قصة فتى القطار - قصص غموض


فتي القطار

فتى القطار

 بقلم : محمد شعبان

أنا صاحبة التجربة اللي حصلت في البيت اللي قصاد مدرسة سيدي شاهين بمنطقة الحطابة، بس التجربة اللي هحكيها لحضرتك دي... حصلت بعد تجربتي بسنين، أو بالتحديد يعني.... حصلت لبنتي من حوالي سنتين...


من سنتين بالظبط وفي أجازة نص السنة، قرر جوزي إنه ياخدني أنا وابني اللي كان عنده وقتها 6 سنين، وبنتي اللي كان عندها 4 سنين، قرر إنه ياخدنا كلنا في رحلة لأسوان...  كانت رحلة لطيفة استمرت لمدة 3 أيام، انبسطت فيها أنا وهو والولاد، لكن اللي حصل بعد ما رجعنا بيتنا بكام يوم، كان شيء غريب ومش مفهوم، وماكنتش لاقية له أي تفسير لحد ما اكتشفت كل حاجة بنفسي ...

ولو هتقولي ايه الشيء الغريب اللي حصل؛ في أنا هقولك إن بعد ما رجعت أنا وعيلتي من أسوان للقاهرة في القطر، بدأت تحصل لبنتي تغيرات غريبة ومش مفهومة ...


بمعنى إن البنت مابقتش تحب تقعد معانا زي الأول، ومعظم يومها كانت بتقضيه في أوضتها وهي بتلعب أو بتتكلم مع اللعب بتاعتها، وحتى أخوها اللي كانت بتحب تقعد تلعب معاه وكانت بتزعل أوي لما كان بيروح المدرسة لدرجة إنها كانت بتعيط وبتسألني هو فين، مابقتش تسأل عنه، ولا حتى بقت بتحب تقعد وتلعب معاه زي ما كانت متعودة تعمل يومياً !


وبسبب التغيرات اللي حصلت لها دي، بقيت بركز معاها وهي قاعدة لوحدها في أوضتها، ومع تركيزي معاه وتصنتي عليها، خدت بالي من إن البنت بقت بتقعد تتكلم مع اللعب بتاعتها كتير أوي، أو أنا كنت مفكرة إنها بتتكلم مع اللعب، لحد ما في يوم الصبح وبعد ما ابني راح مدرسته وجوزي راح شغله، وقفت اتصنت على بنتي وهي بتلعب بعد ما فطرت ودخلت جري على أوضتها، بس اللي لفت نظري ساعتها بقى، هو إن أنا سمعت البنت وهي بتقول ...


(طب إنت بتعيط ليه دلوقتي... انت عطشان ... طب بلاش بلاش.. مش هجيبلك ميا، أخلي ماما تحطلك أكل طيب، حاضر.. مش هقول لحد إنك بتقعد تلعب معايا.. بس إنت بطل عياط ويلا نكمل لعب سوى)


لما سمعت بنتي وهي بتقول كده، بصيت من باب أوضتها لإنه كان متوارب، وساعتها اكتشفت إ، بنتي مش بتكلم اللعب بتاعتها زي ما انا كنت فاكرة لأ.... دي بنتي كانت بتكلم حد قاعد قصادها وأنا مش شايفاها، حد.... كانت هي بس اللي شايفاه وكانت بتضحك وبتلعب معاه !


وقتها أنا اتسحبت من عند باب أوضة بنتي وروحت قعدت في الصالة، وبعد شوية ناديت عليها عشان ماحسسهاش بأي حاجة غريبة، المهم إن أنا لما ندهت عليها جتلي الصالة وقالتلي بكل براءة ...


- نعم يا ماما... انتِ بتنادي عليا !


لما قالتلي كدا فضلت أضحك وأهزر معاها عشان متخفش، وفي وسط لعبي وهزاري معاها قولتلها وأنا بضحك ...


