شقة جديدة يسكن بها أسرة صغيرة تحدث بها بعضاً من الأشياء الغامضة والغريبة ليكتشفوا في النهاية .... قصة الدور الأرضي (قصص رعب) كــــوكــــتــــيـــل قــــصــــص .
بقلم : محمد شعبان
اتعدلت جدتي في قعدتها وسرحت شوية وكأنها بتفتكر ، وبعد دقيقتين كده لقيتها قالتلي وهي بتبص لي بتركيز..
-الحكاية اللي هحكيهالك دي .. هحكيها علي لسان واحدة ست قريبتنا كانت عايشة في منطقة الدرب الاحمر من سنين؛ الست دي بتحكي وبتقول..
من يوم ما سكنت في الشقة الجديدة اللي خدناها انا وجوزي ، واحنا كانت بتحصل لنا حاجات غريبة، كنا بنبقي نايمين بالليل ونسمع صوت الباب بيخبط خبط جامد اوي ، ولما جوزي كان بيصحي من النوم ويروح عشان يفتح الباب ، ماكنش بيلاقي حد!
في الاول افتكرنا ان في عيال صغيرة بيلاعبونا وبيخبطوا علي الباب وبيطلعوا يجروا، ما هو أصل الشقة اللي احنا كنا واخدينها دي كانت في الدور الارضي ، ف كان من السهل ان اي حد يخبط علي باب الشقة اللي كان في وش باب العمارة ويطلع يجري ، بس لما الموضوع اتكرر جوزي ابتدا يقلق ، وابتدا يسأل الجيران عن إذا كان في عيال بتعمل كده فعلاً ولا ده حد بيهزر او حرامي بيحاول يسرقنا ، بس الغريبة كان بيتهرب من السؤال ومابيجاوبش ، ومنهم اللي كان بيقول لجوزي شغلوا قرأن وانتوا نايمين ، وطبعاً لما جوزي كان بيسأل .. نشغل قرأن ليه ، كانوا بيقولوا ممكن جن بيلاعبك انت ومراتك، ما هو أصل الشقة دي عرفنا انها كانت مهجورة وماحدش كان بيسكن فيها لفترة كبيرة اوي، او بالظبط يعني لحد ما احنا خدناها ، المهم ان جوزي في الأخر ماحدش قال له علي رد مُقنع او تفسير منطقي للي بيحصل ، وبسبب كلام الجيران اللي كان غامص ومالوش معني ولا تفسير ، قرر جوزي انه يشغل إذاعة القرأن الكريم باستمرار واحنا نايمين ، بس من يوم ما بقينا نعمل كده ، الموضوع ماتحلش ولا الخبط قل لأ .. دي الحاجات الغريبة زادت ، وكمان بقت بتحصل حاجات تانية غير الخبط علي الباب في عز الليل...
يعني مثلاً ؛ في يوم كنت نايمة جنب جوزي وكنا مشغلين الراديو علي اذاعة القرأن كالعادة، في الوقت ده انا كنت حامل في الشهر الخامس، ف نومي ماكنش منتظم ولا حتي كان نوم طبيعي، كنت متعودة اقلق بالليل كتير اوي، بس يومها اللي قلقني وصحاني من النوم .. ماكنش ألم الحمل زي ما كنت متعودة.. انا اللي صحاني يومها كان صوت عيل صغير عمال يعيط!
صحيت من النوم وانا مش عارفة مين اللي بيعيط ولا الصوت ده جاي منين، ولأني ماكنتش مركزة والحمل كان تاعبني ، ف انا أول ما قومت من النوم فضلت اتلفت حواليا وانا بقول..
