قصة شبح ابو تريكة - قصص رعب


 قصة شبخ ابو تريكة

شبح ابوتريكة

بقلم : محمد شعبان


فجأة لقيته غرس حته الإزاز دي في رقبة الشاب عشان الدم يغرفة ويغرق المكان حواليه، طبعاً لما دا حصل... أنا بقيت واقف مبرق وأنا مش مصدق اللي أنا شايفه!، يا نهار اسود ومنيل... الراجل دبح ابنه قودامي 

(يا نهارك اسود... انت ايه اللي هببته دا... انت دبحت ابنك، انت مجنون...)

أنا محمود

شاب مصري عندي 17 سنة

عايش في شقة ايجار جديد مع ابويا وامي واخويا الصغير، الشقة دي خدهالنا ابويا من قريب في منطقة من المناطق الشعبية في القاهرة، بس أنا بقى مكنتش مرتاح لا للشقة ولا للمنطقة من أساسه، ولو هتسألني ليه يا واد يا محمود ماكنتش مرتاح؛ فأنا ببساطة كدا هقولك إن المنطقة نفسها منطقة شعبية أوي ومليانة ناس بتوع مخدرات؛ أما بالنسبة للشقة بقى، فأنا كمن معترض عليها لانها في الدور السادس، والعمارة مفيهاش اسانسير، لكن أبويا قالنا اننا مع الوقت هنتأقلم... وقال كمان ان دا المتاح قودامي دلوقني لان بصراحة كدا، ظروفنا المادية مش تمام الفترة دي....

المهم اننا قعدنا في الشقة اللي كان جنبها شقة تانية مقفولة صاحب العمارة عارضها للإيجار، وبعد ما فات اسبوع على وجودنا فيها، وفي ليلة كنت سهران كعادتي بقلب في الفيس بوك وبسمع أغاني، فاجأة لفت نظري وأنا حاطط السماعات في وداني صوت جرس جاي من برا، شيلت السماعات واكتشفت وقتها فعلاً ان جرس الباب بيرن بسرعة وبشكل جنوني، قومت من على سريري جري وعقبال ما وصلت عند الباب كان صوت الجرس سكت، لكن في نفس الوقت... انا كنت روحت فتخت الباب بسرعة، وساعتها اكتشفت حاجة غريبة أوي؛ أنا لاقيت باب الشقة اللي جنبنا مفتوح وفي صوت زعيق خارج من جوا !

لما سمعت الأصوات دي وشوفت الشقة فيها نور، توقعت انها ممكن تكون اتأجرت وإن السكان اللي فيها بيتخانقوا مع بعض، وعشان كدا اتمشيت من عند باب الشقة بتاعتنا وروحت وقفت قصاد باب الشقة اللي جنبنا واللي كان بالمناسبة يعني مفتوح على آخره، ولأن الباب كان مفتوح كويس والشقة واضحة قودامي، فأنا شوفت في الصالة بتاعتها راجل شكله بيقول كدا إنه تقريباً في الأربعينات، كان واقف ورا شاب ومكتفه من ايديه، لكن الشاب دا ماكنش ساكت، دا كان بيبصلي وهو بيعيط وفاجأة لاقيته قالي بصوت عالي ...

(الحقني... ابويا هيموتني... ورح بلغ الحكومة)

لما الشاب دا قال كدا، الراجل اللي كان واقف وراه ومكتفه، بصلي وبعد كدا بصله وقاله وهو بيرفع ايده اليمين ....

(انت هتجبلي العار يا ابن الك.... انت لازم تموووت... لازم تموت)

المصيبة السودة بقى إن الراجل دا لما طلع ايده اليمين من ورا ضهر الشاب وهو بيقول كدا، اكتشفت ان ايده فيها حته ازاز حجمها كبير شوية، وفاجأة كدا لاقيته غرس حته الازاز في رقبة الشاب عشان الدم يغرفه ويغرق المكان من حواليه، طبعاً لما دا حصل... أنا بقيت واقف مبرق وأنا مش مصدق اللي أنا شايفه، يا نهار اسود ومنيل... الراجل دبح ابنه قودامي !

(يا نهارك اسود.. انت ايه اللي انت هببته دا.... انت دبحت ابنك، انت مجنون...)

كنت بقول للراجل كلامي دا وأنا بقرب من الباب عشان ادخل الشقة، لكني أول ما وصلت عند الباب ولسه هخطي أول خطوة لجوا، فجأة لاقيت الباب اترزع في وشي بقوة، وكان في حد واقف وراه وهو اللي قفله في وشي بالقوة وبالسرعة دي!

