يرجى تمكين Javascript لعرض محتوى الموقع

شكراً لك

قصة دجال الاسطبل - قصص رعب دراما قصيرة

 

قصة دجال الاسطبل من القصص من الرعب الدرامية القصيرة، تدور أطوار القصة حول دجال يسكن في منطقة تسمي اسطبل عنتر بمصر القديمة يعرف بجبروته وقوته في السحر والأعمال، وهناك اتفاق معقود بينه وبين دكتور نسا يُدعى "عدوي" ومن هنا تبدأ احداث الحكاية ... كـــــوكــــتــــيــــل قــــصــــص .


دجال الاسطبل

بقلم : محمد شعبان 


الحكاية التانية بقى ابشع بكتير من الحكاية الأولانية، الحكاية يا سيدي بتبتدي من منطقة في مصر القديمة اسمها اسطبل عنتر .... تعرفها ؟ 

اه طبعاً عارفها، دي في زهراء مصر القديمة تقريباً، قبل دخلة دار السلام كدا !!

مظبوط.... هي المنطقة دي، المنطقة دي بقى يا سيدي زمان، كانت منطقة هوس هوس وساكتة، كانت عبارة عن اسطبل للأحصنة وحواليها كدا كام بيت بُعاد عن بعض، ومن ضمن البيوت دي بقى كان بيت محمد غازي .

- مين محمد غازي !!

- اسمع الحكاية وانت هتعرف، اسمع وركز في كل التفاصيل اللي هقولها وماتقاطعنيش .

- حاضر مش هقاطعك ... هسمع وبس .

- جدع يا واد ... شوف بقى؛ محمد غازي دا كان راجل ساحر، كل الناس اللي كانوا عايشين في منطقة اسطبل عنتر وقتها وكمان في المناطق اللي حواليهاـ كانوا بيقولوا انه راجل واصل وجبار... دا في ناس كانوا بيقولوا بيقولوا انه بينقل الحيطة عالحيطة، مافيش حد راحله ورجع مكسور الخاطر، ومافيش حد طلب منه حاجة ورجع من غيرها، اللي بتروح له عشان مابتخلفش، بعد ما بتمشي من عنده بتبقى حامل، وحاجات كتير يا ابني كانوا الناس شايفينها دليل على ان الراجل دا مش نصاب ولا دجال، هم كانوا متأكدين من انه ساحر، وقوته والجن اللي مخاويهم كانوا عاملين رعب لكل اللي بيحاول يقرب منه او حتى بيزوره عشان يتعالج، دا يا ابني كان كلام الناس وقتها .... بس الحقيقة بقى هتعرفها في آخر الحكاية .....

المهم، إن على الناحية تانية بقى وفي نفس الوقت، كان في دكتور امراض نسا اسمه دكتور عدوي، الدكتور عدوي دا بقى كان صاحب غازي الروح بالروح، ف لما كانت بتروح له أي ست مابتخلفش ويجرب معاها طرق الطب هي وجوزها، وفي الآخر موضوع الخلفة مابيتمش، كان بيقعد معاها وبيقولها بالحرف كدا ....

(للأسف يا مدام... حالتك طبياً ميؤوس منها، انتي حاجة خارقة للطبيعة، انتي سليمة وجوزك سليم بس الموضوع فيه حاجة غلط، فأنا نصيحتي ليكي ومن الآخر كدا... انك لازم تروحي عند شيخ يرقيكي او يشوف اذا كان معمول لك عمل ولا لأ... وصدقيني، أ،ا اعرف شيخ كويس جداً جداً، الراجل دا عمر ما واحدة ست راحت له ورجعت من عنده مكسورة الخاطر، الشيخ دا اسمه الشيخ محمد غازي... هتلاقي بيته في منطقة اسطبل عنتر، هديكي العنوان وروحي له، واتمنى انك تبقى تدعيلي لما الحمل يتم)

