قصة جميعهم أنتِ | الكاتب حسن الطيب | قصص رومانسي

 

قصة جميعهم أنتِ | قصص رومانسي
قصة جميعهم أنتِ


قصة جميعهم أنتِ - قصص رومانسي | بقلم الكاتب : حــســن الــطــيــب كاتب خبير



الإنسان بلا حُلم كالكوب المثقوب .


دي كانت جملة قرأتها وخلتني أفكر كتير لي الإنسان ميبقاش عنده حلم أو أي اللي يخليه يتنازل عنه  .


واللي قطع تفكيري صوت خبط على باب المكتب وكان عمرو صحبي ومدير أعمال شركاتي وبدأ عليه التوتر والقلق وهو بيقولي :


"معتز للأسف الصفقة خسرت والبنك حجز على كل ممتلكاتك" .


كلامه كان كفيل يخليني اروح مكلمش حد ولا أرد على مكالمات أي شخص حتى لو كانت خطيبتي اللي خلاص هتبقي مراتي بعد شهر تقريبا ، وتصرفي ده خلاها تجيلي الفيلا عشان تطمن عليا .


مشاكل الدنيا كلها بتهون في وجود حد جنبنا ما بالك بقا حد بتموت في كل تفاصيله . بس الخبر كان تقيل وكنت مش قادر أكلم حد كنت ببقى قاعد سرحان في ملكوت الله مركز مع ولا حاجة .


مر عليا أسبوع وأنا في الحالة دي ومكالمات لارا قلت يوم عن التاني لحد ما اختفت خالص ، وفي اوائل الأسبوع التاني ظهرتلي المصيبة التانية وهي إن تقريبًا جالي مرض نفسي  .


خلى بعض الأماكن في جسمي سودة وبتزيد مع الوقت لحد ما بقت مغطية جزء كبير من جلدي والمفترض إن فرحي أنا ولارا كمان شهرتقريبًا ، وطبعًا مع الظروف اللي بمر بيها دي اضطريت أكلم لارا في تأجيل للفرح واللي حصل كالآتي :


- لارا أنا بفكر أخلي معاد الفرح بتاعنا قدام شوية .


=  كويس إنك فتحت الموضوع ده .


- كان في حاجة ولا أي ؟ .


= معتز .. للأسف مش هقدر أكمل كل شيء قسمة ونصيب .


- نعم ! أنتِ جاية تقولي كدة دلوقتي وفرحنا كان خلاص بعد شهر .


= أديك قولت أهو كان .


- متسيبينيش.. أنتِ متعرفيش أنا بحبك ازاي متعرفيش أنا بعاني ازاي في المرحلة دي ، وجودك اللي كان بيهون عليا شوية .. ازاي بعد كل ده جاية تقولي نبعد ، أنا حياتي من غيرك ملهاش أي معنى ، أنتِ كل حاجة في حياتي ، أنت اللي بتديني طاقة أكمل ، أنتِ ازاي عايزة تسيبيني دلوقتي بعد كل اللي مرينا بيه سوى ، بعد ما كنا مكتفين ببعض ومتفقين إن مفيش حاجة تفرقنا .


= وأنت شايف الوضع ده ميخليناش نفترق أنت حتى ممعكش فلوس تعالج نفسك خد دهب الشبكة بيعه واتعالج بيه .


لفت ومشيت ولقيت نفسي في عالم تاني وجسمي اتخدر والدنيا بتلف من حوليا والضوء اختفى ، عشان أصحي ألاقي نفسي في مستشفي وفي ممرضة واقفة بتابع حالتي ومجرد ما فوقت الدموع نزلت من عيني ، حاولت امسحها بسرعة بس للأسف كانت خدت بالها ولأول مرة حد يشوف ضعفي بسببها .


لقيت الممرضة بتطلع منديل وبتدهولي وبتقولي :


"اعتبر إني مكنتش موجودة ومشوفتش حاجة"


وسابتني وخرجت بعدها ، ودخلت في حالة انهيار وعياط شديد لحد ما نمت ومحستش بحاجة .


ولما فوقت لقيتها قاعدة جنبي وبصالي بتركيز شديد وكأنها بتتفحصني ، وقالت بكل هدوء :


" تفتكر االي بتمر بيه دا يستاهل كل ده" .


ولما ملقتش مني رد قالت :


" كلنا بنمر بأزمات وانتكاسات بتخلينا بعض الأوقات نفقد في توازنا ، وكل حاجة ، مش لوحدك ، وعلى العموم لو عايز تحكي وتفضفض أنا موجودة " .


