قصة نزيف (آخر قصة من سلسلة حكايات جدتي)
بقلم : محمد شعبان
لما سألتها السؤال ده جاوبتني وقالت ...
- الست دي يا سيدي كانت واحدة بتعالج بالقرآن من نفس منطقتنا، الست دي كانت عايشة لحد فترة قريبة، يلا الله يرحمها.. كانت ست طيبة وكل أهالي المنطقة كانوا بيحبوها، بس تعرف .. أنا فاكرة كويس أول مرة سمعت فيها عن الست دي .. أنا عرفتها عن طريق واحدة بنت واحدة جارتنا هي عالجتها .
ركزت مع جدتي ومسكت القلم وقولتلها ..
- طب ما تحكيلي حكاية بنت جارتكوا دي وازاي الست دي عالجتها .
هزتلي راسها بالموافقة وابتدت جدتي تحكي وتقول ..
البت بنت جارتنا دي كانت بت مؤدبة أوي وكل المنطقة كانت بتشهد بأن امها مربياها أحسن تربية، االمهم إن البنت دي كبرت واتقدملها عريس كويس واتجوزت.. لما اتجوزت راحت عاشت في منطقة من مناطق الجيزة وفضلت حياتها هي وجوزها ماشية كويس أوي لحد ما بعد كام شهر كده أحوالها ابتدت تتبدل .. البت كان بيجيلها نزيف باستمرار وامها وجوزها خدوها ولفوا بيها عند دكاترة كتير كلهم أجمعوا إن النزيف اللي بيجيلها ملوش أي سبب محدد، وبالرغم من كده كتبولها على أدوية عشان توقف النزيف المستمر ده، بس برضه النزيف ماكنش بيقف وكل محاولات الدكاترة لعلاجها ماكنش ليها أي فايدة، ومع مرور الوقت والنزيف عند البنت لسه مستمر .. أمها خدتها ولفت بيها عند مشايخ كلهم برضه ماعرفوش يلاقوا لها أي حل والبت برضه فضلت تنزف وتنزف، لحد ما في يوم واحدة ست كبيرة من المنطقة، قالت لجارتنا دي على الست اللي بتعالج اللي قولتلك عليها في الأول، وفعلاً جارتنا ماكدبتش خبر وخدت بنتها وراحت للست دي، أول ما الست شافت البت، قالتها إنها معمولها عمل، ولما مسكت المبخرة بتاعتها وبدأت تبخرها البت بدأت تتشنج وابتدت تحس انها بتنزف، وقتها الست اللي بتعالج دي وَقفت الجلسة خالص وقالت لجارتنا انها لازم تشتري بخور معين من عند العطار، ولما جارتنا سألتها ليه ماتخدش فلوس وتجيب هي البخور بنفسها.. ردت الست وقالتلها انها مابتخدش فلوس ولا بتشتري حاجة، انتي تروحي عند العطار وقوليله انك عاوزة نوع البخور اللي هقولك عليه ده، وبعد ما تجيبيه منه، هاتي بنتك وتعاليلي بعد يومين، وفعلاً يا ابني بعد يومين جارتنا راحت للست هي وبنتها ومعها البخور ..
الست أول ما خدت منها البخور حطته في المبخرة الصغيرة بتاعتها وحطت معاه ورقة كده وبخرت البت وهي بتقرا آيات وأدعية بصوت واطي، وبعد ما خلصت الجلسة حطت المبخرة قصاد البت وخلتها تخطي من عليها سبع مرات، وبعد ما البت خطت على المبخرة، جابت الست ورقة وكتبت فيها كلام بحبر أحمر أو بمعنى أصح (بزعفران أحمر سايل)...
