قصة ليلة الغريب الجزء الثاني - قصص دراما وغموض

 

قصة ليلة الغريب الجزء الثاني - قصص دراما وغموض واثارة قصيرة

ليلة الغريب الجزء التاني

بقلم : محمد شعبان


- للأسف مش هتلاقي صيدلية تانية فاتحة إلا دي، بس للأسف برضوا الدكتور خالد لسه قافل الصيدلية من شوية وماشي بسرعة، كان مرتبك ومعاه ناس كتير جم خدوه ومشيوا... أصله بعيد عند يا أستاذ، ولاد الحلال لقوا ابنه على الطريق الزراعي وهو سايح في دمه، كانت خابطاه عربية وأول ما لقوه وعرفوا انه ابن الدكتور خالد، جم على طول وبلغوه وأنا بقى كنت قاعد وسامع كل حاجة، أصل أنا بواب العمارة دي، وتملي يعني يقعد هنا و ....

سيبت الراجل وهو بيتكلم وطلعت أجري في الشوارع زي المجنون، مابقتش عارف أعمل ايه، لفيت المنطقة كلها تقريباً وبرضوا ماكنتش لاقي اي صيدلية أجيب منها الدوا للدكتورة جيهاان عشان تفوق وتكمل العملية لمراتي، فضلت أجري وأجري لحد ما لاقيت نفسي قصاد باب المستشفى من تاني، لكني المرة دي بقى أول ما دخلت، لاقيت دكتور الطواريء واقف مع الولد الصغير اللي أنا خبطته، وكان جنبهم واقف راجل عرفت من هيئته انه أبوه... دا الدكتور خالد... صاحب الصيدلية، قربت منه بحذر ولسه هقوله انه يجي معايا عشان يجيب لي الحُقن للدكتورة جيهان... لكني فجأة وقفت لما سمعت عامل الإستقبال بيتكلم في التليفون وبيقول بصوت حزين ومكسور .....

- لا إله إلا الله... الحالة ماتت... إنا لله وإنا إليه راجعون... طب والدكتورة جيهان !! لا إله إلا الله ... هي كمان ...

أول ما قال كدا أنا اتجمدت في مكاني، حسيت ان الدم نشف في عروقي ومابقتش عارف انطق ولا اتحرك، فضلت كدا لثواني... او بالتحديد يعني لحد ما سمعت صوت دكتور الطواريء وهو  بيقول ...

- البقاء لله يا دكتور خالد ... الولد اتوفى .

أول ما سمعت الكلام دا، بصيت للدكتور وأنا مبرق ومابقتش عارف اقوله ايه، لكن في نفس الوقت برضه... وأثناء ما كان الدكتور خالد بيبكي فجأة جاله تليفون، رد عليه وهو بيعيط .

- ايوا يا فايزة ابننا مات يا فايزة ماا ... ايه .... ايوة يا صفية ... اختك فايزة ماتت .... روحتي تطمني عليها لما اتصلتي بيها كذا مرة وهي ماردتش، ف ......... لاقيتيها ميته !!!! ... لا إله إلا الله .... لا إله إلا الله ..... ااااااه .......

صرخ الدكتور خالد الصيدلي بأعلى صوت عنده وكأنه بينبهني،فتحت عيني أكتر ومع الصرخة دي فوقت... ضربت نفسي بالقلم عشان اركز أكتر لإن عنيا ابتدت تزغلل... وقتها بصيت حواليا لاقيتني لسه واقف زي ما انا، كشاف العربية منور من ورايا... وقصادي على الأرض الولد مخبوط، وقصادي كان واقف نفس الشخص اللي اداني ضهره وبعد كدا كرر نفس سؤاله تاني ...

- ها ... هتمشي، ولا هتاخد الواد ومراتك تموت ؟

فوقت من سرحاني اللي سرحته وبدون أي تفكير رديت عليه بسرعة وأنا بجري ناحية الولد وبشيله من على الأرض ....

- أعوذ بالله منك ... أعوذ بالله منك يا أخي ....

فضلت اكرر في الجملة دي وأنا شايل الولد لحد ما حطيته في كنبة العربية، بعد كدا ركبت ودورت العربية وطلعت بسرعة من غير ما اهتم بالشخص اللي كان واقف في نص الطريق، ولما بقول كان واقف، ف دا معناه اني مجرد ما طلعت بالعربية هو اختفى تماماً... لكن ما اهتمتش بيه وكملت في طريقي للمستشفى اللي اول ما وصلتلها، دخلت الولد لدكتور الطواريء وأنا بقوله بسرعة .....

