قصة سحر الجارة - قصص غموض


قصة سحر الجارة


سحر الجارة

 بقلم : محمد شعبان


أنا ست متجوزة وعندي أولاد والحمد لله حياتي ماشيه زي الفل وعمري ما شوفت أي حاجة غريبة أو أي حاجة تتعلق بالجن والعفاريت غير مرة واحدة بس، وفي الحقيقة أنا في المرة دي ماشوفتش، انا عيشت وسمعت حكاية واحدة جارة والدتي؛ الست دي جت سكنت في الشقة اللي قصاد شقة والدتي، ولأن ماما من بعد جوازي بقت عايشة لوحدها لأن أنا يعني كنت آخر واحدة تتجوز من إخواتي اللي كلهم اتجوزوا قبلي، ف والدتي مبقاش في حاجة بتسليها ولا بتملى حياتها غير قعدتها مع الست جارتها دي، المهم إن ماما لما روحتلها في يوم، لقيتها بتحكيلي حاجات غريبة عن جارتها دي، وكان ملخص كلامها يعني إن الست دي بتحصل معاها حاجات مالهاش تفسير غير إن هي ملبوسة أو معمول لها أعمال، ولما سألت ماما عن تفاصيل الحاجات الغريبة اللي بتحصل مع جارتها، ابتدت تحكي وتقولي .....

(الست دي يا بنتي، من وقت ما جت سكنت قصادي وهي مش مظبوطة، أوقات كتير بتفضل قاعدة سرحانة وكأنها بتفكر في حاجة، ده غير كمان الحاجات اللي مش مفهومة في حياتها، يعني مثلاً هي بتقول.. إنها كل ما تشتري هدوم جديدة وتسيبها في الدولاب بتاعها وتيجي بعد فترة تطلعها عشان تلبسها، بتلاقيها متقطعة وكأنها مقصوصة بمقص أو بفعل فاعل، والحقيقة يا بنتي الست دي ماحدش بيزورها، وكمان هي مابتخلفش، وغير كده وكده بقى في جوزها كمان مسافر، يعني من الأخر كده... مفيش حد لا بيدخل ولا بيخرج من عندها عشان يعمل كده في هدومها جديدة أو حتى الملابس الداخلية القديمة... أه يا بنتي، ما هي ساعات بتلاقي ملابسها الداخلية مقصوصة ومتقطعة جوه الدولابـ وكل اللي انا حكيتهولك كووم... وموضوع تعبها ده كوم تاني، الست كل كام شعر كدع بتتعب جداً وبتجيلها حالة قيء مستمرة، وبتفضل ملازماها لمدة اسبوعين حتى لما بتروح عند الدكاترة وبتاخد علاجات، هي لازم كل كام شهر كدا تجيلها الحالة دي وتفضل مستمرة معاها لمدة اسبوعين، وبعد كده بتخف لوحدها من غير أي علاجات، وعايزة أقولك يا بنتي إن اخواتها مسكتوش، وخدوها عند دكاترة كلعم قالوا انها سليمة، ولما يأسوا خالص من موضوع الدكاترة ده، خدوها وودوها لشيوخ كتير... كلهم قالوا إنها معمولها عمل ومدفون في مكان بعيد، وقالوا كمان إنهم مش قادرين يحددوا مين اللي عاملها العمل داـ ولا حتى قادرين يفكوه ولا يعاجلوه لأنه قوي جداً، وعشان كده يا بنتي أنا اقترحت عليها ان انا اخدها ونروح عند شيخ كويس... الشيخ عمرو اللي كان جارنا في منطقتنا القديمة، ما انتي عارفاه يا بنتي وعارفة انه قد ايه أنه راجل محترم وبيساعد الناس لوجه الله... انتي ايه رأيك ؟!)

لما والدتي قالتلي كدا قولتلها إن احنا مالناش دعوة، واننا نخلينا في نفسنا ومانحاولش نتدخل في اللي مالناش فيها، بس لأن الست جارتها دي كانت عزيزة عليها أوي، وكمان لأن ماما بتحب تساعد الناس، في هي فضلت مصممة على كلامها وكمان فضلت تقنعني كتير أوي إن انا اروح معاهم، لحد ما في الآخر سمعت كلامها وقولتلها إن أنا موافقة إن انا اروح معاهم بس بعد كام يوم... ودا لأن وقتها جوزي كان في سفرية تبع شغله والمفروض إنه كان هيرجع البيت وبعد كده هيرجع يسافر تاني، ف لما يبقى يسافر تاني، أ،ا هبقى أروح لماما وناخد جارتنا دي ونروح للشيخ اللي هي قالت عليه ..

