فتاة سيدي شاهين
بقم : محمد شعبان
حكايتي حصلت وقت ما كان عندي 8 سنين، وأنا حالياً عندي 25 سنة وقتها كنت لسه بنت صغيرة، وكنت متعودة إن أنا أروح عند مرات عمي لأنها يعني مكنتش بتخلف وكانت بتعتبرني بنتها، المهم إن مرات عمي دي اصلاً كانت من منطقة اسمها الحطابة في حي الخليفة في القاهرة، ولأنها كانت متعودة دايماً إنها ما بين كل فترة والتانية، تروح عند قرايبها اللي في الحطابة دول، ففي مرة خدتني معاهم عندهم... كانوا عايشين في بيت قديم من البيوت اللي شبابيكها كبيرة دي، لكن اللي لفت نظري وقتها، مش البيت ولا الناس اللي فيه لأ، أنا اللي لفت نظري لما كنت قاعدة عند شباك من الشبابيك، هي المدرسة القديمة اللي كان قصاد الشباك... كانت مدرسة مهدومة ومهجورة، وقصادها كان في دكك وكراسي متكسرة، بصراحة كان شكل المدرسة مخوفني أوي، لكني بدأت أطمن شوية لما شوفت بنت صغيرة تقريباً كده من سني، كانت واقفة بتلعب عند الدكك المتكسرة قصاد المدرسة، وكنت باصة لها وأنا فرحانة أوي لأنها كانت عمالة تتنطط على الدكك وهي بتضحك، لحد ما هي خدت بالها مي وشاوريتلي إن أنا أنزل ألعب معاها، ساعتها كانت الساعة تقريباً 7 بليل، ولأن المنطقة دي منطقة شعبية والعادي فيها إن العيال يلعبوا في الشارع، ف أنا لما روحت وطلبت من قريبة مرات عمي أو صاحبة البيت يعني إن أنا أنزل الشارع عشان ألعب مع البنت اللي تحت، وافقت على طول ونزلتني، بس قبل مانزل.. حذرتني وقالتلي إن انا أخلي بالي من العربيات، وكمان قالتلي أوعي تدخلي المدرسة المهدودة !
هزيتلها راسي وقولتلها حاضر وبعد كدا نزلت لعبت مع البنت، كانت بنت لطيفة وفضلت تلعب معايا لحد ما لقيتها بتشاور لي ناحية المدرسة وبتقولي ... يلا ندخل !!
لما قالتلي كدا أنا رفضت وقولتلها إن قريبة مرات عمي حذرتني من أن أنا أدخلها، وقتها هي زعلت مني وقعدت على دكة من الدكك اللي قصاد المدرسة وكانت بتعيط، بس أنا عشان مازعلهاش، قربت منها وسألتها هي ساكنة فين !
لما سألتها سؤالي ده، جاوبتني وهي بتشاور ناحية البيت اللي قصاد المدرسة وقالتلي ...
(أنا ساكنة في البيت ده)
لما شاورت ناحية البيت، فرحت جداً لما عرفت إنها ساكنة في نفس البيت اللي ساكنين فيه قرايب مرات عمي، وعشان كدا قولتلها تعالي ندخل البيت ونلعب على السلم لأن الوقت اتأخر، ومعظم البيوت كانت ضلمت يعني، لما قولتلها طدا ضحكتلي ودخلت معايا البيت وفضلنا نلعب في الحوش بتاعة وعلى السلم لحد ما لاقيت مرات عمي بتنادي عليا لأنها في الوقت دا كانت خلاص ماشية والمفروض يعني كنت همشي معاها، المهم إن لما مرات عمي ندعت عليا حسيت إن البنت دي زعلت بسبب إن أنا همشي، لكني طمنتها وقولتلها إن أنا هبقى أجيلها تاني عشان نلعب مع بعض، لما قولت لها كدا.,.. بصت لي وابتسمت وخدت بعضها ودخلت جوة شقة اللي في الدور الأرضي للبيت، وأنا بقى خدت بعضي وطلعت لمرات عمي اللي خدتني وروحنا ...
بس بعد ما روحت البيت بتلات أيام، بدأت أحلم بالبنت اللي كانت معايا يومها، كانت أحلامي كلها عبارة عن إن أنا وهي بنلعب سوا عند باب المدرسة، ولما كانت في أخر الحلم بتقولي أدخلي معايا المدرسة، كنت بقولها لأ وبسيبها وبجري ناجية البيت لحد ما بدخله وبعد كدا بصحى !
المهم إن أنا فضلت مستنية لحد ما مرات عمي جت عندنا البيت وقالتلي إنها هتاخدني عشان أقعد معاهم كام يوم، بس أنا ساعتها لما هي قالتلي كدا، قولتلها إن البنت الصغيرة اللي ساكنة في بيت قرايبهم، وحشتني جداً وعاوزة أشوفها عشان ألعب معاها، بس أنا لما قولت قصاد مرات عمي كدا، خدت بالي إن ملامحها اتغيرت وقالتلي ...