- الواد دا أنا لاقيته مرمي في نص الطريق، اسعفه بالله عليك قبل ما يجراله حاجة، وأنا ثواني وراجع... أنا مراتي بتعمل عندكوا عملية في المستشفى هنا ..

قولت الكلام دا للدكتور وطلعت أجري على العربية من تاني، كان بينادي عليا لكني مهتمتش.... ركبت عربيتي بسرعة وروحت على صيدلية الدكتور خالد، كان فاتح الصيدلية وواقف جواها وهو مبتسم، دخلت عليه الصيدلية وقولتله بكل هدوء ...

- ابنك حصلتله حادثة على الطريق وانا نقلته المستشفى، تعالى معايا بسرعة .

أول ما قولتله كدا برقلي وهو مذهول ...

- ابني انا ... حسام ؟!

شديته من دراعه بسرعة وانا بقوله ...

- ايوا حسام ابنك... انجز يلا مفيش وقت .
خرج معايا وقفل الصيدلية وبعد كدا ركب عربيتي، لكني بعد ما اتحركت بالعربية قولتله ...

- بيتك فين !؟

بصلي باستغراب ...

- بيتي ؟! .. مش انت بتقول ان ابني ...

قاطعته ...

- ابنك دكتور الطواريء بيقوم معاه باللازم وإن شاء الله هيخف، انما المهم دلوقتي اننا نلحق مراتك فايزة لإنها مغمى عليها وحياتها في خطر

 برقلي أكتر وهو بيطلع موبايله من جيبه ...

- يا نهار مش فايت، انت عرفت منين !؟

- مش مهم عرفت منين ولا ازاي، المهم دلوقتي اننا نلحقها... عنوانك ايه بسرعة ... ؟!

وصفلي العنوان بالظبط وهو بيتصل بمراته باستمرار وطبعاً ماكنتش بترد، بيته كان بعد الأراضي الزراعية على طول، طلعنا عنده البيت وفعلاً لقينا الباب مفتوح ومراته مغمى عليها، شيلناها أنا وهو ونزلنا حطيناها في العربية وطلعنا بيها على المستشفى، وأول ما وصلنا،عرفنا ان دكتور الطواريء قام باللازم مع الولد وإن حالته بقت مستقرة وان كلها ثواني وهيفوق، وكمان لما دخلنا الست.... قدر إنه ينقذ الست مرات الدكتور خالج لما اداها أدوية وعقاقير لحالة الإغماء اللي كانت عندهاـ بس وسط كل دا اتفاجأت بالممرضة الكبيرة اللي شوفتها في الطرقة وقت ما شوفت الخيال أو الرؤية اللي شوفتهم وأنا واقف في الطريق الزراعي، شوفتها وهي نازلة على السلم، كان في ايديها ورقة صغيرة، وبصت لعامل الاستقبال وقالتله ....

- الدكتور جيهان أغمى عليها وهي بتعمل العملية وعايزينلها الحقن دي، أنا  هخرج اشتريها من اي ...

قبل ما تكمل جملتها، جريت عليها وخدت منها الورقة وجريت بسرعة على دكتور خالد اللي كان واقف بيبصلي بذهول ....

- اسمك الورقة دي، بالله عليك هات الحقن اللي مكتوبة فيها من الصيدلية بتاعتك حالاً، حياة الدكتورة اللي بتعمل العملية لمراتي وكمان حياة مراتي نفسها متوقفة على الحقن دي .

من غير تفكير خد مني الورقة، وراح على الصيدلية وجاب الحقن بسرعة وجه، اديتها للممرضة اللي بدروها طلتعتها لأوضة العمليات والدكتورة جيهان خدتها وفاقت، وبعد كدا كملت العملية، لكنها وهي بتكمل العملية، وانا كنت واقف قصاد باب أوضة العمليات، جه الدكتور خالد وقف جنبي وبصلي باندهاش .

- انت عرفت دا كله منين... عرفت منين ان مراتي تعبانة، وعرفت منين ان الواد دا ابني مع اني عمري ما شوفتك !

