قصة جحيم مامون - قصص غموض

 

قصة جحيم مامون - قصص غموض


جحيم مامون | قصص غموض



بقلم الكاتب : محمد شعبان 


(مصر العاصمة الإدارية، عام 2030 ... بداخل مبنى الأبحاث الفيزياتكنولوجية)

وقفت ورا الازاز باصص على الأوضة، وفصادي على شيزلونج صغير كان نايم "رمزي" والسولك متوصله براسه، وحواليه كانوا واقفين الدكاترة والمهندسين ومعاهم 3 من العُمال، أما جنبي بقى ف كان واقف مدير المبنى شخصياً اللي صمم إنه يشرف على التجربة السرية الأولى للمشروع بنفسه، لانه معجب بأفكري وبشخصيتي ....

أنا الدكتور مهندس/ فارس الحسيني .

مصري الجنسية ...

اتخرجت من كلية الهندسة اللي تم انشائها من سنين في العاصمة الادارية، النهاردة اهم يوم في حياتي، النهاردة 1 يناير من سنة 2030 ..... النهاردة بس بدأت في التجربة العملية لجهازي، الجهاز اللي عن طريقه هقدر اقرى افكار واحلام الكائنات الحية، ولإن الموضوع كان مستحيل يتجرب على بشر، ولأن منظمات حقوق الحيوان بقت مفتحة عينيها اوي علينا، ف عشان كدا قررت ان انا اجيب الكائن الحي اللي هجرب عليه التجربة بنفسي، أصل دلوقتي مابقاش زي زمان.... مابقاش ينفع تعمل تجارب على اي حيوان الا بموافقة بعض المنظمات الدولية، ودا طبعاً بقى هيدخلني في سين وجيم.... في اخرهم المشروع بتاعي هيتعرف، ولحد هنا بقى اسمحلي اقولك ان كدا ممكن التجربة ماتتمش من الأساس، اه .... ما هو بند السرية هو الشرط الوحيد اللي حطه مدير المبنى عشان يوافق على تجربة مشورعي عملياً، وعشان كل اللي حكيته دا في انا اضطريت ان انا اجيب القط بتاعي اللي هو "رمزي" واجرب عليه الجهاز لأول مرة .....

وقبل بس ما اكملك الموقف اللي انا واقف فيه دلوقتي، خليني اوقفك بالزمن لثواني كدا عشان احكيلك على طبيعة الجهاز... ببساطة يا سيدي الجهاز دا معجزة، ايوا معجزة بكل المقاييس لأني ممكن اعرف عن طريقه ازاي الحيوانات بتفكر وكمان بتحلم بايه، ودا عن طريق توصيل كابلات او شُعيرات بمناطق مختلفة من المُخ، او بالتحديد يعني الشُعيرات دي بتتوصل للعقل الخلفي او زي ما بيتقال بالمعنى الدارج يعني "العقل الباطن" 

والكابلات دي متوصلة بأجهزة حساسة بتحول بدورها التفاعلات والذبذبات اللي بتحصل جوا المخ وقت النوم، لصور متحركة او فيديوهات المفروض بتشتغل على الشاشة اللي كانت فوق الشيزلونج اللي نايم عليه رمزي، دي فكرة الجهاز ببساطة، واللي لحسن حظي يعني اول ما عرضته على مدير المركز، وافق ان احنا نجربه بس اشترط عليا السرية التامة لأن الجهاز دا لو نجح، ممكن مصر عن طريقه تحقق ريادة كبيرة اوي... او يمكن حتى الجهاز يحقق جايزة نوبل في العلوم ...

نرجع تاني لشكل الأوضة وللحظة اللي انا واقف فيها ورا الإزاز، السكوت بدأ يسيطر على المكان، رمزي خد حقنة منومة والأسلاك بقت متوصلة في راسه بشكل مظبوط، الدكاترة والمهندسين اللي شغالين معايا على التجربة، كلهم كانوا في جالة ترقب، الكل بيبص على الشاشة اللي المفروض هتعرض الصور او الرؤى المتخزنة في العقل الباطن لرمزي، قطع السكوت صوت مدير المركز لما اتكلم في المايك اللي قصاده وقال ...

"في تمام الساعة التاسعة والنصف من صباح اليوم الأول لعام 2030.. تُجرى التجربة صفر لجهاز قاريء المُخ على القط رمزي... نبدأ التجربة على بركة الله... شغلوا الجهاز"

بدأوا المهندسين يشغلوا الجهاز، الشاشة اللي فوق رمزي اشتغلت لكنها ماكنتش جايبة غير سواد، دام السواد وسط ترقب كل الواقفين لحد ما بدأ رمزي يتحرك بهدوء... رمزي بدأ يحلم، وأنا دلوقتي هقدر أشوف أحلامه، معقول هقدر أشوف احلام القط بتاعي، معقول هقدر اعرف هو بيفكر في ايه ؟!

قطع الترقب والصمت، صوت رمزي وهو بيآن بشكل خفيف، بعد كدا ابتدت الشاشة تنور !!!!!!!!!!!

كل اللي واقفين بما فيهم انا والمدير، كلنا كنا مبرقين للفيديو اللي بيتعرض على الشاشة  !!!!