المهم إن أنا يومها خلصت كلام مع ماما وروحت البيت، بس تاني يوم بقى، أنا لاقيت ماما بتتصل بيا وبتقولي إنها لغت موضوع الشيخ ده خالصـ وقالتلي كمان انها مش هتدخل في موضوع جارتنا دي نهائياً، ولما سألتها عن السبب اللي خلاها تغير رأيها وقناعتها بالسرعة دي، قالتلي إنها بالليل بعد ما أنا مشيت من عندها، حلمت بحلم غريب أوي، ماما يا أستاذ محمد حلمت بإنها واقفة مع جارتها دي في شقتها، أو بالتحديد يعني في أوضة نومها، بس فجأة ووقت ما هم كانوا واقفين مع بعض، أمي مرة واحدة لقت الست بتتشنج بقوة لدرجة إنها وقعت عالأرض وفضلت تصرخ وتتكلم بصوت غير صوتها، ومرة واحدة ووقت ما كانت بتزعق... أمي لقتها سكتت فجأة وكأنها ماتت، وماكنتش بتخرج لا صوت ولا نفس، ولما أمي قربت منها عشان تشوف هي سكتت ليه، فجأة كده الدولاب بتاع الهدوم اللي كانوا واقفين قصاده اتفتح، وخرجت منه ست مالهاش ملامح، أو بمعنى أصح، ست ملامحها مطموسة وماكنش باين منها أي حاجة غير إنها كتلة سودا، لكن والدتي لما شافت الست دي، ابتدت تقرأ قرآن وتستعيذ بالله... بس هي أول ما عملت كدا، الست دي قربت منها وزقتها بقوة عشان تقع عالأرض وابتدت الست دي تخنقها وهي بتقولها ...

(أوعي تروحي لعمرو وإلا هتتأذي إنتي وبناتك... جارتك إحنا مأمورين بأذيتها، ولو حاولتي توديها في أي مكان، إجنا هنأذيكي انتي وبناتك)

وبعد مالست دي قالتلها كدا، سابت الأوضة وطلعت تجري ناحية الحمام عشان تختفي تماماً من البيت كله، لكن أول ما الست دي اختفت، جارتنا قامت من عالأرض وراحت ناحية أمي وبدأت تخنق فيها وكأنها عاوزة تموتها لحد ما والدتي صحيت من النوم، وبتكمل والدتي كلامها وبتقول إنها لما حكت لجارتها على الحلم اللي هي شافته، الست ردت عليها وقالتلها إنها مش هتروح عند الشيخ عمرو ده... لا أحسن والدتي تتأذي أو حتى هي كمان تتأذي، وبعد ما والدتي خلصت كلامها معايا، قالتلي إنها مش هتدخل في الموضوع ده تاني، وقالتلي كمان إنها هتحاول تخلي علاقتها بالست دي علاقة سطحية وهتحاول تبعد عنها شوية لأنها بقت بتخاف منها من بعد الكابوس اللي شافته، ومن بعد اللي حصل ده يا أستاذ محمد، وأنا والدتي بقت في جالها ومابقتش  بتتقرب منها ولا بتقعد معاها كتير... وفي النهاية حابة أقول لحضرتك إن الحكاية دي فات عليها حوالي 10 سنين، ولسه لحد النهاردة الست دي زي ما هي، لسه برضوا بتلاقي هدومها متقطعة ولسه برضه مابتخلفش، ولسه كمان بتتعب ما بين كل فترة والتانية، وزي ما بتتعب لوحدها، بترجع برضه تخف لوحدها.... تفتكر ممكم يكون اللي عندها، وياريت الناس اللي هتسمع الحكاية دي يقولوا لي تفسير للي بيحصل للست دي من سنين، مع العلم إن جوزها راجل طيب جداً وهو كمان مابيخلفش ومازالوا عايشين مع بعض، لكنه بيسافر ما بين كل فترة والتانية لدولة خليجية عشان شغله وكدا ..

(دي حكاية حكتها إحدى المتابعات، مصداقية القصة من عدمها ترجع لصاحبتها، بمعنى أدي.. العهدة على الراوي... ولك كل الحق عزيزي القارئ في التصديق من عدمه)


تمت

الروابط

آخر قصة : قصة نزيف

صفحة الكاتب : محمد شعبان

Facebook

 

كوكتيل قصص | العالم الموازي
كوكتيل قصص | العالم الموازي
تعليقات