قصة بداخل المقابر - قصص رعب

قصة بداخل المقابر - قصص رعب

بداخل المقابر

بقلم : محمد شعبان


انا خالد وشهرتي تيتو عندي حالياً 20 سنة من حي شعبي في محافظة الجيزة..


 من سنة تقريباً ماكنش ليا في قصص الرعب ولا الجن ولا الكلام ده كله، او بمعني اصح.. ماكنتش بصدق فيها لحد ما حصل لي اللي هحكيه ده من سنة بالظبط ، ومن وقت ما حصل اللي حصل .. وانا بقيت بهتم بكل حاجة بتتكلم ع الجن او العفاريت لأنهم تقريباً مابقوش يفارقوني ، طب انا ايه اللي حصل معايا وخلاني اصدق واقتنع بوجودهم؟!


من سنة بالضبط كنت بدور علي شغل بس للأسف ماكنتش لاقي، دورت كتير اوي لحد ما جالي البيت في يوم واحد صحبي اسمه محمد.. محمد لما جه ، قال لي انه جايب لي شغل في المعمار ، او بمعني اوضح يعني.. انا وهو ومعانا ناس تانية طبعاً ، هنشتغل في بُنا عمارة في منطقة متطرفة في حي المقطم، لما قال لي كده انا ما صدقت بصراحة وقولتله أن انا موافق انزل معاه الشغلانة دي من غير اي شروط ، وده لأني بصراحة كده كنت قاعد في البيت بقالي فترة من وقت ما سيبت شغلي القديم، وانا من الاخر يعني ماكنتش متعود علي القعدة في البيت وعشان كده وافقت ، ومن تاني يوم نزلت معاه، من أول يوم ليا في الشغل الجديد ده.. عرفت أن احنا هيجي عليا أيام وهنبات في المكان اللي بتتبني فيه العمارة عشان العدة الموجودة واللي بيسيبوها العمال بعد ما بيخلصوا شغلهم ماتتسرقش، وفعلاً نمنا انا ومحمد اول يوم في العمارة، وتاني يوم بعد ما خلصنا شغل .. روحنا بيوتنا وسيبنا عمال غيرنا يباتوا في المكان لحد ما نبقي نرجع تاني يوم ، ونبقي نبات احنا مكانهم، روحنا بيوتنا انا ومحمد ومن تاني يوم عملنا حسابنا اننا هنبات كام يوم في الموقع،وفعلاً رجعنا للمكان تاني يوم وبعد ما خلصنا شغل يومها وقبل ما ننام انا ومحمد لقيته بيقولي..


-بقولك ايه ياض يا خالد، انا عاوز انزل اشتري سيجارتين اضربهم لأني معاملتش حسابي واشتريت قبل ما اجي.


لما قال لي كده عرفت انه يقصد سيجارتين حشيش، اه .. ما هو محمد كان بيشرب مخدرات باستمرار وانا في الحقيقة كنت عارف بحاجة زي دي، بس بالرغم من أن انا نصحته كتير انه يبطل.. إلا  إنه ماكنش بيسمع كلامي وكان بيقول أ، انا محبكها اوي لأني مابدخنش ، المهم انه لما قال لي كده رديت عليه وقولتله..


-طب ما تنزل تشتري ، هو انا ماسكك؟!


-ما انا مش هينفع اسيبك لوحدك في الحته المقطوعة دي، وبعدين بص انا هقولك علي حاجة حلوة اوي.. مش انت من شوية قولت انك عاوز تشتري اكل لأنك جعان والعشا اللي انت كلته ماشبعكش!


بصيت له باستغراب لما قال لي كده ورديت عليه..


-اه انا فعلاً لسه جعان، بس هعمل ايه يعني.. انا كنت هنام لحد ما النهار يطلع والمحلات القريبة من هنا تفتح.


قام وقف لما قولتله كده وقال لي..