بس الغريب بقى إن أول مالباب دا اتقفل، أنا سمعت من ورايا صوت بينده باسمي، هو مكنش صوت بالمعنى الحرفي، هو كان همس بسيط لشخص من الواضح كدا إنه بينازع الموت، والمصيبة السودا بقى إن الصوت ماكنش جاي من جوه الشقة، الصوت كان جاي من ورا ضهري، وانا كنت واقف ومدي وشي للباب، وبسبب الصوت أو الهمس دا... التفتت بالراحة عشان أشوف مين اللي بينده عليا، وأول ما لفيت رقبتي ولسه بالراحة عشان اشوف مين اللي بينده علياـ وأول مالفيت رقبتي ولسه هقول مين، فجأة لاقيت الشاب اللي كان لسه مدبوح في الشقة، واقف قصادي وحته الازاز في رقبته وجسمه بهدومه كلهم متغرقين دم ...!

حاولت أجري أو أصرخ أو ادخل شقتي تاني، أو حتى أعمل أي حاجة... لكني للأسف مالحقتش لإن الشاب دا بدأ يخنقني من رقبتي بكل قوة، بس أنا ماستسلمتش وفضلت أقاوم واضرب ايده عشان يسيبيني، بس كل دا كان من غير أي فايدة، لإن ايده كانت متخشبه وهي ماسكة في رقبتي، واستمر الوضع على كدا لمدة دقيقتين عدوا عليا سنة، بعدهم بدأت أحس بإن راسي بتتتقل وبإن أنا خلاص بفقد الوعي... أو بالمعنى الأصح، حسيت إن أنا خلاص بموت ....

(اصحى يا محمود... يا واد يا محمود اصحى الساعة بقت واحدة الضهر)

صحيت على صوت امي اللي لاقيتها واقفة قصاد سريري وبتقولي الكلام دا !

قومت من النوم وأنا مخضوض ومش فاهم حاجة، أنا آخر حاجة فاكرها ان أنا كنت واقف قصاد باب الشقة اللي جنب شقتنا وشوفت جواها راجل بيقتل شاب، وبعد كدا الباب اتقفل والشاب دا ظهر من ورايا وكان بيخنقني !

وعشان كدا... وأول ما صحيت من النوم، بصيت حواليا باستغراب وأنا مخضوض...، وبعد كدا بصيت لأمي وقولتلها...

(هو في ايه، أنا ايه اللي جابني على سريري، وبعدين ايه اللي حصل؟)

بصتلي امي باستغراب وقالتلي ...

(ايه اللي حصل في ايه يا واد، أنا دخلت لاقيتك نايم وموبايلك جمبك زي كل يوم، تلاقيم نمت وانت بتلعب زي عوايدك يعني)

قومت من على السرير وبصيت حواليا وأنا لسه على وشي علامات الذهول ...

(بس أنا يا أمي مانمتش، أنا قومت بالليل لما جرس الباب رن، ولاقيت الشقة اللي جنبنا فيها شاب بيستنجد بينا و ...)

قتها قاطعتني امي ...

شقة ايه اللي فيها شاب بيستنجد بينا، الشقة مقفولة يا ابني ولسه مسكنتش، وبعدين الجرس مارنش بليل ولا حاجة، ما هو لو رن... انا وابوك هنصحى لإن أوضتنا اقرب أوضة للباب... انت شوفت كابوس يا واد ؟!)

مابقتش عارف اقول لامي ايه، أنا كل اللي قدرت اعمله ان أنا فضلت باصصلها وأنا مسهم كدا ومابنطقش، لحد ما طبطبت عليا وقالتلي ...

(تلاقيك شوفت كابوس ولا حاجة بسبب انك مش مرتاح للشقة، خش خدلك دش ويلا عشان تلحق تروح المشوار اللي ابوك قالك عليه)

وفعلاً سمعت كلام امي، دخلت الحمام خدت دش، وبعد كدا لبست هدومي ونزلت لواحد صاحب بابا المفروض اني كنت هروحله عشان اجيب منه فلوس، لان بابا وقتها كان في شغله، المهم ان انا لما خرجت من باب شقتنا وبصيت على باب الشقة اللي جنبنا، لفت نظري ان قصاد الباب فيه تراب كتير أوي، وحتى الباب نفسه كان مترب.. وكأن ماحدش فتحه بقاله شهور، ودا معناه ان فعلاً الشقة مقفولة ولسه ماحدش أجرها !