وسابتني وخرجت من غير ما أرد عليها بكلمة .


جت كذا مرة تتابع حالتي هي والدكتور المتخصص ، وبعض الزيارات من أهلي وأصحابي ما عدا عمرو صاحبي ومدير شركاتي السابقة ، وفي مرة ندى بتابع حالتي بهدوء لاقيتني بدأت أحكيلها كل حاجة لحد اللحظة اللي بنتكلم فيها ، ومع الوقت بقينا أصحاب مقربين جدًا لحد يوم خروجي من المستشفى .


لاقيت عمرو صاحبي داخل عليا وفي إيده لارا خطيبتي القديمة ، وكانت مفاجأة بالنسبة ليا ، فضلت ساكت مبتكلمش لحد ما نطقت وقالت :


"لما عرفت من عمرو خطيبي انك تعبان قولتله لازم نيجي نطمن عليك احنا ما بينا عيش وملح بردو "


وندى واقفة جنمبي واستأذنت وخرجت من غير ما أرد عليها ودا زادها إحراج أكتر .


لفيت دماغي ناحية عمرو صاحبي وقولتله :


" لعبتها صح مبروك عليك الرهان اتفضل احكي " .


وجه عينيه ناحية لارا وقالها :


" أنتِ غلطتي في حاجة صغيرة "


  انتِ مش خطيبتي انتِ اقل من إنك تكوني خطيبتي ، أنتِ دمرتي صاحبي بجشعك وطمعك وحُبك للفلوس وهو كان مغيب عن كل دا .


حبه ليكي كان عامية ومخليه مش شايف حاجة ، البنك محجزش على ممتلكاته ولا غيره دي أوراق أنا زورتها بنفسي عشان أثبتله أنتِ قد ايه واحدة حقيرة .


وفعلًا كان عندي حق لما زورت الورق وبعد أول كام يوم لما تعاملك معاه اتغير واهتمامك قل ، روحت وصارحته بكل حاجة وفكرة المرض وتغير لون الجلد دي كانت فكرته عشان يتأكد بنفسه ، لولا كدا كان زمانه واقع في فخك .


كان صعب عليا أشوف صاحبي وعشرة عمري نفسيته زي الزفت ، وأنا بخدعه وبزور الورق بس الأصعب كان إني هشوفه متجوز واحدة مخادعة زيك ، وعايشة معاه عشان فلوسه ومكانته وبس .


انتِ أحقر من انك تكوني خطيبتي وعشانك أخسر صاحبي ، كفاية اني اتحملت أشوفه تعبان بسببك .


خلص عمرو كلامه ، ولمحت ندى واقفة على باب الأوضة مستخبيه فناديت عليها ، فدخلت وهي وشها كله كسوف وخجل من إني شوفتها واللي عاملته ، فطلبت منها تقرب وأنا بقولها : " متزعليش اني خبيت عنك بعض التفاصيل ، بس عشان زي  أنتِ شايفه اني كنت عايز اتأكد من اختياري الصح المرة دي ، أنا بحبك ومسكت ايديها وتبت فيها ، وبصيت للارا وقولتها : " الدهب اللي عمرو خطبك بيه اعتبريه مكافأة نهاية الخدمة مني"  .


خرجت تجري من الأوضة ، ومال عليا عمرو وحضني وقالي :


" أنا أسف إني خدعتك في الأول بس ، زي ما إنت شايف كنت هتقع مع واحدة عاملة ازاي ، وازاي وافقت عليا إني اخطبها بعد ما كانت مخطوبة ليك " .


شكرته جدًا وقولتله إني عذره في كل حاجة ، وإنه يُعتبر من ضمن الأسباب اللي خلتني أقابل ندى ، وغمزتله عشان يسبنا لوحدنا ، بصلي وضحك .


- بــحــبــك .


= يعني دلوقتي بقى معاك فلوس تجبلي مصاصة بالبرتقال ومكس شيكولاتة .


- لأ .


= لا ! .


- معايا فلوس عشان أشتريلك مصنع مصاصات وواحد تاني مكس شيكولاتات ، لاقيتها وطت على ودني وهمست فيها :


" بعشقك ، أنا أتخلى عن الدنيا كلها ومتخلاش عنك " .


- بـحـبـك .


= طب هتبص لبنات غيري .


- لو عيني وقعت عليهم بالصدفة هشوفهم أنتِ برضوا .




كوكتيل قصص | العالم الموازي
كوكتيل قصص | العالم الموازي
تعليقات