-لا يا سيدي ما تستناش لحد الصبح لوا حاجة، انت تيجي معايا.. نروح نقضي المصلحة ونشتري السيجارتين من عند تُرب او في السيدة عائشة ونشتريلنا عشا ... وبعدين ماتقلقش علي العدة لأني هقفل باب العمارة وكمان احنا مش هنتأخر يعني.ز وماتشغلش بالك بالمسافة.. لأن احنا هنتمشي لحد الطريق الرئيسي، ومن هناك هنركب اي ميكروباص ينزلنا مكان ما هنروح.


لما قال لي كده فضلت افكر بيني وبين نفسي اوافق ولا لأ، ما انا بصراحة كنت جعان اوي، وفي نفس الوقت ماكنتش عايز اقوله مش هروح، لا يروح هو ويسيبني لوحدي في الحتة المقطوعة دي، فضلت افكر لثواني كده لحد ما هو قطع تفكيري لما قال..

-ها يا ابني.. هتيجي ولا ايه؟!


بصراحة غصب عني وتلقائياً كده لقيت نفسي برد عليه..


- ماشي يا عم محمد .. هاجي معاك، يلا بينا .


وفعلاً .. خرجت انا وهو من الحتة المقطوعة اللي كنا فيها وركبنا المكروباص اللي نزلنا في منطقة السيدة عائشة ، ولما وصلنا هناك... اتمشينا انا ومحمد لحد ما وصلنا للشارع اللي عنده تُرب الأمام، دخل محمد الشارع وكأنه حافظه حتة حتة زي ما حافظ منطقتنا بالظبط ، وقتها عرفت انه بيجي يشتري من المنطقة دي علي طول وانه مش اول مرة يجي هنا، المهم ان احنا فضلنا ماشيين سوا لحد ما وصلنا لشوية ناس واقفين في حتة ضلمة كده جنب مدفن من المدافن، أول ما محمد شافهم راح ناحيتهم وبدأ يتكلم معاهم وخد منهم حاجة عرفت من مسكته ليها انها حتة حشيش، بس فجأة واثناء ما محمد كان واقف مع الناس دول ، سمعت صوت ناس بتزعق جاي من ورايا ، وأول ما سمعت الأصوات دي لقيت محمد والناس اللي واقفين معاه طلعوا يجروا وهم بيقولوا..


(كبسة.. حكومة.. اجري يالا.. اجري)