رديت عليه وانا بحاول امنع الدموع اللي في عينيا من إنها تنزل ...

- أنا اللي خبطت ابنك، سامحني... سامحني وادعي لمراتي انها تقوم بالسلامة، وبعد كدا أنا تحت أمرك ومن حقك انك تسلمني للشرطة أو تعمل معايا اللي انت عايزه، ولو عايز تعرف انا عرفت منين... ف اقسملك بالله ان انا نفسي ما عارف انا عرفت ازاي، انا شوفت دا كله في رؤية أو خيال قبل ما يحصل... عارف انك ممكن ماتصدقنيش، لكني بحلفلك بالله.... والله كل اللي بقولهولك دا هو الحقيقة .

سكن الدكتور ومابقاش عارف يقولي ايه، خد بعضه ونزل عشان يطمن على مراته وابنه، وانا فضلت قاعد بعيط جنب اوضة العمليات لحد ما بعد فترة الدكتورة جيهان خرجت، شالت الكمامة من على وشها وبصتلي وابتسمت ....

- الف شكر لانك جبتلي العلاج يا أستاذ محمد، الحمد لله... العملية نجحت ومراتك هتخرج من العمليات كمان شوية، لكنها هتفضل تحت الملاحظة لمدة أيام، وبإذن الله هتخرج بعد كدا وهتبقى زي الفل .


سجدت على الأرض وفضلت أشكر ربناـ الحمد لله يارب، الحمد لله... الحمد والشكر ليك لإنك ورتني كل حاجة كانت ممكن تحصل لو كنت سيبت الواد مرمي في الطريق، أنا فعلا كنت هسيبه، لكنك كريم يارب، وزي ما نصرت جدي الكبير آدم عليه زمان، نصرتني انا كمان عليه دلوقتي ...

حكدن ربنا وشكرته، وبعد ما فاتوا أيام، مراتي خرجت والحمد لله بقت كويسة، أما عن الدكتور خالد، ف الحمد لله ابنه خف ومراته قامت بالسلامة، وهو طلع راجل مسامح وماعمليش محضر وقال للشرطة انه ما يعرفش مين اللي خبط ابنه، بعد ما قولتله بنفسي ان انا خبطته ... بل بالعكس... دا كمان شكرني لإني انقذت حياة الولد وماسبتوش وكمان أنقذت حياة أمه، ولما حاول يعرف مني انا عرفت منين كل دا ، اقسمتله كمان مرة اني فعلاً شوفت اللي شوفته دا في رؤية... بس وأنا بقوله كلامي اللي قولتهوله قبل كدا قصاد أوضة العمليات لتاني مرة، كان بيبصلي باستغراب وبعد تصديق، لكنه في النهاية قالي انه مصدقني أو ... مش مصدقني، مش هتفرق كتير، هو كل اللي كان مهم بالنسبة له في النهاية ان انا انقذت مراته وابنهـ وهو انقذ لي الدكتورة جيهان اللي أنقذت مراتي، لكنه بعد ما مشي انا قولت بيني وبين نفسي اني برضه سكتت عن اللي عرفته، أنا ماقولتلهوش ان الولد مش ابنه وان مراته خاينة، وعلى فكرة مش هقوله... جايز الست تتوب وتحكيله، وربنا يقبل توبتها والراجل يقبل انه يربي الولد، أو جايز يكون كلام "الغريب" كله غلط أساسًا وقالهولي عشان اسيب الولد... بس كل دا مش مهم، المهم ان مراتي الحمد لله خفت والدكتور خالد مراتخ وابنه خفوا واديني اهو عايش كويس، او فضلت عايش كويس لحد ما فات 3 شهور بالظبط على الليلة اياها، او بالتحديد يعني في يوم كنت نايم فيه جنب مراتي اللي الحمد لله كانت خرجت من المستشفى، لكن وأنا نايم صحيت من النوم على صوت الغريب إياه وهو بيقولي ...

"منعتني من إن اكسب جولة، لكني ماخسرتش المعركة... نجد زي ما بينجد بني جنسك في كل مرةة بتحصل ما بيني وما بين حد فيهم مواجهة مباشرة، بس صدقني... أنا اللي هكسب في النهاية، عارف هكسب ليه، ولا اقولك... بلاش هكسب ليه.. خليني اقولك انا هكسب ازاي... شكل الدم ولونه وريحته، صوت البارود... شكل الماية وصوتها، ريحة الورج الأبيض والأسود ...

