التكنولوجيا سيطرت على حياتنا، بقينا متراقبين في كل مكان مكالمتنا محادثتنا حتى مواعيد نومنا وصحاينا، بس هل التكنولوجيا تقدر توهمك انك هتموت وتلهمك بالموت لو كنت بتتمناه؟! .... قصة U Gonna Die. (كـــوكـــتــــيــــل قـــصــــص بـــلــوجــر)
بقلم : محمد عبد القوي
موضوع إنك تعمل سيرش أو تتكلم مع حد علي حاجة في السوشيال ميديا تلاقي إعلانات ظهرت قدامك بالموضوع ده بقت مريبة جداً، بس .. بس مش لدرجة إني أكلم واحد صاحبي ع الواتس وأقوله "أنا زهقت من الحياة وعايز أموت فلاقي ابليكيشن ظهر قدامي اسمه "U Gonna DIE"
الموضوع كان مريب بدرجة لا توصف، بس للأسف الفضول البشري مخلنيش أعدي الموضوع عادي، لأ أنا حملت الابليكيشن وفتحته، أيقونة الابليكيشن كانت علي شكل جمجمة عليها قطرات دم، متحاوطة بخليفة سودة، طلب طريقة تسجيل الدخول، فدخلت بالفيس وتقريباً دي كانت أغبي حاجة عملتها في حياتي، ظهرتلي كذا حاجة بس طبعاً كنت بدوس موافق من غير ما اقرأ زي في أي ابليكيشن بنزله، لحد ما واجهة البرانامج ظهرت وكتبلي " كم تحتاج من الوقت " ؟!
معرفتش يقصد ايه، فكتبت 7 أيام، ظهرتلي جملة خلت قلبي ينقبض " 7 أيام، ستكون الأخيرة، ربما أقل من ذلك؛ لكن ليس أكثر، الأمر بيدك، سنفعل اللازم حتي لا تغير رأيك، حتي لاتتمسك بها مرة أخري"،مفهمتش حاجة، كان في زرار مكتوب عليه متابعة فدوست عليه، ظهرتلي شاشة مكتوب عليها 7 أيام، وتحتها عداد ساعات وعداد دقائق بس واقفين، ومكتوب ع اليمين" اليوم الأول : غداً ... احذر من الناقلات الكبيرة"، قفلت الابليكيشن، بعد الساعة ال 12 بعد نص الليل، سمعت صوت نغمة مرعبة في الموبايل، بصيت لقيت العد التنازلي بدأ!!، مكنتش مركز فقفلت الموبايل وكملت نوم.
نزلت بدري عشان اروح الشغل، الدنيا كانت زحمة كالعادة، سمعت رنة الابليكيشن المرعبة، فتحت الموبايل، لقيت مكتوب جملة وجنبها شكل الجمجمة " تذكير: احذر الناقلات الكبيرة "، الجملة وترتني، هو ممكن يكون بيتوقع أو حاجة، بقيت طول ما أنا بعدي الطريق مركز جداً، لحد ما روحت الشغل، خلصت شغلي ونزلت عشان أروح البيت، التذكير كل شوية يتبعت، الموضوع بقي يضايق، بعدي الطريق، مسكت الموبايل عشان اقفله، سمعت صوت كلكس عربية، بصيت لقيت عربية ملاكي، نطيت قدام بسرعة، سمعت كلكس أعلي بكتير، قلبي وقف لما لقيت عربية نقل كبيرة، في وشي، الراجل فضل يدوس ع الكلكس بس انا اتشليت في مكاني، غمضت عينيا، بس سمعت صوت فرامي، وصوت خبطة!!
فتحت عينيا لقيت العربية النقل وقفت، خبطت فيها عربية ملاكي من ورا بس كلهم بخير، سمعت سيل من الشتايم، بس ... بس طلعت أجري، عمال أجري وأنا بفكر، يعني ايه!! طلع كلامه صح، انا كنت هموت... كنت هموت بعربية نقل!!، روحت البيت وأنا دماغي هتتفرتك، فتحت الأبليكيشن، لسه في عد تنازلي، فضلت باصص في الابليكيشن، أقنعت نفسي إنها كانت مجرد صدفة، مفيش حاجة كده، مفيش حد بيعرف المستقبل، كنت همسحه بس قولت استني عشان اثبت لنفسي إنه أي كلام وخلاص، إجهاد اليوم والي حصل فيه خلاني مش قادر ونمت علي نفسي.