( مين اللي بيعيط... انت مين يا واد انت ودخلت أوضة نومنا ازاي)
ماكنش طبيعي ان انا اعمل كده ولا اسأل سؤال زي ده، بس زي ما قولت.. انا كنت لسه صاحية وماكنتش مركزة ، ف الرد ده اللي جه في بالي وقتها، والغريب بقي أن انا لما سألت سؤالي ده ، سمعت صوت حد بيتكلم .. هو ماكنش صوت حد بمعني صوت بيقول كلام.. لأ ، ده زي ما يكون صوت قطة بتآن وكأنها هتتكلم، عارف انت النونوة بتاعت القطط لما بتبقي أصواتها متداخلة وتحس انها هتنطق ، اهو ده بالظبط اللي كنت سامعاه جاي من برة الاوضة، وفي نفس الوقت كمان .. كنت سامعة صوت الراديو اللي ابتدا يخرفش وصوت القرأن اللي فيه ابتدا يقل بالتدريج لحد ما اختفي خالص ، ومع كل الأصوات دي برضه .. كنت سامعة نفس صوت العياط بتاع العيل الصغير ده، وقتها بصراحة خوفت وحاولت اصحي جوزي لكنه ماكنش بيصحي ، كان نايم نوم غريب وكأنه في غيبوبة ، ده لولا انه بيتنفس انا كنت هقول انه مات ، المهم ان انا مابقتش عارفة اعمل ايه، هل اخرج من الاوضة واشوف مين اللي برة ، ولا اقرا قرأن وانام من سكات ، بصراحة انا ست خوافة وماكنش عندي الشجاعة ان انا اخرج واشوف مين اللي برة ، وعشان كده اتغطيت بالبطانية كويس وفضلت قاعدة نص قعدة كده عالسرير وانا باصة ناحية باب الأوضة اللي كان مفتوح ، كنت عمالة اقرا قرأن في سري لحد ما اتشجعت شوية وبدأت اقرا بصوت عالي ، بس في الوقت ده وأول ما عليت صوتي في قراية القران، بدأت المح في الصالة الضلمة خيال لحاجة قصيرة بتجري ، ولو هتقول ازاي لمتحه مع ان الدنيا برة كانت ضلمة ، ف انا هقولك ان انا وجوزي كنا متعودين نسيب نور الحمام مفتوح طول الليل ، وبسبب نور الحمام اللي كان ضارب في الصالة، قدرت اشوف الضل او الخيال الصغير ده وهو عمال يجري ويلف في الصالة بسرعة، وقتها الخوف جوايا زاد ، والرعب اتملك مني ومابقتش عارفة اعمل ايه.. انا كل اللي كنت قادرة اعمله هو ان انا فلت اقرا في قران بصوت عالي ، وكل ما كنت بعلي صوتي، الأصوات اللي انا سامعاها كانت بتعلي ، صوت القطة اللي بتنونو بشكل غريب، ومعاه صوت عياط العيل الصغير اللي انا ماعرفش هو مين ولا جه منين ، وكمان صوت الراديو وهو بيوش بطريقة مستفزة ، وفضلت الأصوات دي كلها تعلي مع بعض لدرجة ان انا مابقتش قادرة استحملها وصرخت بعلو صوتي عشان جوزي يصحي ، بس الغريبة بقي أن انا اول ما صرخت، لقيت جوزي صحي من النوم وبص لي باستغراب وقال لي..
- في ايه يا ولية.. انتي بتصرخي كده ليه، شوفتي تعبان ولا قرصتك عقربة؟!
ماكنتش قادرة اتكلم ولا ارد عليه، انا فضلت اعيط وانا منهارة .. وخدت وقت طويل عقبال ما قدر جوزي انه يهديني ، بس بعد ما هديت علي بعد أذان الفجر كده ، حكيت لجوزي علي كل حاجة، من اول صوت العياط اللي صحاني من النوم لحد صوت القطة وصوت وش الراديو، وكمان قولتله ان انا حاولت اصحيه وهو ماكنش حاسس بحاجة، مع أن جوزي في الطبيعي نومه خفيف وأقل حاجة بتقلقه ، لكن انا بعد ما حكيت لجوزي رد عليا وهو مبرق وقال لي..
- انا كمان بحلم بكوابيس وبسمع صوت قطط وانا نايم، بس انا مابخدش في بالي ومابرضاش احكيلك عشان ماخوفكيش ، بس الشهادة لله يعني، انا عمري ما صحيت علي الصوت ده لأني ببقي سامعه وكأنه جوة حلم.ز وبعدين انا هتجنن ، ازاي انتي بتقول انك فضلتي تصحيني وانا ماكنتش حاسس ، مع إن انا في العادي بصحي من أقل حاجة، عموماً ماتقلقيش انا بكرة هفوت علي صاحب العمارة دي في دكان العسل بتاعه، ولازم بقي اعرف منه ايه اللي بيحصل لنا ده .. ما هو خبط عالباب في عز الليل وقولنا ماشي ، أصوات قطط بحلم بيها كل ليلة وقولنا تعدي، إنما إنك تتأذي انتي او اللي في بطنك ، لحد هنا بقي وانا مش هسكت .. انا لازم اروح له واحاول افهم منه ايه اللي بنسمعه ده ، او ايه الخيال القصير اللي انتي شوفتيه ده كمان ، ما انا برضه هتجنن .. ده انا كل ما اكلم حد من الجيران او من اصحاب المحلات اللي حوالينا ، يتوه في الكلام او يحاول يهرب من الموضوع.. في حاجة مش مظبوطة وانا مش هدخل البيت بكرة الا لما اعرفها.