كان بيقول للستات كدا وهم لأنهم كانوا جهلة وقليلين الحيلة، كانوا بيصدقوه... وكمان كانوا بيثقوا في كلامه لأنه دكتور معروف وله زباين كتير، وطبعاً لما كانت الستات دي بتروح لغازي، كان في كتير منهم بيتنصب عليهم وساعات شوية منهم كانوا بيلها او حملوا فعلاً، ولو هتقولي كانوا بيحملوا ازاي، فانا هقولك يا ابني انها بتبقى صُدف.... ودا لان غازي مابيعملش اي حاجة غير امور الدجل والنصب اللي متعود يعملهم على كل واحدة بتروح له، عشان في الآخر يفضل ياخد منها في فلوس على أمل انه يفك لها عمل معمول لها أو اي حاجة بقى من الكلام الفارغ دا، ولو هتقولي دكتور عدوي كانت ايه مصلحته في كدا، فانا هقولك انه طبعاً كان بياخد نسبة من الفلوس اللي بياخدها غازي من كل حالة بتروح له عن طريقه، وفضلوا هم الاتنين شغالين مع بعض لفترة طويلة، واهي الست اللي ماكنتش بتخلف لأنها عقيمة، كان غازي بيقولها ان العمل اللي معمول لها..... عمل سُفلي ومستحيل يتفك، وكمان بيقول لها انه حاول على قد ميقدر ... ويفضل بقى يضحك عليها ويفهمها انه عمل المستحيل عشان يفك العمل وانه هيفضل يحاول بالرغم من إن الموضوع صعب، وطبعاً الستات الغلابة كانوا بيصدقوه وكتير منهم كانوا بيسمعوا كلامه وبيؤمنوا بيه وكأنه كلام شيخ بحق وحقيقي، انما بقى لو في مرة صادفت وواحدة من اللي غازي بيعاجلهم بالنصب والدجل خلفت، في ساعاتها بقى بياخد منها فلوس قد كدا، وطبعاً الست اللي بتحمل، كانت بتعمل لغازي سُمعه وتديله سيط أكبر، وتفضل بقى الست من دول تقول لجيرانها وقرايبها عن الشيخ غازي المبروك اللي عمره ما رد محتاج ولا عُمر حجابه خيب أبداً.... وأكيد با ابني كل دا زي كان بيصب في مصلحة غازي، في هو كمان كان بيصب في مصلحة الدكتور عدوي لأنه كان بياخد منه نسبة مش قليلة من الفلوس اللي كانت بتجيله.... ومرت الأيام والسنين والاتنين شغالين مع بعض من تحت الترابيزة، لحد ما في مرة راحت واحدة ست للدكتور عدوي وقالتله انها مابتخلفش، وقالتله كمان انها هي وجوزها بقالها 3 سنين بيلفوا عند الدكاترة وعند المشايخ ومش لاقيين اي حل لموضوع الخلفة اللي منكد عليها عيشتها هي وجوزها، وقتها الدكتور عدوي حاول معاها وكتب لها علاجات وعمل كل اللي يقدر عليه، بس مع الوقت اكتشف عدوي ان الست عقيمة ومستحيل انها تخلف، وعشان كدا راح للشيخ غازي وقاله على الحالة وقاله انه هيبقى يبعتهاله وهو يحاول معاها، واهي لو خلفت بالصدفة يبقى خير وبركة، ولو ماخلفتش، في الموضوع يعني هيبقى مش مشكلة اوي لأنها اصلاً صرفت هي وجوزها كتير اوي وفي الآخر مافيش فايدة، وفعلاً لما راحت الست دي للدكتور عدوي في أخر مرة، قعد معاها وقالها على الشيخ غازي، ولما قدر انه يقنعها بأنها تروحله، اداها عنوانه وراحتله.... بس بصراحة يا ابني الست دي كانت حلوة شويتين، لا شويتين ايه... قول شويتين تلاتة اربعة كمانـ وعشان كدا غازي اول ما شافها عجبته، وقرر انه يعمل معاها علاقة بأي طريقة، ولإن الست ماكانش ليها في الكلام دا وكانت طريقتها في التعامل صعبة أوي، ف الشيخ غازي قرر انه ياخد الموضوع معاها خطوة خطوة وبالتدريج لحد ما يقدر يعمل معاها اللي عو عايزه برضاها، لكن كل دا برضه مانفعش يا ابني لان الست كانت رافضة تماماً في كل جلسات العلاج اللي كانت بتجمعها بغازي انه يلمسها او انه يحط ايده عليها، وفضل الوضع على كدا لمدة كام جلسة وغازي بيماطل معاها وبيطلب منها حاجات غريبة هي ماكنتش بتعملهاـ يعني مثلاً في جلسة من الجلسات، كان بيقولها انه عاوزها تلبس لبس نوم وهي قاعدة معاه، لكنها رفضت وسابته ومشيت، بس هو جري وراها وقالها انه مايقصدش