ضربت كف بكف ونزلت على السلالم وانا مستعجب من اللي حصل معايا، بس  انا اول ما نزلت من العمارة، مديت ايدي في جيبي عشان اطلع علبة سجايري، لكني مالقتهاش، وقتها افتكرت ان أنا اصلا مامعيش سجاير  وان سجايري خلصانة من امبارح، وعشان كدا خدت بعضي وروحت عند البقال اللي في نص الشارع... عشان اجيب منه عليه سجاير وكدا، بس انا لما وقفت عنده ووقت ما كنت بطلب منه علبة سجاير، اكتشفت ان الراجل دا محله قديم، وان كل اللي في المنطقة تقريبا عارفينه، واكبر دليل على كدا ان الناس اللي رايحة واللي جاية بتسلم عليه باسمه، بصراحة وقتها حه في دماغي تفكيرين؛ اولهم ان انا اسأله عن اصل وفصل الشقة اللي جنبنا دي... بكدا هبقى على الأقل لاقيت تفسير للي انا شوفته امبارح بالليل سواء كانت حلم أو حقيقة، أنا التفكير التاني بقى؛ هو ان انا اخد علبة السجاير وامشي من سكات، لكن فضولي خلاني اخترت بسرعة، ومن غير حتى ما افكر كتير، فجأة كدا وأنا باخد علبة السجاير من الراجل لاقيت نفسي بقوله ...

(إلا قولي يعم فوزي.. هو انت بقالك كتير في المنطقة هنا؟!)

لما قولتله كدا، اداني علبة السجاير ورد عليا وهو بيبتسم ...

(اه يبني.... أنا عايش هنا من ايام ما كنت شاب، خير في حاجة؟!)

خدت منه علبة السجاير وطلعت منها سيجارة وعزمت عليه بواحدة، خدها مني وولعها، ساعتها أنا بقى اتشجعت وقولتله ...

(أنا محمود، أنا واهلي لسه ساكنين في الشارع هنا من قريب، بقالنا اسبوع بالظبط عايشين في العمارة اللي في آخر الشارع، بالتحديد يعني قاعدين في الشقة اللي في الدور السادس)

اول ما قولت للراجل كدا وشه اتغير وحسيت انه تاخد كدا وهو بيقولي ....

(انهي عمارة... اللي على اليمين وانت داخل، ولا اللي على الشمال؟!)

رديت عليه بتلقائية ...

(لأ... اللي على اليمين وانا داخل... في الدور السادس، بس غريبة يعني، ايه السؤال الغريب دا)

اتنحنح الراجل بطريقة غريبة كدا وكأنه عارف حاجة بيحاول يداريهاـ لكن أنا بقى قولتله بحزم وبفضول برضه لإني كنت عاوز اعرف هو بيحاول يداري ايه ....

(في ايه يعم فوزي، كنت هتقول ايه وسكتت فجأة كدا)

رد عليا الراجل وقالي هو باين عليه الارتباك ...

(هو صاحب العمارة آجر الشقة اللي كان فيها ابو تريكة)

وقتها ضحكت وقولتله ...

(يا سلام على الصدف... هو عم الناس كان ساكن في الشقة اللي احنا كنا عايشين فيها ؟َ!)

بصلي الراجل باستغراب وبعد كدا ابتسم وقالي ...

عم الناس مين يبني... انا ماقصدش ابو تريكة بتاع الأهلي، أنا اقصد الواد اللي اسمه احمد اللي كانوا الناس بينادوله أبو تريكة... أصله كان لاعيب زيه تمام.... بس يا خسارة، مافيش حاجة بتفضل على حالها... الواد مات مقتول... بسبب الزفت)

لما عم فوزي البقال قالي كدا، أنا حسيت اني اتدلق عليا جردل ميا ساقعة، حسيت ان جسمي كله قشعر واعصابي ابتدت تتوتر، وعشان كدا بلعت ريقي وقولتله ...

( زززفت ايه.... وبعدين انا ساكن في الشقة اللي قصاد السلم وانت طالع، هو انت تقصد الشقة اللي جنب شقتنا؟! ... انت قصدك على الشقة المقفولة !)

رد عليا عم فوزي ...

(أنا اقصد الشقة رقم 12 ... دي اللي كان عايش فيها أحمد)

وقتها ارتباكي زاد وقولت لعم فوزي ...