احنا ما بنشوفش احلام رمزي ولا بنقرا افكاره، احنا كنا بنشوف فيلم فانتازيا من أفلام هوليوود ايوة، احنا شوفنا على الشاشة عالم غريب... عالم عبارة عن نار لونها غريب طالعة من كل مكان، حُمم بركانية على الأرض، مخلوقات قصيرة وجسمها مليان شعر، كلهم كانوا بيقربوا من الشاشة وسط تحرك صاحب العين الي احنا بنشوف من خلالها العالم دا على الشاشة، اصواتهم كانت غريبة، اه ... ما انا نسيت اقولكمان الجهاز بيخلينا كمان نحول الذبذبات لصورة صوت، كانوا بيتكلموا بلغة غريبة، لغة انا مادرستهاش وماعرفهاش، اشكالهم كانت مريبة... منهم اللي بعين واحدة فيهم عنده فوق ال 100 سنة .... انا وكل اللي حاضرين مش حاسين بأي حاجة من اللي حواليناـ كلنا كنا مركزين مع الشاشة ومع اللي بيتعرض عليها، المخلوقات دي بتكتر وكلهم بيتلموا حوالين الكائن او الشخص اللي بيورينا العالم دا، أصواتهم متداخلة وكلامهم مريب... بس فاجأة، كلهم وقفوا وبصوا لحد قصادهم وهم رافعين راسهم، بص صاحب الرؤية لنفس المكان اللي هم بصوا عليه عشان اشوفه... كائن طويل جسمه كله مافيهوش شعراية واحدة، لون جلده أحمر، راسه مدورة زي الكورة، له قرنين في راسه، أسنانه مدببة، قرب من الشاشة وبص فيها وهو بيقول  بلغة عربية فصحى .....

"أتظنون إنكم بذلك ستخترقون عالمنا!... إنها بداية النهاية بالنسبة لكم... في كيف تصورتم بأنكم ستقتحمون عالمي عن طريق خادم من خدامي، خادم مُتشكل في هيئة قط ككل القطط التي تعيش حولكم.... مرحباً بكم داخل عالمي.... عالم مامون أحد أمراء الجحيم" 

اول ما قال كلمة الجحيم ابتدت الأنوار تترعش في الأوضة، الشاشة انطفت، الدكاترة والمهندسين اللي جوا بدأوا يمسكوا راسهم، حتى المدير اللي كان واقف جمبي، وقع على الأرض هو كمان وهو ماسك راسه.... معقول تكون القطط مستضيفة للشياطين زي ما كنا بنسمع زمانـ القطط مسكونة زي ما كنت بسمع من حكايات جدي اللي كنت بفضل اتريق عليها كل ما اسمعها !!!!!!!

الموجودين كلهم بينهاروا واحد ورا التاني، القط رمزي اختفى !

الدكاترة والمهندسين بيصرخوا من الألم ومعاهم مدير المبنى، أنا ليه مابيحصليش زيهم ؟!

ماخدتش وقت طويل عشان اعرف إجابة السؤال دا، لأني عرفت الإجابة لما النور اتقطع فجأة وكل الأصوات سكتتـ طلعت تليفوني المحمول ونورت شاشته، بس أول ما عملت كدا لاقيته واقف قصادي، كان نفس الكائن اللي شوفته على الشاشة وبنفس هيئته، كائن أطول مني بحوالي متر كامل، ماقدرتش اتكلم ولا حتى اتحرك  من مكاني، بس هو اللي اتكلم وقال ....

"لقد فتحت البوابة التى تحجب عالمي من عالمكم، والآن ... ها أنا قد دخلت من خلالها اليكم.. ذلك القط الذي كنت تملكه منذ سنوات، لم يكن مجرد قط... إنه المستضيف لأحد خدامي الشياطين، فخدامنا يعيشون حولكم ولكنكم لا تستطيعون رؤيتهم، أما أنت... فقد كسرت وحطمت العهود... وباقتحامك لعالمنا حق عليك وعلى قومك العقاب... من الآن انت المستضيف لي هنيئاً لك... في اليوم أصبحت صاحب الإختراع الناجح، وأصبحت أيضاً مستضيفاً للشيطان الأعظم مامون... جسدك سيصبح ملكي حتى نحرق العالم سوياً، ويصبح جحيمي هو عالمكم"

قال كلامه دا وبعد كدا اتبخر، بقى دخان لونه اسود، والدخان دا انتشر حواليا بشكل كبير، حاولت اكتم نفسي عشان ماشمهوش لكني ماقدرتش، الدخان بيدخل من فتحات وشي كلها، أنا بتخنق، انا بفقد الوعي .................

(في اليوم التالي... خبر في الجريدة الإلكترونية الرسمية)

"اختفاء مدير مركز الأبحاث الفيزياتكنولوجية في ظروف غامضة ومعه العديد من المهندسين والأطباء وثلاثة عُمال، والجدير بالذكر... إنهم لم يخرجوا من مبنى المركز! ... فيا ترى... ماذا حدث لهم واين اختفوا ؟"

 (أسفل ذلك الخبر.. كُتب خبر أخر بخط أًصغر)

"إندلاع حريق في منشأة حيوية بالعاصمة الإدارية، وعلى الجانب الخارجي، فقد اشتعلت حرائق غير مبررة في عدة أماكن أثرية وسكنية بالقاهرة القديمة ...!"

تمت

Facebook


الروابط

صفحة الكاتب : محمد شعبان 


كوكتيل قصص | العالم الموازي
كوكتيل قصص | العالم الموازي
تعليقات