حاجة وان دي طلبات الأسياد، لكن الست رفضت الطلبات دي وقالتله يأمها تعالجني من بعيد لبعيد كدا، يأمها نفضها سيرة وبلاها جلسات خالص، يومها غازي قالها حاضر وبقى بيتعامل معاها بحذر لحد ما في مرة غازي قرر انه يتهجم عليها لما مالقاش منها أي رجا في انها تطاوعه بالذوقـ ولأن الست زي ماقولتلك كانت شديدة وشخصيتها قوية، ف من الآخر كدا ضربته وسابته ومشيت، لكنها لما مشيت ماكتفتش باللي حصل وراحت حكت لجوزها على كل حاجة تمت بينها وبين غازي، وعاوزة اقولك انها كانت بتروحله من الأول من ورا جوزها، المهم ان جوزها اول ما عرف باللي حصل، ضرها ومنعها من انها تخرج من البيت خالص، ولأنه كان من عيلة كبيرة وشديدة، ف بالنسبة له موضوع تأديب غازي على اللي عمله مع مراته دا كان سهلـ والراجل عشان يأدب غازي على اللي عمله مع مراته دا كان سهل، والراجل عشان يأدب غازي، جمع شباب العيلة كلهم وخد بعضه هو وهم، وراحوا عند بيته، اتلموا عليه وضربوه لكنه قاوح معاهم وفضل يقولهم  ان الست هي اللي جاتله وانها هي اللي كانت عاوزة كدا بمزاجهاـ بس الكلام اللي قاله دا ماشفعلوش ولا خلاهم يسيبوه .... دا بالعكس، كلامه خلاهم يضربوه اكتر، وكمان وقت ما كانوا بيضربوه وهو برا بيته، شوية  شباب منهم جابوا جاز وولعوا البيت النجس اللي كان بيتحضر فيه جن وعفاريت دا، وطبعاً غازي وقتها اول ما شاف بيته وهو بيتحرق فضل يقاوح معاهم وفضل يغلط فيهم وفي الست مرات الراجل اكتر واكترـ لحد ما مسكوه تاني وفضلوا يضربوا فيه بكل قوة ومن غير رحمة، بس المرى دي بقى وهم بيضربوه خلص في ايديهم، ايوا يا ابني موتوه من كتر الضرب..... وكل دا بسبب نجاسته واعماله المنيلة بستين نيلة، وبعد ما ولعوا في بيته وموتوه، سابوه وطلعوا جري على عيادة الدكتور اللي عرفوا انه متفق مع غازي، بس وقتها الدكتور عرف انهم رايحين عنده، ولو هتقولي مين اللي قاله، ف انا هقولك ان انا حقيقي ماعرفش، بس جايز يا ابني يكون اللي قاله حد من العيال اللي في المنطقة او حد من جيران غازي عارف الموضوع، او حتى ممكن يكون الواد اللي شغال مُساعد لغازي، أًل الواد جري في وسط الضرب واختفى من وسط الناس اللي كانوا واقفين قصاد البيت، ف جايز يكون الواد دا خد بعضه وطلع جري على الدكتور وبلغه، وعشان كدا أول ما وصلوا شباب العيلة دي للعيادة... مالقوش حد، وكمان لما سألوا على بيت الدكتور عدوي ورواحوله، لقوه هو ومراته وعياله مش موجودين، ومن يومها بقى وعدوي اختفى خالص من المنطقة ومن القاهرة كلها لحد النهاردة، ما هو أكيد يا ابني خد بعضه وهرب على أي محافظة لما عرف ان في ناس عاوزة تموته بسبب تورطه مع غازي في الشغل المنيل اللي كانوا بيعملوه دا، بس اللي عاوزه اقولهولك قبل ما اخلص الحكاية، ان معظم الشباب اللي راحوا ولعوا في بيت غازي، الحكومة قدرت انها تقبض عليهم ومعظمهم اتسجنوا بما فيهم جوز الست اللي طلقها بعد اللي حصل، وبالرغم من ان غازي كان نصاب ودجال وله ملف عند الحكومة، إلا ان اللي حصل دا ماكنش ينفع يعدي بالساهل، دول يا ابني موتوه وولعوا في بيته في عز النهار وقصاد كل الناس اللي كانوا عايشين في بيوت الاسطبل وقتها، ومن يومها بقى وبيت غازي دا فضل مقفول بعد ما الأهالي طفوا الحريقة اللي كانت فيهـ بس بعد ما فاتت سنين من الرعب والخوف لأهالي المنطقة، بسبب العفاريت اللي كانت بتظهر في البيت والأصوات الغريبة اللي كانت بتخرج منه بالليل، قرر أخيراً واحد من معلمين الاسطبل الكبار انه يهد البيت وياخد حته الأرض اللي مبني عليها بوضع اليد، وبعد كدا يبني مكانها دكاكين او محلات لبيع العلافة والحبوب بتاعة المواشي ..