صحيت تاني يوم عشان اروح الشغل، مسكت الموبايل، كان مكتوب " تخطيت اليوم الأول بنجاح "، دوست متابعة، لقيت مكتوب " اليوم الثاني: ابتعد قدر الإمكان، فعمال البناء دائما ما يخطئون"، شوفت الجملة، وقررت إني هبعد فعلاً علي قد ما أقدر، وفضلت أرددها في دماغي، بس الغريبة إن طول ما أ،ا ماشي، عمال المح في عمارات بتتصلح، عمال في كل حتة، هو في ايه النهاردة، وكإن الطبيعة بتعند معايا، التذكير كل شوية بيجيلي، مستفز، قررت اعند أنا كمان، وهثبت إني صح، همشي قصد تحت أي مكان في إصلاحات، ومش هيحصلي حاجة، وفعلاً عملت كده، اول مرة محصليش حاجة، ابتسمت ابتسامة نصر، التانية، التالتة، طلعت الموبايل وانا ببتسم ابتسامة النصر، شوفت واحد بيجري ناحيتي، زقني بأقصي سرعة، ووقعت أنا وهو، قبل ما أشوف حجر كبير كان كفيل يقسمني نصين وقع مكان ما كنت واقف!!
كنت بترعش وأنا ع الأرض والراجل بيقول " مش تحاسب يا بشمهندس، الحمدلله ربنا سترها"، قولتلته "ششش... شكرا"، وقمت مشيت بسرعة، لأ بيحاول يقتلني، أنا مبقتش فاهم حاجة!!، روحت، مروحتش الشقل، فضلوا يكلموني، بس مردتش، قررت إني هعمل سيرش ع البرنامج، لقيت فيديوهات علي ناس بتتكلم، كانت اخر فيديوهات ليها قبل ما تموت!، ناس من جنسيات مختلفة، واحدة كان تبتقول" أنا معرفش أنا نزلته ليه، أنا حياتي اتدمرت، أنا حاسة إن أنا متراقبة.... أنا حاسة إني هموت"، وبدأت تبص حواليها وقعدت تعيط، فتحت فيديو تاني كان لشاب " أنا اه كنت عايز أموت، بس... بس مش كده، مش عارف إذا كان هو عارف الي هيحصلي ولا هو اللي بيعمله، عامة مكتوب إني فاضلي يوم واموت.. يعني بكرة، أنا بالفعل ميت"
ساعتها بدأت اخاف، بصيت ع الابليكيشن لقيت فاضلي، 5ايام، كلمتهم في الشغل قولتلهم إني مش هقدر اجي النهاردة وبكرة، عشان أنا حاسس إن أعصابي تعبانة، فضلت باصص في البرنامج وأنا هتجنن، فضلت باصص في الموبايل وانا هتجنن، لحد ما الساعة عدت 12، ظهرلي " تخطيت اليوم الثاني بنجاح"، " اليوم الثالث: مصدر الحياة يصبح قاتل في بعض الأحيان، فاحذر"، يعني ايه!!، فضلت قاعد خايف، مش عارف خايف من ايه بس ... خايف!.
عيني بقت حمرة زي الدم، النوم غلبني، صحيت دماغي هتفرقع، كل شوية التذكير يجيلي وأنا هتجنن، مش فاهم حاجة، بعمل كل حاجة بخوف شديد، عطشت، جبت كوباية الماية، كنت بشرب سمعت صوت النغمة المرعبة، افتكرت الجملة " مصدر الحياة يصبح قاتل في بعض الأحيان، فاحذر", قلبي انقبض، نفسي اتكتم، شرقت، الماية وقفت في زوري هموووت، الكوبايل وقعت ع الأرض، وأنا ماسك زوري حاسس إن بلتقط انفاسي الأخيرة، لحد ما كحيت، فضلت اكح وساعتها حسيت إني روحي رجعتلي مرة تانية، دلواقتي فهمت قصده، أنا كنت فعلا هموت خلاص، أنا مبقتش قادر، انا تعبت... تعبت.
قررت إني امسح الابليكيشن، ومسحته، ساعتها بدأت اخاف اكتر، مش عارف ايه اللي هيحصلي، علي الأقل انا كنت عارف هبعد عن ايه، لكن دلواقتي!!، الساعة عدت 12، اتفاجئت لما رسالة اتبعتتلي ع الفيس من بيدج الابليكيشن، مكتوب " تخطيت اليوم الثالث بنجاح"، "اليوم الرابع : الكهربا مميتة، ابتعد"، ساعتها عرفت إني مش هقدر اهرب منه وحملته مرة تانية، وعرفت إن القعدة في البيت مش حل، انزل واتمتع بالكام يوم اللي فاضلنلي احسن، ونزلت، وفعلا الكهربا كانت علي وشي تنهي حياتي، مبقتش مستحمل، بس اليوم عدي، " اليوم الخامس: إياك والمرتفعات، فالموت مْوكد"
لحقوني بإعجوبة، قبل ما اقع من فوق سطح المبني، "اليوم السادس: الغاز قاتل، فاحترس"، نسيت الغاز مفتوح وكنت هموت مخنوق بس لحقت نفسي علي آخر لحظة، الساعة كانت 10 بليل، بكره اليوم الأخير، بكره هموت، لقيت خبر ع الفيس صدمني، خبر عاجل " القبض علي مبتكر برنامج U gonna die" واللي مش لازم أذكر جنسيته، وكان في لقاء بينه وبين المذيع اللي بدأ يقوله :
- أنت اي اللي خلاك تعمل البرنامج ده؟!