ايوا ... دي الشقة اللي جنب شقتنا، وبعدين استنى استنى ... انت بتقول انه اتقتل بسبب الزفت، زفت ايه ومين اللي قتله؟!)

لما قولت لعم فوزي كدا، دخل المحل وجابلي كرسي وقالي ...

(اقعد يا ابني... اقعد وأنا هحكيلك، جايز لما تعرف الحكاية تتعظ، ولو بعد كد لا قدر الله يعني اتحطيت في نفس موقفه، ما تعملش زيه)

قعدت على كرسي وانا باصص لعم فوزي اللي بدأ يحكي ويقول ...

(من كام سنة يا ابني، جه راجل ومعاه مراته وابنه وبنته وخدوا الشقة اللي جنب شقتكوا دي، كانوا ناس طيبين وفي حالهم، والراجل صاحب الشقة كان راجل متدين ومراته كانت ست محترمة جداً، كانوا مربين ولادهم احسن تربية، لدرجة ان الواد ابنهم مكنش له اي اختلاط مع الشباب الصيع بتوع المخدرات اللي بيقفوا على ناصية الشارع هنا، ومع مرور الوقت... الواد دا كان بيجي يشتري مني حلويات أو حاجة ساقعة وهو رايح التمرين، كان زيك كدا... عشري والابتسامة مابتفارقش وشه، ومع مرور الأيام واختلاطه بيا، عرفت انه بيلعب كورة في ناشئين نادي معروف، وعرفت كمان اسمه احمد، وشهرته بين أصحابه أبو تريكة، لانه بيلعب في نفس المركز بتاعه، وطريقة لعبه بتشبه كتير لطريقه لعب ابو تريكة... المهم يا ابني ان العيلة دي فضلت عايشة في أمان الله لحد ما بعد مرور سنة تقريباً، الست مرات الراجل دي تعبت اوي، واللي عرفته من أحمد ابنهم وقتها، انها جالها المرض الخبيث ربنا يبعده عني وعنك، وفجأة كدا الست اتحجزت في المستشفى لإن الدكاترة اكتشفوا ان حالتها متأخرة، ومافيش يا ابني ايام بسيطة، وبعد كدا عرفت ان الست اتوفت، ومن يوم وفاتها بقى وحالة العيلة دي اتغيرت خالص ...

الراجل ابو احمد، بقى بيمشي في الشارع سرحان ومابيتكلمش مع حد، دا حتى البت الصغير هي كمان، مابقتش تيجي تشتري من عندي حلويات زي ما كانت متعودة هي واخوها، أما اخوها بقى فده اللي حالته بقت وحشة اوي، خصوصا لما اتعود انه مايروحش التمرين بتاعه وبقى بيقف ساعات مع العيال بتوع المخدرات اللي بيقفوا على الناصية، ولان العين مابتكرهش الا الأحسن منها، فالشباب دول كانوا بيغيروا من الواد وما صدقوا انه اتصير من وقت موت امه، وعشان كدا اتصاحبوا عليه ودخلوه معاهم في سكه المخدرات ... ومن يومها والواد حاله اتبدل، مابقاش يروح التمرين، وبقى بيشرب سجاير بشراهة، وحتى جسمه خس كتير وتحت عينه بقى لونه أزرق، أو تقدر تقول من الآخر كدا يبني، الواد بقى شكله مدمن !