فضلنا انا وجوزي قاعدين بنتكلم مع بعض لحد ما النهار طلع، ومع طلوع النهار نمنا شوية وبعد كده صحينا ، هو راح شغله وانا شوفت طلبات البيت وبعد كده روحت قعدت عند امي اللي كانت ساكنة في الشارع اللي ورانا، ولما الليل جه، خدت بعضي ورجعت شقتي وحضرت الأكل لجوزي، لكن وانا واقفة في المطبخ سمعت صوت باب الشقة بيتفتح، في الأول انا دمي نشف في عروقي لأني افتكرته العيل الصغير او الجن اللي شوفته بالليل ده، لكني اطمنت شوية لما سمعت صوت جوزي وهو بيقول لي..
- انا جيت.. سيبي اللي في إيدك وتعالي بسرعة عشان عايزك في حاجة مهمة.
سيبت المطبخ وخرجت ، بس لما خرجت للصالة مالقتش حد، ولقيت باب الشقة مقفول!
بس وانا واقفة وببص حواليا للصالة اللي كانت فاضية ، فجأة لقيت الباب بيتفتح وجوزي بيدخل منه، أول ما شوفته ماحستش بنفسي، جريت ناحيته ومسكت في دراعه وانا جسمي كله بيترعش من الخوف ، وقبل ما اقول له اي حاجة لقيته بيقول لي...
- اعملي حسابك انك من بكرة هتقعدي عند امك لحد ما انقل العفش بتاعنا ده في شقة جديدة في العمارة اللي قصاد العمارة اللي امك ساكنة فيها.
لما قال لي كلامه ده ، انا نسيت الخضة اللي اتخضتها ونسيت كل حاجة وسألته هو عرف ايه، وقتها جاوبني جوزي وقال لي إنه لما راح لصاحب البيت وحكي له علي اللي بيحصل معانا .. حاول يتهرب منه في ألاول ويعمل زي الناس اللي بنسألها ومابيردوش برد مقنع، بس لما أصر انه يعرف منه الحقيقة ، الراجل قال له ان من كام سنة كده كان في عيل صغير بيلعب قصاد البيت، ووقت ما كان الواد ده بيلعب ، عدت عربية بسرعة وخبطته ، الواد كان جسمه ضعيف وماستحملش خبطة العربية، جسمه فضل ينزف من كل حتة ، ف وقتها الناس شالوه ودخلوه حوش العمارة لحد ما الأسعاف تيجي تاخده، وطبعاً وكعادتها يعني.. وصلت الأسعاف متأخر وعقبال ما خدت الواد كان دمه غرق الحوش ، هو أينعم الدم اتمسح بعد كده ومابقاش له أي أثر ، بس للأسف الواد عقبال ما راح المستشفي كان مات.. ومن يومها بقي والحوش بالشقة اللي في الدور الأرضي.. بقوا متعفرتين والناس اللي كانوا ساكنين في الشقة وقتها، سابوها ومشيوا بسبب اللي كانوا بيشوفوه واللي هو هو نفس اللي انا شوفته بالمنسابة، وفضلت الشقة مقفولة لحد ما احنا خدناها، بس الحمدلله .. جوزي اول ما عرف بالحكاية دي، خلانا سيبنا الشقة خالص.. وخد لنا شقة تانية قصاد أمي..
- طب وبعدين يا ستي.. الشقة دي ايه اللي حصل فيها بعد كده؟!
- ماحصلش حاجة .. الشقة فضلت مقفولة لحد ما اتقلبت مخزن ومع مرور الزمن العمارة نفسها قدمت واتهدت واتبني مكانها عمارة تانية.. وقبل ما تسالني عن سكان العمارة الجديدة اذا كانوا بيشوفوا حاجة ولا لا.. ف انا هقولك لا .. ماكنوش بيشوفوا ، وكفاية عليك كده بقي النهاردة لأني تعبت.. روح واكتب الحكايات اللي حكتها لك زي ما حكيتها بالظبط وماتعدلش فيها وألا مش هحكيلك حاجة تاني.
- حاضر يا ستي.. حاضر ، وبالنسبة لصنية البطاطس اللي هتلاقيها عندك في المطبخ ،بس اكتب القصص الاول قبل ما تاكل مايبقاش همك علي بطنك وبس يا مفجوع.
لما قالتلي كده ضحكت وقولت لها..
- حاضر يا ستي حاضر.. هكتب الحكايات زي ما حكيتيهالي بالظبط.
( ولحد هنا بتنتهي السلة دي من حكايات جدتي وبأذن الله لنا عودة الاسبوع الجاي من سلسلة جديدة من حكايات جدتي، وبكرة بأذن الله هنزل لكن قصة او تجربة حقيقية طويلة بعنوان الإرث الأسود .. )
الروابط
سلسلة حكاوي جدتي الجزء التاني :
1- الجير الحي
2- دجال الاسطبل
صفحة الكاتب : محمد شعبان