- كان بناء علي طلب الناس، الناس اكتفت من الحياة وكانت عايزة تموت وانا كنت بحققلهم رغبتهم، وكنت بتأكد إنهم مش هيرجعوا في قرراهم.
- موضوع الموت والحياة ده مش شغلتك... وده ميدكش الحق إنك تبعت ناس تراقبهم وتقتلهم !!
- أنا مقتلتش حد .. هم الي اختاروا الموت، وهم الي راحولوا بنفسهم.
- اما تفسر ب ايه إن كل توقع أو تحذير كان يبتعت عن طريق البرنامج كان بيحصل؟!
- تعرف حاجة عن " Nocebo effect" ?!
- وايه ده علاقته بالموضوع ؟!
- سيدي ... تأثير " نوسيبو " بيحصل لما مريض يتوهم إن العلاج ده ليه أعراض جانبية زي المغص، أو الصداع، وفعلاً بتحصله الأعراض دي، مع إن العلاج ممكن يكون مادة خاملة مفيهوش أي حاجة، وده نفس اللي حصل مع الناس، أ،ا وهمته، حطيته علي أول الطريق وهو كمل، علي سبيل المثال لو قولتلتك إني عراف وفضلت كل شوية أقولك انت هتتخبط في دماغك، في لحظة هتلاقي نفسك اتخبطت، لإنك اوهمت نفسك وبالتالي هتلاقي نفسك بتروح ناحيته.
- بس ازاي؟! احنا عرفنا إن كان في توقعات رهيبة.
- وموقع الشخص، بنحدد ip ده كان عن طريق إن إحنا عن طريق ال طبيعة بيئته وشغله، يعين لو شخص عايش في منطقة مهجورة هنقوله " احذر اللصوص قريبين، سلاحهم قاتل"، شخص عيان " المرض يتنشر، النهاية قريبة"، وهكذا.
ساعتها افتكرت، إ،ي عايش في منطقة سكنية جديدة وكلها تحت الإنشاء، فطبيعي موضوع الحجر، وإن بعدي ع الطريق السريع كل يوم، فالعربيات النقل طبيعية جدا، و... و وأنا أصلا مهندس كهربا، فده كان أكتر من طبيعي!!، الشاب كمل
- يعني لو افترضنا إن في فيرس احتل العالم، ومن مناعة أجسامنا، الفيرس هيقتل 2 من 10، سؤال لحضرتك.. الفيرس فعلا هيقتل 2 من عشرة؟!
- المفروض!!
غلط ... الفيرس هيقتل 5 أو 7 من كل عشرة، لإن بكل بساطة كل شخص هيجيله حبة برد أو تعب هيتوهم إن المرض جاله، وفعلاً هيموت، مش من المرض، من الوهم، الوهم قاتل، بيقتل أسرع من 100 مرض.
- أنت قصدك إن كل شخص يتصاب يقول لأ انا مش عندي ويعدي كل الي حواليه ويبقي السبب في موتهم!!
- لأ بالعكس، ده يتخذ أقصي معدلات الحذر، ويحافظ علي غيره بس ميوهمش نفسه، مش كل حبة تعب يبقوا نهاية العالم، مش كل حبة إكتئاب يقول أنا عايز أموت، لإنه ساعتها هياخد أكتر قرار هيندم عليه طول عمره، هيسيب نفسه للسلاح الكفيل يؤدي بحياة البشر، وساعتها مش هيقدر يرجع عن قراره، لإنه ساب نفسه للوهم.
-ساعتها ضحكت ، عرفت إ، فعلاً الوهم قادر يدمر حياة البشر ، بدل ما نفكر في حل، قادر يخليها نقفل دماغها، منفكرش، ودي أكتر حاجة ممكن تدمرنا، الساعة عدت 12، سمعت نغمة الأبليكيشن المرعبة، فتحت البرنامج، " لقد نجحت، إنه يومك الأخير "، بمجرد ما شوفت الرسالة تناسيت كل الكلام الي سمعته من شوية وكإنه لم يكن وبالذات لما شوفت الرسالة اللي بعدها " لا تفتح للمجهول؛ لعله يهشم رأسك إلي قطع صغيرة"
ساعتها سمعت صوت خبط ع الباب، جسمي كله اتنفض، بصيت من العين السحرية مفيش حد، هموت من الخوف، اتصلت بكريم صاحبي قولتله، وحطيت الموبايل ع الباب عشان يسمع صوت الخبط، لقيته بيقول " يا ابني أنا مش سامع أي حاجة.. أنت متأكد من الي بتقوله؟!" ، صوت الخبط بقي رزع، أنا خايف، فتحت باب البلكونة وأنا سامع صوت الشاب بيرن في دماغي" وساعتها مش هيقدر يرجع عن قراره، لإنه ساب نفسه للوهم...."، بس... بس صوت الخبط كان أعلي.....