وطبعاً كل دا كان بيحصل وابو الواد مش واخد باله لانه كان على طول حزين ومكسور، لكن مع مرور الأيام الراجل بدأ يلتفت لابنه لما حس الواد بيضيع، بس في نفس الوقت... الواد كان خلاص مدمن، وعشان يجيب فلوس يشتري بيها الزفت اللي كان بيشمه داـ اضطر انه يسرق من جيب ابوه فلوس، ومش بس كدا.... دا الواد بدأ يسرق من اصحابه وقرايبه، واستمرت المشاكل بين الراجل وبين ابنه لحد ما في يوم الواد اتخانق مع ابوه خناقة كبيرة اوي لانه ماكنش راضي يديله فلوس، وفي وسط الخناقة اللي كانت ما بينهم دي، الواد اتعصب ومد ايده على ابوه بشكل غريب، لدرجة انه زقه على النبش اللي كان عندهم في الصالة، وطبعا لما دا حصل ازاز النيش اتكسر، والراجل بقى واقف قصاد الواد وهو مذهول... ما هو مش طبيعي يا ابني ان عيل يضرب ابوه بالشكل دا، لكن الواد بعيد عنك يا ابني... الادمان كان عاميه، ماكنش شايف قدامه، وكان كل اللي يهمه هي الفلوس اللي هيجيب بيها الزفت اللي بيتعطاه دا، وبسبب كدا الواد ماعتذرش لابوه واتحداه، وكان هيمد ايده عليه تاني لولا ان الراجل اتدخل وكتفه عشان يسكت، لكن برضوا عمال يشتمه وكان بيحاول يضربه، وفي وسط ما كان دا بيحصل... الناس اتكلن عليهم وكانوا بيتفرجوا على الواد اللي بيضرب ابوه وهو فاتح باب الشقة، طبعاً الراجل وقتها جتله حالة هيستريه، صعبت عليه نفسه يا ابني بسبب اللي ابنه بيعمله في ه قصاد الناس، ولان الواد مكانش راضي يتلم ولا يسكت/ فالراجل ماحسش بنفسه الا وهو بيمسك حته ازاز من الإزاز المتكسر؛ وبيضرب بيها الواد في رقبته لحد ما مات !

وفي ثواني بالظبط كان الواد سايح في دمه والناس كلها واقفة بتتفرج، أما الراجل بقى... فكان عمال يعيط جنب جثة ابنه لحد ما واحد من اللي واقفين طلب البوليس وجه قبض على الراجل وخدوا جثه الواد، وطبعاً بعد كدا الشقة اتقفلت والبنت الصغيرة خدتها عمتها عشان تربيها، اما الواد بقى، ف دا ادفن بعد ما اتشرح واتعرف سبب وفاته وكمان اكتشفوا في جسمه المخدرات اللي كان بيشمهاـ ولو هتسألني عن أبوه، ف انا هقولك انه اتحاكم واللي عرفته بعد كدا انه خد حكم بالسجن معرفش قد ايه بصراحة، ولا حتى اعرف اذا كان حاليا عايش ولا ميت، لكن الي انا عارفه كويس انا وكل اللي في المنطقة، هو ان بعد كام شهر من اللي حصل، الراجل صاحب العمارة فتح الشقة ونضفها وبعد كدا عرضها للايجار... في الحقيقة يبني انا مش عارف هو جاله قلب يعمل كدا ازاي... لكنه عمل واللي كان كان، ولانه كان من الصعب ان اي حد من المنطقة يجي ياخد الشقة بسبب اللي حصل فيها، فالناس اللي جم سكنوا فيها بعد كدا كانوا ناس من بره المنطقة، بس الشهادة لله... كانوا هم كمان ناس محترمين وفي حالهم، لكن مكملوش في الشقة شهرين لانهم شافوا فيها الويل، كانوا بيقولوا قبل ما يمشوا منها انهم كانوا بيشوفوا عفريت الواد بيطلعلهم في الصالة وفي الحمام وكمان في اوض نومهم وهم نايمين بليل، ولما سألوا عن أصل وفصل الشقة وعرفوا انها اتقفلت بسبب جريمة قتل، خدوا بعضهم ومشيوا منها خالص، دا حتى الناس اللي كانوا مأجرين الشقة اللي جنب الشقة اللي حصل فيها الجريمة، مشيوا هم كمان، وفضلوا الشقتين مقفولين لفترة... لحد مانت جيت قولتلي دلوقتي انكوا خدتوا الشقة اللي جنب شقة ابو تريكة الله يرحمه... بس غريبة يا ابني... هو انتوا مابتسمعوش ولا بتشوفوا حاجة غريبة !

(دول الناس االلي كانوا عايشين قبلكوا في الشقة كانوا بيسمعوا العجب كل ليلة ... !)

لما عم فوزي كان بيحكيلي انا كنت مبرق له وانا مذهول من اللي انا بسمعه،وذهولي ده مكانش بسبب بشاعة الحكاية ولا غرابتها لأ .. انا كنت مذهول لأني شوفت كل اللي عم فوزي قال لي عليه ده بالليل، ماعرفش شوفته في حلم ولا في حقيقة ، بس كل اللي انا متأكد منه، ان انا شوفت الجريمة اللي حصلت قدام عيني، وعشان كده بعد ما عم فوزي خلص كلامه معايا، انا سيبته وطلعت جري علي صاحب ابويا اللي كنت رايح اجيب منه فلوس ، وبعد ما خلصت المشوار بسرعة .. رجعت علي البيت وحكيت لامي علي اللي عرفته من عم فوزي هي واخويا ، وفضلنا قاعدين كلنا مستنين ابويا لحد ما رجع من الشغل وبعد كده حكينا له علي كل اللي حصل ، بس الغريبة بقي ان ابويا بعد ما سمع مننا الحكاية ، رد وقال لنا اننا مالناش دعوة باللي حصل ، وقال كمان اننا لازم نخلينا في حالنا ونفضل قافلين باب شقتنا علينا ونشغل قرأن باستمرار في البيت، وبأذن الله مش هنشوف حاجة ولا هيحصل لنا اي مكروه..