قاطعت جدتي ...

- طب والعفاريت والأصوات دي كانت سببها ايه يا ستي، ما انتي لسه قايلة ان البيت لما ولع ماكنش حد جواه، ما هو غازي والمساعد بتاعه كانوا برا... العفاريت دي بقى عفاريت مين !؟

- حلو يا ستي ... طب والراجل ومراته عملوا ايه، وكمان الدكتور راح فين، وبعدين الدكاكين اللي اتبنت على حته الأرض دي، مابقاش يظهر فيها حاجة تاني ولا ايه ؟!

ردت جدتي عليا وجاوبتني لما قالت ....

- والله يا ابني الراجل اللي اتسجنله كام سنة وبعد كدا خرج وعاش حياته عادي بعد ما طلق الست قبل ما يتسجن طبعاً، أما بقى الست.... في دي فضلت عايشة وماحدش كان بيتقدملها ولا اتجوزت لحد ما ماتت، ماتجوزتش بسبب انها كانت ما بتخلفش، او ممكن برضوا تكون ماتجوزتش بسبب سمعتها اللي بعد الموضوع اللي حصل دا... المهم انها في الآخر عاشت وماتت من غير ما تتجوز ولا تخلف، على عكس جوزها اللي بعد ما خرج من السجن اتجوز غيرها وخلف كمان، أما بقى الدكتور عدوي، فدا اختفى هو وعيلته خالص ومارجعش القاهرة تاني ابداً.... والله اعلم راح فين ولا ايه اللي حصل له، أما بقى الدكاكين اللي اتبنت مكان الأرض، ف دي صاحبها كان بيحلف بالله انه كان بيسهر فيها لحد بالليل، كان بيسمع اصوات ناس بتهمس او بتتكلم بصوت واطي جوا الحيطان، وعشان كدا اتعود كل يوم يفتحها الصبح بدري، ويحاول دايماً انه يقفلها قبل صلاة العشا، وفضل على الحال دا لفترة... لحد ما مع الوقت ابتدت الأصوات تختفي والموضوع اتنسى ومات زي ما كل حاجة بتتنسي وتموت، والظاهر كدا يا ابني ان العفاريت او الجن طَهقوا من البشر ومن عمايلهم وقالوا يسيبوا لهم حته الأرض والدكاكين .

أول ما جدتي قالتلي، ماقدرتش امسك نفسي وقولتها وانا بضحك ...

وربنا معاكي حق، دي عمايل البشر غلبت عمايل الجن فعلاً، المهم ... كدا حكاية دجال الاسطبل عنتر خلصت، ايه بقى الحكاية اللي جاية ؟

اتعدلت جدتي في قعدتها وسرحت شوية وكأنها بتفتكر، وبعد دقيقتين كدا لاقيتها قالتلي وهي بتبصلي بتركيز ...

الحكاية اللي هحكيهالك دي .. هحكيها على لسان واحدة ست قريبتنا كانت عايشة في منطقة الدرب الأحمر من سنين؛ الست دي بتحطي وبتقول ....

نلقاكم في بيت الدرب الأحمر (الدور الأرضي) ....

Facebook


الروابط 

آخر قصة : الجير الحي 

كاتب القصة : محمد شعبان 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-