي خفت بسبب العلاج الطبيعي ؟!)


الروابط 

 آخر قصة : ليلة في السُخنة


صفحة الكاتب : محمد شعبان


Facebook

كوكتيل قصص | العالم الموازي
كوكتيل قصص | العالم الموازي
تعليقات