لكن اللي حصل بعد كده كان عكس كلام ابويا، وكمان اللي حصل خلاه يغير رائيه ويدور علي شقة تانية في مكان تاني..

اللي حصل.. هو أن احنا كل يوم بالليل ولمدة 3 ايام ..ماعرفناش ننام حرفياً ، وده لأننا ببساطة من بعد الساعة 12 بالليل ؛كنا بنسمع اصوات صرخات وخبط وتكسير في الشقة اللي جنبنا ، وكتير اوي كنا بنصحي من النوم علي صوت جرس الباب ، ولما كنا بنفتح ماكناش بنلاقي حد ، والغريب اكتر بقي إننا كنا بنلاقي نور اللمبة اللي علي باب الشقة اللي جنبنا ، منور!
مع أن والله العظيم اللمبة دي اصلا محروقة ، وكمان المفتاح اللي بتنور منه اللمبة موجود جوة الشقة مش براها ، يعني مستحيل يكون حد دخلها وفتح اللمبة وبعد كده خرج تاني لأن الشقة ماتفتحش من يوم ما اتقفلت ، ولما كنا بنسأل صاحب العمارة هل هو اللي بيفتح النور ولا لأ ، كان بياكد لنا ان ماحدش دخل الشقة !
ومش بس كده لأ .. ده كمان ابويا واخويا وامي، كلهم حلموا بنفس الحلم اللي انا حلمت بيه تقريباً ، وده طبعاً غير الخيال او الضل اللي علي شكل شاب اللي كنت بشوفه جنب الحيطة قصاد باب شقتنا بالليل لما اقوم اشرب او ادخل الحمام مثلاً..
وبسبب كل اللي حكيتهولك ده ، ف ابويا اخيراً وبعد حوالي عشر أيام ، اقتنع بأننا لازم نسيب الشقة ، وفعلاً سيبناها وخدنا شقة تانية في منطقة غير المنطقة دي خالص ، والحمدلله ، من يوم ما خدنا الشقة الجديدة بقالنا شهر ونص اهو واحنا مانشوفش اي حاج ةولا انا بحلم بأي كوابيس ، هي بس أمي اللي ممكن تقوم من النوم مخضوضة بالليل لأنها هي اللي بقت تشوف كوابيس كلها شبه الكابوس اللي انا شوفته ، لكنها لما بتشغل قرأن جنبها وبتلتزم في الصلاة، الحمدلله يعني مابتشوفش حاجة..
ولحد هنا بتكون الحكاية خلصت، الحكاية اللي اقسملك انها حصلت بكل تفاصيلها زي ما حكيتهالك كده ، ولو هتقولي انا ليه بعتهالك ، ف انا هقولك ان انا قصدت اني ابعتها وانك تحكيها لعل وعسي شاب من الشباب اللي هيسمعوها يطلع منها بموعظة، واكبر موعظة ممكن اي حد يستفادها منها ، هي جملة ابويا قالها لي بعد ما مشينا من الشقة دي ، ابويا قال لي جملة عمري ما هنساها..

( مابيفسدش اخلاق الشاب.. الا اصحابه . اختار صحابك يا ابني، واديك شوفت الصحاب الغلط عملوا ايه في الواد اللي اسمه ابو تريكة )
وفعلاً ابويا معاه حق ، واكبر دليل علي كده ان احمد او ابو تريكة ده زي ما عم فوزي 
قال ، صحابه ودوه لسكة اخرتها موت، اختاروا اصحابكوا يا جماعة..

وفي النهاية اعذرني لأني ماذكرتش اسم المنطقة عشان ماتحصليش مشاكل..

Facebook


الروابط
آخر قصة : بداخل المقابر


صفحة الكاتب : محمد شعبان

كوكتيل قصص | العالم الموازي
كوكتيل قصص | العالم الموازي
تعليقات