لما قالوا كده انا حسيت ان اعصابي كلها سابت وغصب عني وماتسألنيش انا عملت كده ليه.. انا طلعت اجري زيهم، أه ما انا خوفت بصراحة لا ياخدوني معاهم ويقولوا أن انا بتاجر في الزفت ده او بتعطاه، وانا عمري اصلاً ما حطيته علي بوقي، وعشان كده جريت زي ما قولتلك ، بقيت بجري وسط المدافن وانا مش شايف قدامي من الضلمة لحد ما لقيت نفسي خرجت لشارع فيه عمدان نور.. وبسبب أضاءة عمدان النور، قدرت اشوف اللي خلاني رجعت تاني للمدفن، انا شوفت ناس من اللي كانوا واقفين مع محمد بيتفتشوا من ناس تانين وهم عمالين يقولوا انهم ماعملوش حاجة وانهم مش بتوع مخدرات ، طبعاً المشهد ده خلاني عرفت ان اللي واقفين معاهم دول حكومة، واكيد لو شافوني هيمسكوني معاهم ، الخوف ساعتها اتملك مني وخلاني رجعت تاني للمدافن وفضلت اجري وسطها لحد ما لقيت نفسي قصاد مدفن بابه مفتوح وجنبه عمود نور منور،اول ما قعدت علي الأرض قصاد المدفن ده عشان اخد نفسي اللي كان اتقطع من كتر الجري، سمعت من ورايا صوت كلب بيزوم، لما سمعت الصوت ده قومت من مكاني بسرعة وبصيت ناحية باب المدفن اللي كنت قاعد قصاده ، لكن وانا ببص عالمدفن ، كنت متخيل أن انا هشوف كلب مثلاً علي أساس الصوت اللي سمعت، بس اللي انا شوفته بسبب النور الخافت اللي كان جاي من عمود النور اللي جنب المدفن، ماكنش كلب.. انا شوفت قصاد المدفن رجل شعره كثيف جداً ودقنة طويلة جداً جداً ، لما شوفت منظره ده حسيت برعب عمري ما حسيت بيه في حياتي قبل كده.. رعب خلاني اتسمرت في مكاني ومابقتش عارف اجري ولا اعمل ايه، لحد ما في ثواني لقيت الراجل ده قرب مني وبقي واقف قصادي... لما قرب مني شميت ريحة وحشة اوي خارجة منه وحسيت بحرارة قوية جداً خلتني قولت بيني وبين نفسي أن ده اكيد عفريت، وطبعاً لما حسيت أن اللي قدامي ده عفريت ماحستش بنفسي الا وانا بقرا قرآن بصوت عالي وبجري بسرعة رهيبة لحد ما سمعت من ورايا أصوات ناس بيتكلموا، اللي جه في بالي وانا بجري وقتها أن الناس دول حكومة وانهم بيجروا ورايا عشان يقبضوا عليا، وفعلاً اللي حسبته لقيته، انا لما بصيت ورايا لقيت ناس كتير بيتمشوا وسط المدافن وكان واضح انهم بيدوروا عليا انا او محمد .. او بيدوروا علي اي حد من اللي كانوا واقفين بيبعوا مخدرات ، ساعتها انا كملت جري وفضلت اجري واجري لحد ما لقيت قصادي مدفن متكسر دخلت اسخبيت جواه لأني كنت تعبت من كتر الجري ، قعدت استخبيت جنب سور المدفن المتكسر وانا جسمي بيترعش وفضلت اعيط واقول ( يارب... يارب نجيني وانا والله العظيم ما هروح اي مشاوير زي دي تاني) وفضلت اكلم نفسي وانا بعيط وفضلت اقرا في قرآن لحد ما سمعت صوت أذان الفجر، ومع صوت الأذان حسيت أن انا اطمنت شوية لكني ماخرجتش من مكاني... انا فضلت قاعد لحد ما النهار طلع، ومع طلوع النهار قومت من مكاني جري ناحية الطريق الرئيسي اللي بيخرج من الترب، فضلت اجري وانا مش عارف انا هخرج ازاي ولا هخرج منين لحد ما فجأة لقيت قصادي رجل عجوز شكله متبهدل اوي، ولو هتقول ان هوده الشخص اللي انا شوفته عند المدفن اللي قعدت قصاده ف انا هقولك لا.. التاني كان شكله وحش اوي ووشه كان لونه اسود، لكن اللي شوفته الصبح ده كان بني أدم زينا، واللي خلاني أتاكدت انه بني أدم وانه مش هيأذيني، هو كلامه لما قالي ..


(ايه اللي ممشيك من هنا في الوقت ده يا ابني.. امشي علي طول وهتلاقي الشارع اللي في العربيات)