- قوليلي يا لوجي.... انتي ليه مابتقعديش تلعبي مع أخوكي عمر زي ما متعودة دايماً، هو انتِ بتلعبي مع حد تاني غيره !!


لما قولتلها كدا اتكسفت وقالتلي ببراءة الأطفال ....


لأ... مش بلعب مع صبيان، بابا قالي ماتكلميش صبيان غُرب  .


لما بنتي قالت كلامها ده، بصيتلها وأنا مستغربة ...


- بس أنا مقولتش يا حبيبتي انك بتلعبي مع صبيان وبعدين حتى لو انتي بتلعبي مع صبيان وجيتي حكيتيلي، فأنا أوعدك إن أنا مش هقول لبابا، بس انتي قوليلي بس انتي بتلعبي مع مين وأنا مش هقول لحد .


ضحكتلي لوجي وقالتلي بتلقائية ...


- يعني لو حكتلك،توعديني إنه هيفضل سر بيننا .


خدتها في حضني عشان اطمنها وقولتلها ...


- أوعدك يا حبيبتي، وعد إنه هيفضل سر بيننا... بس قوليلي بقى، انتِ بتلعبي مع مين؟
بدأت بنتي تحكي وأنا مركزة معاها ...


- بصراحة كدا يا ماما... أنا بلعب مع ولد غريب، ولد صغير شوفته واحنا راكبين القطر لما كنا راجعين من الرحلة، كان قاعد على الأرض وكان عمال يعيط وماحدي كان بيسأل فيه، ولما القطر وصل المحطة اللي نزلنا فيها... لقيته قام وفضل ماشي ورانا لحد ما وصلنا هنا، وبعد ما وصلنا عند باب الشقة، الولد ده اختفى، بس يومها بالليل ولما أنا كنت نايمة في أوضتي.. صحيت من نومي على صوت ولد صغير بيعيط.... لما قومت وفتحت النور جنب سريري، شوفت نفس الولد وهو قاعد في ركن من أركان أوضتي وكان عمال يعيط، قومت طبطبت عليه وسألته هو لابس هدوم متقطعة ليه، وليه شكله غير شكلنا.. لإن عيونه لونها أحمر وهو نفسه لون جسمه كله اسود... بس لما قربت منه وطبطبت عليه... سكت ومابقاش يعيط وقالي إنه مايعرفش ايه اللي عمل فيه كدا، وقالي كمان إنه جه لحد الأوضة عندي عشان يلعب معايا، ولما سألته ليه ماروحش لمامته لإننا بليل والوقت متأخر... قالي إن أخر مرة شاف فيها مامته لما كان راكب القطر معاها، وفجأة سمع صوت فرقعة جامدة أوي، بعدها مامته اختفت وهو فضل قاعد لوحده في القطر وماحدش بقى بيقرب منه... هو يا ماما بيلعب معايا كل يوم، بيجي يلعب معايا وبعد كدا بيمشي لما حد منكم بيدخل الأوضة، ولما ببقى قاعدة لوحدي بلاقيه رجع تاني... بس شكله بيبقى متبهدل أوي، وساعات بيجي وهو بيعيط .


لما بنتي قالتلي كدا فضلت مبرقة لها، وأنا مش مستوعبة اللي هي بتقوله، انت عارف يا أستاذ محمد (كاتب القصة)... يعني ايه بنتك اللي عندها أربع سنين تيجي تقولك كلام زي ده !


أنا كنت قاعدة قصادها وأنا مرعوبة، لكني حاولت اتماسك وتمالكت أعصابي وفضلت محافظة على الإبتسامة اللي على وشي عشان ماخوفهاش وقولتلها ...


- طب يا حبيبتي هو بيجيلك منين.. ولما بيمشي بيروح فين، طب هو حاول يأذيكي قبل كدا طيب ؟!


جاوبتني البنت بنفس البراءة اللي كانت بتكلمني بيها ...