(بنت مين اللي في بيت قرايبنا اللي في القلعة، البيت مفيهوش غير بنات الست وكلهم بنات كبار!)
لما قالتلي كدا، رديت عليها وقولتلها إن البنت دي تبقى ساكنة في الدور الأرضي، وقولتلها كمان إن أنا وهي فضلنا نلعب سوا طول اليوم، وفي الأخر دخلت شقتها اللي في الدور الأرضي ...
بس من بعد ما قولت الكلام ده لمرات عمي، وهي من وقتها ماخدتنيش بيت قرايبهم دول تاني خالص، ولما كنت بسألها هي ليه مابقتش تاخدني معاها، ماكنتش بترد عليا وكانت بتتوه في الكلام، وفضل الموضوع دا محيرني بالرغم من إن أنا يعني مابقتش أشوف البنت دي تاني في أحلامي، إلا إن سكوت مرات عمي وعدم جوابها على سؤالي بإنها ليه مابتخدنيش عند قرايبها، كان مخليني محتارة ومش فاهمة أي حاجة لحد مابقيت في الإعدادية، وقتها بقى كنت كبرت، بس برضوا فضل موضوع البنت ده جوا دماغي لحد ما في يوم قعدت مع مرات عمي وسألتها، وفضلت يومها ألح عليها في الأسئلة لحد ما قالتلي اللي خلاني ماروحش المنطقة دي تاني ولا حتى أفكر أعدي من جنبها .
مرات عمي يا أستاذ محمد (كاتب القصة)، قالتلي إن المدرسة دي كانت مبنية من زمان أوي، وفي يوم من الأيام، المباني بتاعتها ابتدت حيطانها تتهد، وعشان كدا نقلوا الطلاب اللي كانوا بيدرسوا فيها وودهم لمدرسة تانية قبل ما حد منهم تحصل له حاجة أو حيطة تقع عليه، لكن بواب أو فراش المدرسة اللي كان ساكن في الدور الأرضي للبيت اللي كانت فيه قرايبها، البواب ده فضل حارس لمباني المدرسة، لحد ما في يوم.. ووقت ما كانت بنته الصغيرة بتلعب عند الدكك اللي قصاد المدرسة، في اليوم ده البنت اتزحلقت ووقعت على دكة من الدكك، ومن سوء الحظ، إن الدكة دي كان فيها مسمار كبير دخل جوه راس البيت واتسبب في إنها ماتت في ساعتها، وطبعا البواب بعد اللي حصل ده وبعد ما بنته ماتت، ساب المنطقة كلها وعزل وفضلت شقته مقفولة لحد النهاردة، والبيت برضه لحد النهاردة مافيهوش بنات صغيرة لأن كل اللي عايشين فيه هم بنات الست قريبة مرات عمي... واللي بالمناسبة يعني كلهم بنات كبار !!
المهم إن بعد ما مرات عمي قالتلي كدا، أنا عرفت هي ليه ماكنتش بترضى تاخدني معاها، مرات عمي يا أستاذ محمد (كاتب القصة)، راحت حكت لقريبتها اللي قالتلها إن اللي أنا شوفتها دي تبقى عفريتة البت بنت فراش المدرسة، واللي كل سكان المنطقة بيقولوا إنها بتطلع لهم بليل، لكنها مابتأذيش حد، هم بس بيشوفوها بتلعب عند الدكك بليل... وبعد شوية بتختفي وكأنها مكنتش موجودة، ده غير طبعاً صوت ضحكها وصوتها وهي بتلعب، اللي حوالين المدرسة... ولحد هنا بتكون خلصت الحكاية، الحكاية اللي كانت السبب في إن أنا لحد النهاردة، بترعب لما حد بيجيب قصادي سيرة المنطقة دي، أو حتى سيرة المدرسة المهجورة اللي فيها، واللي بالمناسبة يعني، اسمها مدرسة سيدي شاهين الإبتدائية المشتركة ..
(القصة دي بعتتها إحدى المتابعات، المفارقة بقى إن المدرسة اللي هي حكت عنها دي كانت مدرستي أ،ا في ابتدائي وللأسف أنا من الدفعة اللي المدرسة اتهدت وقت ما كانت موجودة، وفاكر أنا كويس إن وزارة التربية والتعليم وقتها نقلتنا لمدرسة تانية بعد انهيار مدرسة سيدي شاهين واللي أقدر أقوله المرة دي إني مصدق القصة اللي بعتتها المتابعة دي، وكمان مصدق القصة التانية اللي بعتتها ...)
يتبع
الروابط
قصة فتى القطار (الجزء التاني لحكاية فتاة سيدي شاهين)
أخر قصة : عائلة ممدوح
صفحة الكاتب : محمد شعبان