بعد ما خلصت الست كتابة على الورقة، اديتها للبت وقالتلها انها تحطها في ماية وتفضل سايباها لحد ماللون الأحمر اللي فيها ده ينزل كله في الماية والورقة ترجع بيضا زي ما كانت، وبعد كده تاخد الميا اللي فيها اللون الأحمر وتدلقها على جسمها بس في مكان بره الحمام، وبعد ما تعمل كل ده تسيب الورقة لحد ما تنشف وبعد كده تحرقها، وبعد ما تحرق الورقة تمسح قصاد شفتها كل يوم 3 مرات بماية متدوب فيها ملح .. وفعلاً يا ابني سمعت البت الكلام وعملت اللي الست قالتلها عليه، وبعد ما نفذت كلامها بكام يوم الزيف وقف.. ومش بس كده لأ، دي كمان البت بقت حامل وخلفت من جوزها .
لما جدتي قالت كلامها ده، رديت عليها وقولتلها ..
- أنا مش فاهم حاجة، يعني مين اللي عمل للبت دي العمل، واشمعنا يعني بقت حامل بعد مالنزرف وقف ؟
لما سألت جديت الأسئلة دي جاوبتني وقالت :
- بصراحة يبني الست مارضيتش تقول لجارتنا ولا لبنتها عن اللي عامل العمل، لكنها قالتلهم إن ده عمل مرشوش واترمى قصاد باب شقتها، واللي عمل لها العمل ده كان عامله عشان ماتحملش وتفضل تنزف لحد ما تموت، بس اللي عرفناه احنا بعد كده ان اللي كان عامل العمل أو اللي كانت عاملة العمل، هي حماة البت.. ايوه يا ابني أم جوزها هي اللي عملتلها العمل ورشته قصاد باب شقتها لأنها ماكنتش موافقة على جوازه، وعاوزة أقولك إن البت عرفت لما في مرة كده اتخانقت مع حماتها خناقة كبيرة، وفي وسط الخناقة الست وقعت بلسانها وقالتلها ان حتى العمل ماقصرش فيها ولا موتها، وقتها البت عملت مشكلة مع جوزها وخيرته بين حياته معها وما بين أمه بتاع السحر والدجل.. وطبعا الواد اختار أمه زي المسحور، وطلق البنت بعد ما خلف منها اتنين، وبعد ما طلقها جت البنت عاشت مع أمها وفضلت عايشة معاها لحد ما اتجوزت راجل محترم وخدت عيالها يعيشوا معاها، وبالنسبة لطليقها ف هو كمان اتجوز واحدة قريبته.. امه كانت عايزاه يتجوزها لأنها غنية وعندها ورث .
بعد ما جدتي خلصت الحكاية دي بصيت لها وانا مبتسم وقولتلها :
- ونبي يا ست الكل انتي عظمة، وحكاياتك هي كمان كلها عظمة.. ممكن بقى تحكيلي حكاية تانية كمان !
لما قولتلها كدا بصتلي باشمئزاز ....
- لا حكاية تانية ولا تالتة، روح اكتب للناس الحكايات اللي حكيتهالك دي وسيبني بقى أروح أنانم عشان انا تعبت من كتر الحكي، وأوعدك يا سيدي قريب هحكيلك حكايات تانية .. قوم بقى يا واد ادخل اوضتك وسيبني أنام .. تعبتني .
لما قالتلي كلامها ده هزرت معاها شوية وبعد كدا قومت بوست ايدها ودخلت اوضتي كتبتلكوا الحكايات اللي حكيتهالي دي، واوعدكوا انها لما تحكيلي حكايات تانية هرجع تاني وهحكيهلكوا زي ماحكيتهالي بالظبط، وطبعاً هحكيها من غير ذكر اسامي أو بتغير اسماء أصحابها زي ما عملت مع الحكايات اللي انتوا قرأتوها قبل كده ...
(انتظروا الجديد)
تمت
الروابط
سلسلة حكايات جدتي كلها :
1- المزيرة
2- بيت المقابر
3- عفريت هنداوي
4- انتقام هند
صفحة الكاتب : محمد شعبان