كلها دواير كبيرة بتتكون من دواير صغيرة، وجوة كل دايرة من دول، بني آدم شبهك... انت اللي بتختار دايرتك الصغيرة اللي بتلف فيها تبقى عاملة ازاي، وعلى أساس إختيارك دا؛ بيتحدد شكل الدايرة الكبيرة... الدايرة بتفضل تكبر وتكبر لحد ما تكون دواير كبيرة تبقى هي العالم بتاعكوا دا .

مش شايفه شيء غريب ... إن العالم من حواليك يكونوا اللي بيتحكموا فيه هم الأقويا والسفاحين الكبار، اللي بيملكوا السلاح والعلم والضار والسلطة والمال  !

ما هو في النهاية برضوا العالم دا كله مكون من مجموعة بشر، أو دواير صغيرة، دواير اتلوثت لإن اللي جواها همهم شهاوتهم ونفسهم ورغباتهم وبس، وعشان كدا ... وفي النهاية .... دا هيبقى شكل دايرتكوا الكبيرة... دم وبارود ونار وطين، وهتبقى الحياة بيني وبينكوا عبارة عن معركة ... معركة وأنا كدا كدا هكسبها.. بس هي مسألة وقت"

قومت قعدت على السرير وركزت مع مصدر الصوت، كان واقف بشكله اللي شوفته عليه ليلتها قصاد باب اوضتي، ماهمنيش شكله ولا وجوده في الوقت داـ ما أنا اتعودت عليه وعارف هو مين، وعشان كدا جمدت قلبي وقولتله ....

- مش هتكسب ... طول ما بيغفر لي مش هتكسب، طول ما اللي جوا الدواير الصغيرة جوا قلوبهم درة انسانية وبياض، الدايرة الكبيرة مش هتتلوث ولا هتنتهي، وفي النهاية هنقف انا وانت قصاده وهفكرك... انا عبده وهفضل طول عمري عبده ومطيع لأوامره لحد النهاية وعمري ما هكفر بيه، وحتى لو نسيت في مرة وعصيته، ف هو برضوا كبير وهيفضل يغفرلي ويسامحني ويتوب عليا ععشان عارف اني من غير رحمته بضيع، ما هو اللي خالقني يا غريب وعالم بحالي... خالقني من طين زي ما خلقك من نار، وفي النهاية هيرجعك ليها تاني انت وكل الدواير الصغير اللي اصحابها لوثوها بسوادهم وبسبب وسوساتك ليهم... انا الكسبان يا غريب في الجولة دي، وانا اللي هكسب في المعركة كلها .

رد عليا وهو بيضحك ...

"مماشي ... ماشي... أنا همشي واحتمال كبير ماتشوفنيش تاني، بس خليك فاكر، انت لسه ماكسبتتش يا ابن آدم، لسه ماكسبتش... الجولات ما بينا كتيرر"

قالي كدا واختفى، اختفى تمامًا وللأبد بشكله اللي ظهرلي بيهـ لكني بقيت بيني وبين نفسي عارف ومتأكد انه معايا وبيراقبني وممكن يظهرلي تاني بأي شكل مختلف... وعلى فكرة... هو معاك انت كمان وبيراقبك... بس خد بالك... هو مش بيراقبك كدا وخلاص... هو مستنيك تفتحله اي باب عشان يدخل حياتك ويكسب في معركتك انت، يكسب معركتك الكبيرة وبكدا يبقى كسب جولة من الجولات بحسب كلامه... خلي بالك... هو جنبك ومعاك دايمًا، ماتديلوش الفرصة انه يظهرلك، لإن مش في كل مرة انت اللي هتبقى الكسبان زي ما حصل معايا ....

تمت 


x
إنسان وزوجته لا هو من بني آدم ولا هي من بنات حواء ؟

لو عرفت الإجابة جاوب تحت في الكومنتات 


لو عندك قصة او الغاز كلمنا هنا
مُرسل اللغز : يوسف عبد الرحمن    تاريخ اللغز 06/01/2021


الروابط

آخر قصة : المرض الغريب 

صفحة الكاتب : محمد شعبان 
كوكتيل قصص | العالم الموازي
كوكتيل قصص | العالم الموازي
تعليقات