- هو لما بيجي بيظهر فجأة في ركن من أركان الأوضة، وبرضوا لما بيختفي بيختفي فجأة، ومابيقولش هو راح فين... بس هو عمره ما أذاني ولا عمل فيا حاجة وحشة، هو بيحب يقعد معايا وساعات كتير بيقولي إنه في يوم هيبقى ياخدني معاه عشان نروح ندور على مامته .


أول ما بنتي قالت كدا، أنا وشي جاب ألوان، وماحستش بنفسي إلا وأنا باخدها في حضني وبحاول أطمنها، ومن فضل ربنا ونعمته عليا.... إنه ألهمني وقتها إن أنا ألبس البنت وألبس أنا كمان، وروحنا أنا وهي عند بيت أهلي، وهناك قابلت والدي الراجل المتدين اللي أكيد هيساعدني وهيقولي أعمل إيه، وبالفعل دا اللي حصل؛ بعد ما حكيت لوالدي لقيته خدني ونزلنا أنا وهو لواحد جارنا بيتقال عنه إنه شيخ وبيعالج بالقرآن ولوجه الله، المهم إن إحنا لما روحناله وحكيتله على اللي بيحصل مع بنتي، لقيته بصلها وابتسم وبعد كدا حط ايده على قورتها وبدأ يقرأ آيات من القرآن وطبعا الرقية الشرعية، قرأهم تلت مرات تقريباً والحمد لله البنت لا اتشنجت ولا حصلها أي حاجة من الحاجات اللي بنسمع عنها في القصص، انا بنتي كانت هادية تماماً وكانت عماله تضحك.... لحد ما الشيخ خلص وبعد كدا قام جاب إزازة ميا كبيرة من عنده وفضل يقرأ عليها قرآن، وبعد ما خلص قراية خلى بنتي شربت منها وبعدين ادهالي وهو بيقول ...


- الإزازة دي يا بنتي خلي بنتك تشرب منها لمدة تلت أيام وفي نفس الوقت، حاولي ترشي منها شوية صغيرين عند كل ركن من أركان أوضتها، وبإذن الله اللي هي بتشوفه ده مش هيظهرلها تاني.. وحاولوا تشغلوا قرآن كتير في اوضتها وفي البيت كله، وصلي يا بنتي.. صلي واحمدي ربنا انها جت على قد كدا .


لما الشيخ قالي كدا، رديت عليه وقولتله ...


- طب ايه تفسير اللي هي شافته دا يا شيخ يعني ازاي طفل صغير وجه معانا من عند محطة القطر للبيت... أنا مش فاهمة حاجة !


- لما قولت للشيخ كدا ابتدا يفهمني بكل هدوء لما قال ربنا يا بنتي لما خلق الدنيا دي ماخلقش فيها الإنسان لوحده، ربنا عز وجل... كان خالق فيها الجن ودا شيء معروف ومذكور في كتابه الكريم، والجن دول بقى يا بنتي بينقسموا لأنواع، في منهم شيطان الإنسان أو زي مابنقول كدا القرين، وفي منهم المسلم والمسيحي واليهودي، دا حتى كمان في منهم جن كافر وشياطين ولا عياذ بالله، والجن بكل أنواعه محجوب عن عين البشر، لكن... في ناس مننا بتقدر تشوفه من بني الأنس.. هم الأطفال والناس اللي عندهم شفافية، ولأن بنتك لسه طفلة، في شافته بكل سهولة وقدرت كمان إنها تتواصل معاه .


-  لما الشيخ قالي كلامه دا، رديت عليه وقولتله بعدم فهم يعني ايه اللي شافته بنتي دا كان ايه يا عم الشيخ، يعني دا عبارة عن ايه ؟!


وقتها رد عليا الشيخ ...