كان بيقولي كده وهو بيشاور بأيده ناحية اخر الشارع اللي كنا واقفين فيه ، انا بقي أول ما سمعت كلامه ده، خدت بعضي وجريت بسرعة ناحية اخر الشارع اللي لما وصلتله لقيت الشارع الرئيسي ، ومن عند الشارع الرئيسي وقفت اول تاكسي لقيته معدي قصادي وقولتله يوديني لحد بيتي وانا اديله اللي هو عايزه ، سواق التاكسي في الأول بص لي باستغراب وبخوف .. لكن لما شاف شكلي وبص لي كويس صعبت عليه وركبني معاه، لما ركبت التاكسي طول الطريق انا كنت ساكت وهو كان عمال يبصلي باستغراب ولو هتسألني كان بيبص لي باستغراب ليه ف انا هقولك أن انا كان نص شعري ابيض ... ايوه زي ما حضرتك سمعت كده بالظبط ، انا شعري شاب من اللي شوفته ليلتها ده طبعاً غير هدومي اللي كانت متبهدلة وشكلي وهيئتي اللي كانوا حرفياً كده يصعبوا عالكافر ، المهم إن سواق التاكسي فضل باصصلي بإستغراب لحد ما وصلنا عند بيتي... وهناك نزلت من التاكسي وقولت للسواق يستناني عقبال ماطلع أجيبله فلوس من أبويا لإني اكتشفت إن كل حاجة كانت في جيبي وقعت وأنا بجري.... استناني سواق التاكسي اللي مانزلتلوش تاني على فكرة، أبويا هو اللي نزل حاسبه لإني أول ما طلعت البيت واترميت في الأرض ماقدرتش أقوم ولا اتحرك من مكاني، انا كل اللي قدرت أعمله إن انا قولت لأبويا انزل حاسب التاكسي وبعد كدا فضلت اعيط زي العيال الصغيرة، خدت وقت طويل وأنا منهار  ومش قادر اتكلم لحد ما هديت بعد فترة وحكيت لأهلي على اللي حصل، أبويا أول ما سمع مني.... زعق معايا وقالي إن أنا لازم اقطع صلتي ومعرفتي بمحمد دا خالص، وبعد كدا قالي ادخل اخد دش وبعد كدا ادخل ارتاح في أوضتي لإن هدومي كانت متوسخة وشكلي كان باين عليه البهدلة أوي، بعد ما ابويا قالي كدا .... بالعافية قدرت اسمع كلامه، وقومت خدت دش ودخلت نمت على سريري زي المتخدر... لدرجة إن أنا من غير حلفان يا أستاذ محمد (كاتب القصة)، فضلت نايم فوق ال 12 ساعة، وماقدرتش أقوم إلا يومها بالليل متأخر، وحتى لما قومت ماكنتش مركز وماكنتش في كامل وعيي لإن الكوابيس ماسابتنيش... أنا فضلت أحلم يومها بكلب اسود بيجري ورايا في شوارع المدافن اللي كنت فيها، وكل ما كنت أحاول أفوق نفسي من الحلم ماكنتش بعرف، وكأن أنا مفروض عليا أفضل أشوف الحلم دا طول مانا نايم، وفعلاً دا اللي حصلي بعد كدا، أنا بقيت كل مانام بشوف نفس الكابوس، وكمان وأنا صاحي بقيت مش مظبوط لإني كنت بشوف الكلب الكلب الإسود اللي بشوفه في الكابوس دا، أو الراجل اللي شوفته عند المدفن ليلتها لثواني كدا وبعدين بيختفوا بسرعة، أهلي بيقولولي إن دا عقاب ربنا لإني روحت مشوار زي دا... بس بالرغم من كدا، إلا انهم ماسكتوش وودوني عند شيوخ كتير كلهم قرأوا عليا قرآن وقرأوا عليا الرقية الشرعية لكن من غير أي فايدة.... أنا لسه لحد النهاردة مش مظبوط ومابعرفش حتى اشتغل ولا أقعد مع أصحابي زي الناس، أنا طول الوقت بشوف الراجل دا والكلب وماعرفش هم بيظهرولي ليه ولا عايزين مني ايه، أنا صحابي بقوا بيخافوا مني ومعظمهم بعد عني بسبب اللي بشوفه، واللي نسيت أقوله لحضرتك إن أنا عرفت بعد كدا إن محمد ليلتها اتقبض عليه وبعد كدا خرج، بس لما خرج وسأل عليا وجالي البيت، أبويا طرده وقاله إن لو شافه تاني عندنا هيعمله مشاكل، وقاله كمان إنه حتى لو شافني في الشارع مابيسلمش عليا لإني هضربه.... أه أنا فعلاً لو شوفته أو لو حاول يحتك بيا هضربه، انا الناس بقوا بيخافوا مني ومن شكل شعري الأبيض... منه لله، أو مني أنا لله عشان سمعت كلامه وروحت معاه يومها ....


(دي كانت حكاية خالد أو تيتو زي ما اصحابة بيقولوله، هل حضراتكوا مصدقينه ولا لأ... وهل تفتكروا إنه فعلاً شاف عفاريت ولا كل اللي شافه دا كان خيالات شافها بسبب خوفه ومن الموقف الصعب اللي اتعرضله؟!!)


تمت 


Facebook


الروابط


آخر قصة : غرفة جدي

صفحة الكاتب : محمد شعبان 


Owner 2
Owner 2
تعليقات