- القطارات يا بنتي بيحصل فيها كوارث وحوادث، والحوادث دي بيموت فيها ناس أبرياء ومالهمش ذنب في أي حاجة غير إنهم ناس غلابة، بس المشكلة بقى إن القطارات دي بعد الحوادث بتترمم وبتتصلح وبيعاد تشغيلها بعد كدا عشان الناس تقدر تستخدمها وتركبها مرة تانية، ف من الطبيعي وبعد كل اللي أنا حكيتهولك دا، إن القطارات دي تكون مسكونة بقرين حد من اللي ماتوا، ودا ببساطة لأن قرين الميت مابيروحش يقعد جنب قبرة زي مالناس بيقولوا لأ .


القرين بيفضل في نفس المكان اللي مات فيه صاحبه، ودا غالباً بيحصل في حالات الحوادث أو القتل، لإن القرين مابيبقاش مصدق المفاجأة أو الطريقة اللي مات بيها صاحبه اللي كان ملازمه من يوم ما اتولد لحد ما مات، أو مثلاً وارد جداً إن القطارات دي وقت ما بتكون موجود في الصيانة... بعد الحوادث يعني، وارد انها تكون اتسكنت من شيطان أو جن كافر... والشيطان أو الجن دا، اتشكل لبنتك في شكل طفل صغير وبدأ يتواصل معها لسبب ما... لا يعلمه إلا الله، وبرضوا ربنا لوحده أعلم، إذا كان اللي شافته بنتك دا، هو قرين ولد مات في حادثة قطر، أو شيطان ساكن للقطر... بس اللي أقدر أكدهولك في كل الأحوال، إن بنتك بإذن الله مش هتشوفه تاني لو التزمتي في الصلاة وفي تشغيل وقراءة القرآن في البيت، لأن من الواضح إن الجن اللي بيظهر بنتك دا، جن ضعيف وأكبر دليل على كده إنه ماقدرش يإذيها ولا يإذي حد منكم لحد دلوقتي... روحي يا بنتي بيتك وإعملي اللي قولتلك عليه، وبإذن الله بنتك مش هتشوفه تانيـ ولو شافته... ف أنا موجود ومش هتخلى عنها ولا هسيبها كدا، دا انتوا عشرة عُمر، وأبوكي يبقى لي أكتر من أخ .


بعد مالشيخ قال لي كلامه دا، خدت بنتي وروحت عالبيت، وبليل لما جوزي رجع من الشغل، حكيتله على كل اللي حصل وقالي إن أنا اتصرفت صح جداً وإنه من سرة الشيخ دا، حس إنه راجل محترم وقالي إٍسمعي كلامه، وأنا بالفعل سمعت كلامه ونفذت كل اللي قاله بالحرف، لحد ما بعد تلت أيام بنتي جت قالتلي إن الولد اللي كان بيظهرلها دا مابقاش يجيلها تاني خالص، لا بالنهار ولا بليل، وبعد كدا مع مرور الأيام.. بنتي نسيته خالص، والنهاردة وبعد مرور سنتين، أقدر أقولك إن الحمد لله بنتي نسيت الموضوع خالص ومابقتش تفتكره.. بس حضرتك يا أستاذ محمد (كاتب القصة).... تفتكر اللي بنتي شافته ده كان ايه، هل كان قرين لطفل مات في حادثة قطر هو ووالدته زي ما بنتي قالت، ولا دا يبقى شيطان سكن القطر واتشكل لبنتي في شكل طفل !


هستنى منك الإجابة وكمان هستناها من كل اللي هيسمعوا أو هيقروا حكايتي ...


(دي كانت قصة بعتتهالنا إحدى المتابعات، ايه تفسير حضراتكوا للي هي شافته... وهل انتوا أصلاً مصدقينها ولا لأ ؟!)


تمت


الروابط



صفحة كاتب القصة : محمد شعبان


Facebook

كوكتيل قصص | العالم الموازي
كوكتيل قصص | العالم الموازي
تعليقات